سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العراق من سيئ إلى أسوأ.. دبلوماسي سابق: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت.. مظلوم: تغيير البنية السياسية هو الحل الأمثل للأزمة.. الطائي: المعتصمون قد يقتحمون "المنطقة الخضراء" بانتهاء المهلة
يستمر الوضع في العراق في التدهور، نتيجة الأحوال السياسية العراقية والبنية الخاطئة، مما أدى إلى نشوب تظاهرات للمطالبة بالتغيير في الشخصيات السياسية الحاضرة على الساحة السياسية العراقية، من أجل البدء في الإصلاحات على المستوى السياسي في البلاد. وعبر بعض السفراء والسياسيين العراقيين على ما يحدث في بلادهم، حيث قال السفير العراقي السابق مزهر الدوري، إن الوضع المتدهور في العراق نتاج الأحوال السياسية العراقية والبنية الخاطئة والمحاصصة التي ألغت المعايير الوطنية وقسمت المجتمع لانتماءات متعددة، وهذا ما قاده حزب الدعوة بقيادة نوري المالكى المدعوم من إيران. وأضاف مزهر ل"بوابة العرب" أن اجتماع الرئاسات الثلاث أمس وكذلك قادة الكتل لم يأت بجديد والوضع أصبح مزريًا وينذر بالفوضى والحل أصبح معقدًا جدًا ويتطلب تدخلًا من مجلس الأمن والجامعة العربية بقيادة مصر والسعودية من أجل إيجاد حل موضوعي للقضية. واستبعد مزهر، إقبال الحكومة على فض الاعتصام كما حدث من قبل في فض اعتصام المحافظات السنية الست من قبل نور المالكي الذي وجد فيها الفرصة لتهميشهم وصنع الطائفية من قبل هذا معسكر يزيد ونحن معسكر الحسين، والتي على آثارها ظهرت فكرة داعش، ورغم تحميل لجنة التحقيق المسئولية للمالكى وأعوانه إلا أن القضاء العراقي المشبوه لم يُحل المالكي وأعوانه. وأضاف مزهر، أن المظاهرات في العراق هي مبادرة صدرية تحولت إلى حالة عامة لدى الجمهور والشباب تأمل في الإصلاح وفى حالة انتهاء المهلة وحدوث اشتباك من المحتمل أن يترك المسئولون الفاسدون أماكنهم وينجون بما سرقوه من ثروات الشعب والتي تقدر بتريليون دولار منذ عام 2003 وحتى الآن. وأكد مزهر، أن الأيام المقبلة حبلى وربما تفاجيء الجميع بأشياء لم تكن متوقعة رغم أن هناك ضغوطًا إيرانية على مقتدى الصدر للتراجع عن موقفه كما فعل في السابق. وحذر مزهر، من خطورة الحشد الشعبي "الشيعي" الذي يحاول المالكى وأتباعه من جعله كيانًا موازيًا للجيش والأمن يقيهم من إنفاذ القانون. كما قالت الكاتبة العراقية، لينا مظلوم: إن الحل الوحيد والأمثل للأزمة العراقية الحالية، هي تنفيذ مطالب الشعب العراقي، وأن ينحاز رئيس الوزراء للمطالب العاقلة التي رفعها المتظاهرون. وأضافت الكاتبة، في تصريح خاص ل"بوابة العرب"، اليوم الأحد، أن المتظاهرين لن يكفيهم تغيير الوجوه، وليس هناك حل أمام رئيس الوزراء سوى أن يمنح نفسه مساحة انفصال سياسي عن حزب "الدعوة"، الذي يمثل أسوأ موروث في الشارع العراقي. وأوضحت "مظلوم" أن المتظاهرين لن يكفيهم شيء سوى الإصلاح الجذري، ولن يقبلوا المناورات في حال قررت الحكومة الحالية تغيير وجوه، وليس تغيير البنية السياسية. وأضافت أن هناك بالفعل تصاعد شيعي شيعي، لكن التيار الذي يمثله مقتدي الصدر يسلك مسار عاقل ومتوازن نحو عدم التصعيد، على الرغم مما أبدته البيانات الحادة التي تلوح بالعنف، وبالمواجهة المسلحة التي صدرت عن ائتلاف دولة القانون، الذي يقوده المالكي، والمعروف بولاءه لإيران، وحزب الدعوة من التصعيد المسلح. وتابعت "مظلوم" بالقول: "إن هذه الاعتصامات التي يظهر للجميع أن تيار الصدر يقودها لكن هناك عدة تيارات مساهمة مثل الحركات الطلابية والموظفين، تدعم الزخم الشعبي من مئات الآلاف الذين احتشدوا للاعتصام. في نفس السياق، ألمح النائب عن كتلة "الأحرار" النيابية التابعة للتيار الصدري، رسول صباح الطائي، إلى أن المعتصمين قد يقتحمون المنطقة الخضراء بعد انتهاء المهلة المحددة لرئيس الوزراء حيدر العبادي وقادة الكتل السياسية لتشكيل حكومة تكنوقراط. وأشار إلى أن المهلة التي حددها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لحكومة حيدر العبادي ستنتهي في 29 مارس الجاري، وأن "المعتصمين قد يقتحمون المنطقة الخضراء بعد انتهائها إذا لم يكن هناك تغيير جذري من العبادي وقادة الكتل السياسية بتشكيل حكومة تكنوقراط". ووصف الطائي - في تصريح صحفي، اليوم "الأحد" - اجتماع الرئاسات الثلاث العراقية وقادة الكتل السياسية، أمس السبت، بأنه "حبر على ورق"، وقال إن "مطالب المعتصمين واضحة ولا تحتاج لتشكيل لجنة من السياسيين للاتصال بقيادات المظاهرات الوطنية لتفهم المطالب". وأضاف: " كان يجب على اجتماع الرئاسات الثلاث الاتفاق على تغيير الحكومة ومحاسبة الفاسدين وتشكيل حكومة تكنوقراط من المستقلين والأكفاء"، معتبرا قرار تشكيل لجنة للحوار مع قادة الاعتصام "مضيعة للوقت ". وكانت الرئاسات الثلاث العراقية وقادة الكتل السياسية أكدت، في اجتماعها الطارئ، أمس السبت، في العاصمة بغداد، أهمية الحفاظ على أمن العاصمة وحصر السلاح بيد القوات الأمنية بالدولة، واتفقت على تشكيل لجنة من الكتل للحوار مع قادة الاعتصام أمام المنطقة الخضراء ونقل مطالبهم بالتنسيق ما بين الحكومة والبرلمان.