سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فورين بوليسي تكشف أسباب انسحاب روسيا من سوريا.. تابلر: ورقة للضغط على الأسد في مفاوضات جنيف.. ولانديس: "مخطط" له ويعني تخلى بوتين عن بشار.. وضربة قاصمة لأمريكا
كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أسباب انسحاب القوات الروسية من الأراضي السورية، في عدة نقاط. واستهلت المجلة الأمريكية حديثها عما نفذته سوريا خلال الاشهر الماضية منذ أن قررت الدخول بريًا إلى الاراضي السورية، حيث قالت: إن روسيا انفقت أشهر باستخدام طائراتها الحربية وقطع المدفعية والقوات البرية لدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد "الهشة" وقالت أن قرار موسكو لبدء انسحاب عسكري كبير يظهر أنه يمكن أن تبحث عن وسيلة للخروج من الصراع، في الوقت الذي حذر فيه مسئولون أمريكيون من أن موسكو لم تبدأ بعد نقل المعدات العسكرية من سوريا، مضيفين أنه من السابق لأوانه الاعتقاد بان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أعلن انسحابه من سوريا كليا. وأضافت "فورين بوليسي" أن القوات الرئيسية من الجيش الروسي بدأت الانسحاب بالفعل من سوريا مما يعني نهاية دعم روسيا الغير مشروط للأسد، وامكانية وجود حل دبلوماسي في القريب، ويقصد هنا مؤتمر جنيف. وأوضحت أن العمليات الروسية في الاشهر الأخيرة عززت المكاسب السورية في غرب البلاد ضد الجماعات المتمردة، وأيضا سمح الدعم الروسي للقوات السورية لتنظيم صفوفهم والمؤن بعد سنوات من القتال العنيف. ليس هذا فقط، تلك المكاسب قرر أن يستفاد منها النظام السوري، لطرح عدد من القضايا والقرارات لإنهاء الحرب الأهلية في مؤتمر "جنيف 3" قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا أنه يتوقع أن تجري المفاوضات في نطاق تشكيل حكومة انتقالية ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات جديدة، ولكن وزير الخارجية السوري وليد المعلم هذا الاقتراح وقال أن الاسد خط أحمر، مضيفا أن دي ميستورا ليس له الحق في التدخل في الشأن السوري. الخبير في الشئون السورية بمركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أندرو تابلر ابدى رايه عما يحدث وعن الانسحاب الروسي حيث قال أن ما فعله بوتين يشكل ورقة ضغط على الاسد لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات في جنيف، ولكن حتى الآن لا يوجد دليل على امكانية تنازله عن أي شيء، لأنه ليس على استعداد للتخلي عن منصبه. لقد دعم الضغط العسكري الروسي القوات السورية، وسمح لهم بالاقتراب من المدينة الرئيسية التي يسيطر عليها المتمردون في حلب، في الوقت الذي اعترف فيه الرئيس الأمريكي، باراك أوباما وزعماء غربيون آخرون أنهم يمكن أن يقبل الأسد حفظ منصبه الحالي بشكل مؤقت، مما اثار غضب الكثير من الدول وعلي رأسها السعودية وتركيا، لكن تلك الثقة التي تحدث بها أوباما وغيره عن الاسد بدأت أن تتقلص. وقال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما،، قال أنه كان على اتصال مع مسؤولين مقربين من نظام الأسد في دمشق الذين أعربوا استمرارهم في القتال لاستعادة كل شبر من الأراضي السورية، بمشاركة روسيا، ولكن هذه الاتصالات انقطعت فجأة في وقت سابق من هذا الشهر، مضيفا أنه لا أحد يجيب على الهواتف في دمشق، وهو أمر مفاجئ" واردف لانديس قائلا: "أن انسحاب بوتين المخطط من سوريا يعني أنه تخلي عن دعمه بسبب تخلي واشنطن عن روسيا في محاربة تنظيم داعش الإرهابي. وقد اثار انسحاب الجانب الروسي ردود افعال وامتعاض من الجانب الأمريكي، حيث يعتبر الانسحاب الروسي من الاراضي السورية ضربة قاسمة لأمريكا، لأن هذا معناه أن الجانب الأمريكي سيصبح وحيدا في سوريا، في الوقت الذي تحدث فيه أوباما وبوتين على الهاتف بعد إعلان روسيا، وفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض، حيث تحدث الزعيمان حول الانسحاب الجزئي والخطوات التالية المطلوبة للتنفيذ الكامل لوقف الأعمال العدائية. وفي السياق ذاته، عرض سفير موسكو لدى الاممالمتحدة، فيتالي تشوركين، على مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية على خطة روسيا لسحب الجزء الأكبر من قواتها العسكرية. وقال تشوركين في تصريح للصحافيين قبل الاجتماع أن روسيا ستواصل الحفاظ على وجودها العسكري في سوريا، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، وأضاف أنه سيتم ركز بشكل مباشر على تحقيق تسوية سياسية لإنهاء الصراع السوري. وأكد أن "المعركة ضد الارهابيين" في سوريا ستستمر، وحث الأطراف المتحاربة للانضمام إلى القوات في مكافحة المنظمات الإرهابية في سوريا. وقال الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة النظام "أن الاسد في وضع جيد الآن، حيث استعاد عدة اراض في الأجزاء الغربية من البلاد، مع التأكيد على ترسيخ المكاسب التي تحققت في المناطق الأخرى التي تعرضت لضغوط من الجماعات المتمردة. وقدر المرصد السوري مقرها المملكة المتحدة لحقوق الإنسان أن الضربات الجوية الروسية منذ سبتمبر الماضي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 1100 من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، ولكنها أيضا قد أسفرت عن مقتل أكثر من 1700 مدني. و قد ارسلت روسيا أيضا الدبابات وقطع المدفعية للمساعدة في حماية قاعدتها الجوية ومرافق الموانئ في مدينة اللاذقية السورية، وقصفت المدفعية أيضا مواقع المتمردين في دعم الهجمات الحكومية. وقد انتقد السيناتور جون ماكين موقف الرئيس الروسي بإعلانه انسحاب روسيا من الأراضي السورية، حيث قال أن تصرفات بوتين جاءت لإرضاء الكرملين. وأضاف ماكين، الناقد لنظام أوباما أن بوتين يعرف جيدا بأنه قتل ما يكفي من خصوم نظام الأسد المجرم لضمان بقاءه، محذرا في الوقت ذاته من خطورة الحرب التي سيكون خاسرها الوحيد المدنيين، الذي سيموتون على إثرها.