قال خالد المناوي، رئيس غرفة الشركات السياحية، اليوم، إن تغيير الصورة الذهنية السلبية عن مصر في الخارج، هي أولى الخطوات الواجب اتخاذها لاستعادة الحركة، موضحا أن المجهودات المبذولة في أي اتجاه آخر، لن تصل للنتائج المرجوة طالما لم تصاحبها حملات توعية وتوضيح لحقيقة الأمن والاستقرار في مصر. وأكد المناوي، خلال اجتماعه بمحرري الملف السياحي المشاركين ببورصة برلين الدولية السياحية، أنه ضد توقف الحملات الترويجية حتى في أصعب الظروف، حتى لا ينسى المجتمع الخارجي المقصد السياحي المصري، ويخرج من دائرة المنافسة، مشيرا أنه لا يمكن إنفاق أي أموال على حملات ترويجية ولا تأتي بنتائج خاصة لو كانت مصحوبة بوقائع دالة عن الأمن والاستقرار. ولفت رئيس غرفة السياحة، أن مصر أضاعت وقتا طويلا في معالجة أزمة الطائرة الروسية، حيث كان يجب التعامل معها بجدية أكثر من خلال التعاقد مع شركة لتأمين المطارات وتفتيش الركاب وتأمين وصول الحقائب، لافتا أن التعاقد مع شركة كنترول ريسكس ليس حلا للمشكلة، حيث أنها معنية بتقييم الأمن وإظهار نقاط الضعف والثغرات، بينما أزمة مصر الحقيقية هي في العنصر البشري، ونحتاج إلى الاعتماد على عناصر مدربة تعمل لساعات عمل معينة تضمن لها قمة التركيز والجدية. وأكد المناوي، أن مطارات العالم تتخذ إجراءات حماية مشددة منذ عشرات السنوات، مذكرا بواقعة إصرار أمن مطار هيثرو البريكاني على تفتيش البابا سشنودة الثالث بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية السابق، تفتيشا ذاتيا، وهى الواقعة التي أثارت أزمة دبلوماسية بين القاهرة ولندن، وقال وقتها البابا: "أنا عملت حسابي ولبست صليب بلاستيك"، موضحا أننا نتقبل التفتيش المعقد في المطارات الأجنبية ولكننا لا نمارسه في مصر، ما يؤكد أننا نحتاج لخطة أمنية وعناصر مدربة. وأضاف المناوي، أنه لا يمكن أن يختلف أحد على ضرورة سيادة الدولة على منافذها ومطاراتها، لكن يمكن قبول ذلك في الجمارك والجوازات بينما يتم اسناد مهمة التفتيش لعناصر مدربة على ذلك وليس أمين شرطة يحصل على خبرة قصيرة ثم يتم نقله لإدارة أخرى، كما أن العنصر المدني في التفتيش لن يفرق بين شخص وآخر على أساس الوظيفة أو المركز الاجتماعي، مشيرا أن بطئ تصرف مصر في الأزمات ظهر جليا في حادثة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، والذي لم يخرج تقرير الطب الشرعي سريعا كما كان مطلوب. وشدد المناوي على أهمية اتباع الشفافية والوضوح في التقرير الذي سيصدر عن سبب مقتل الباحث الإيطالي، منتقدا تسليم الجثة للجانب الإيطالي قبيل إصدار تقرير بها، ما دعا لتفاقم الأزمة ووصل بنا إلى تصريح رئيس وزراء إيطاليا بإن علاقة بلاده مع القاهرة على المحك، فيما إلتزمت مصر الصمت، وقال المناوي أن هناك تقصيرا واضح في التعامل مع أزمة الطالب الإيطالي، خاصة بعدما طلبت إيطاليا من الحكومة الأمريكية التدخل للمساعدة في كشف اللغز، ما يستدعي تعامل أكثر جدية وتحقيقات موسعة سريعة من جانب النائب العام. وانتقد المناوي فكرة إنشاء شركة طيران مصرية، في ظل وجود نحو 10 شركات طيران مصرية خاصة تعمل حاليا، ولكنها تنشغل بنقل العمالة المصرية من والى دول العالم، وكذلك من الأقصر وأسوان إلى برج العرب والعكس، ويمكن استغلالها لصالح القطاع السياحي، وإلزامها بنسبة 75% نقل سياحي ثم العمل على المصريين بالخارج، مشيرا أن مصر لا تملك حاليا رفاهية انفاق الملايين في انشاء شركة جديدة، قد تتكلف نحو 100 مليون دولار، لفت أنه طلب من رئيس الوزراء أن تعمل منظومة الدولة متكاملة لخدمة السياحة وليس وزارة بعينها. وحول السياحة الخارجية، قال المناوي أن ستة أشهر مرت على حادث الطائرة الروسية، التي ليس لنا يدا فيها، وفقدت مصر الموسم الشتوي والصيفي المقبل، كما فقدت الأهداف المرجوة من بورصة برلين الدولية، واصفا الحديث عن السياحة العربية بالمسكنات التي لن تعوض بأي شكل الحركة الأجنبية، وأكد أن مصر لديها أسواق رئيسية مصدرة للسياحة، يجب العمل على استعادتها، وتساءل المناوي عن دور الهيئة العامة للاستعلامات التي ينبغي أن تعمل على تحسين الصورة الذهنية بالخارج حول مصر في تلك الظروف.