ذكرت صحيفة “,”واشنطن بوست“,” الأمريكية أنه ومع انطلاق الجولة الأولى من المفاوضات النووية مع فريق المفاوضات الإيراني الجديد، يبدو في حقيقة الأمر أن هناك مسارين مختلفين من أجل التوصل إلى عقد اتفاق نووي مع إيران. وأشارت الصحيفة الأمريكية - في مقال لمايكل سينج المدير الإداري لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والذي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- إلى أن المسار الأول يتمثل في رفع العقوبات عن إيران في مقابل فرض قيود صارمة على أنشطتها النووية ، مثل تخفيض عملية تخصيب اليورانيوم إلى مستويات متدنية. وتابعت بأن “,”نجاح مثل هذا الاتفاق مرهون بضمان عدم تمكن إيران من استخدام الأنشطة النووية المعلنة كغطاء لأنشطة سرية تهدف إلى تطوير سلاح نووي، كما يعتمد أيضا على ضمان أن الصفقة لن يمكن الغاءها بسهولة ،بمعنى عدم تمكن إيران من التراجع عنها حال تم تخفيف العقوبات المفروضة عليها“,”. ولفتت الصحيفة إلى وجود نموذجين للدول التي تمتلك قدرات نووية، فهناك جنوب أفريقيا ، التي باشرت التعاون السلمي مع المجتمع الدولي في مجال الطاقة الذرية، وهناك تلك الدول التي لاتزال تعتم على أنشطتها النووية على الرغم من الاتفاقات التي يتم التوصل إليها، مثل كوريا الشمالية ، والتي شهدت عزلة أعمق و تصاعد في التوترات الخارجية. ورأت الصحيفة أن إيران تبدو وكأنها تفضل النموذج الأخير، فبينما يبدي مسئولوها رغبة في التعاون ، نجدهم مستمرين في نفي الأدلة التي تعتبر “,”ذات مصداقية“,” من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي تفيد بأن إيران تعمل في الأنشطة النووية المتصلة بالأسلحة، باعتبارها “,”ادعاءات لا أساس لها“,”. ومع ذلك، وحتى في أفضل الظروف، أكدت الصحيفة أن عملية بناء جسر من الثقة بشأن توقف إيران عن طموحها النووي سيستغرق وقتا طويلا. ومضت تقول “,”فالعديد من حلفاء واشنطن ، مثل إسرائيل ودول الخليج ، لا يثقون بالنوايا الإيرانية، فضلا عن أن غياب أي تحول استراتيجي من قبل إيران ، بشأن الاتفاق على تخصيب محدود لليورانيوم، سيزيد حدة تلك التوترات “,”. وأوضحت الصحيفة أنه ومع استبعاد تغيير عقلية القيادة الإيرانية الفعلية للبلاد، يظهر المسار الثاني، والذي يبدو أكثر وضوحا للتوصل إلى إتفاق: حيث يتطلب من إيران تفكيك برنامجها النووي في مقابل اي تخفيف للعقوبات ، التي ستزيد إذا رفضت طهران الرضوخ لهذا الأمر. وأردفت تقول “,”وفي هذا المسار، يتعين على إيران تعليق الأنشطة المتصلة بالتخصيب و إعادة المعالجة وفق ما طالب به مجلس الأمن الدولي ، وتفكيك منشأة فوردو للتخصيب و تصدير مخزونها من اليورانيوم المخصب ، إضافة إلى عدة خطوات أخرى“,” ونوهت الصحيفة أنه في حال سعت إيران لامتلاك سلاح نووي، فإن الولاياتالمتحدة و إسرائيل لن يكون أمامهما سوى توجيه ضربة عسكرية مدمرة لها. وأكدت الصحيفة أن الوقت لم يعد في صالح إيران ،فمع استمرار القضية النووية ، يعاني الاقتصادي الإيراني بشكل مستمر ، مضيفة أن الولاياتالمتحدة تمتلك النفوذ القوي في المحادثات النووية : فموقفها التفاوضي معقول ، ويقدم الغرب لإيران تنازلا بتخفيف العقوبات - وهو أمر هي في حاجة ماسة إليه في مقابل شيء لا يمثل لها أهمية بالغة -الحد من تخصيب اليورانيوم وإعادة المعالجة - نظرا لتأكيدها المستمر على عدم رغبتها في امتلاك أسلحة نووية. واختتمت صحيفة “,”واشنطن بوست“,” الأمريكية -تحليلها- قائلة “,”إنه من غير الممكن إجبار إيران على إجراء أي تغيير جوهري في نهجها ، ولكن الثبات على طاولة المفاوضات و الثقة في نفوذ المجتمع الغربي، سيجعل من السهل طرح البدائل و إجبار طهران على مواجهة عواقب خياراتها ، بدلا من المراوغة. أ ش أ