سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد توغل المنتجات الصينية في الأسواق المصرية.. "لانجيري الصين في قلب الصعيد"..عبد الحي: فتحوا عيون الصعايدة والعيب في حكومتنا.. والحماقي: استغلوا البطالة النسائية ويجب تشجيعهم
بات الاستثمار الصيني في مصر مغايرا لطبيعة البائع المتجول بشنطة مكتظة بالملابس يدخل بها البيوت المصرية ويبدأ في ممارسة نشاطه، حيث تطور الأمر، ولم يعد ذلك النشاط الصيني يقف عند حد هذه الشنطة، فذلك الصيني المتجول بالشنطة قديما هو وزوجته تطور نشاطهما بفتح أحد محال اللانجيري ومن ثم أقام مصنعا كبيرا وبدأ هؤلاء في نقل بضاعة التنين الصيني لأسيوط وغيرها من محافظات الصعيد، الصعيد الذي يمتلك عادات وتقاليد خاصة به، وبذلك المناخ استطاع هؤلاء الصينيون أن يلقوا بذلك التحفظ عرض الحائط، كيف وصل الصينيون لقلب الصعيد بهذا الشكل وأين الشباب المصري بين هؤلاء؟ توجهت " البوابة نيوز " بهذه الأسئلة لمجموعة من خبراء الاقتصاد وجاءت آراءهم على عكس المتوقع كما يلي:- قال محمود عبد الحي، أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط أنه بالرغم من وجود نسب كبيرة تؤكد أن الصعيد يمتلك حصة كبيرة من الفقراء إلا أن الكثيرين منهم لديه رءوس أموال كبيرة يستطيعون بها أن يقيموا صناعات ناجحة، حيت يمتلك الصعيد إمكانيات تمويلية وبشرية هائلة فالمواطن الصعيدي مواطن بناء يستطيع المساهمة في بناء اقتصاد قوي، ولذلك يجب علينا كحكومات المساهمة في ترجمة تلك الجهود والمزايا إلى مشاريع على أرض الواقع. وعن ظاهرة اللانجيري الصعيدي أكد عبد الحي، أن غرابتها تكمن في أن المجتمع الصعيدي محافظ لديه نوع من الحمية والحماسة فتقبله لفكرة كهذه هو أمر يجب أن يحسب لأصحاب المصنع حتى لو كانوا غير مصريين، حيث تكمن قدرة المستثمر في إمكانية تحويل العين نحو منتجاته وهؤلاء استطاعوا العمل داخل مناخ صعيدي يسوده التحفظ في كل مجالاته فأين اقتصادنا من تلك الأفكار؟ وأشار عبد الحي، إلى أنه يجب علينا قبل تبني ثقافة الرفض لكل ما هو مستحدث أن يكون لدينا البديل، فاذا لم يجد هؤلاء الصينيون أية عوائق، فنحن لا يمكننا الحديث عن العوائق التي تقوم بها الحكومة وعدم رغبتها في تقديم التسهيلات والصعوبات التي يواجهها الشباب، ولكن علينا البحث عن بديل فلا توجد حلول غير أن يصبح المصريين منافسين لمتوغلي بلادهم مستغلين المميزات التي يمتلكوها بحكم جنسياتهم وفهمهم للطبيعة المصرية. وأكد عبد الحي، أن العلاقات التجارية التي تحترم خصوصيات الشعوب لا يوجد أحد يستطيع منعها أو ادانتها، ولكن احتكار الصناعة الوطنية وقتلها كما يفعل الاستثمار الصيني يجب أن يواجه بالمقاومة بالأخص اننا لدينا القدرة على المنافسة ولكن ينقصنا الاصرار والابتكار، مضيفا أن المنع لمجرد المنع اصبح لا يجدي نفعا في تلك الظروف الاقتصادية التي باتت اشبه بالنوافذ التي تطل منها البلاد على العالم عن طريق الاقتصاد ولكن مادام هناك أرضية استثمار وتوافر إمكانات بشرية فنحن أحق بموارد بلادنا. وعلى غرار ما سبق قالت يمنى الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس أن سلع صناعة الملابس كثيفة العمالة وغالبا ما تكون نسائية، فعليه استغل هؤلاء عاملين مختلفين وهما: عدم وجود عمالة نسائية في الصعيد، وعلى الجانب الآخر تكدس العمالة النسائية لصناعة الملابس وخصوصا اللانجيري، فكل تلك آثار إيجابية تصب في المصلحة العامة للمحافظة ومنها للصعيد بشكل عام. وأشارت الحماقي، إلى أن الصناعات في أسيوط تعاني منذ سنوات من ركود غير مبرر، حيث تمتلك تلك المحافظة ثروات كبيرة ننادي باستغلالها منذ اعوام للحد من البطالة التي اصبحت تحتل المرتبة الأولى في المحافظة والصعيد بشكل عام بعد معاناته من الهجرة الداخلية، مضيفا إذا كان القطاع الصناعي محرك للنمو فعلينا التوغل في إقامة المصانع التي تصنع الفارق. كما عبرت الحماقي عن تعجبها من فكرة الرفض التي راجت في الوسط الاقتصادي مثيرين للنعرات والنزعات، فاذا كان الصعيد مناخ له طبيعة خاصة علينا الاعتراف أيضا أن ذلك المناخ كان يجب العمل على تصحيحه منذ سنوات، مؤكدة أن الاستثمار الداخلي يعود بالنفع على الاقتصاد المصري بشكل كبير وهنا علينا التفرقة بين الواردات والاستثمار فاذا كان للواردات تأثيرات سلبية كبيرة على الصناعة، فالاستثمار الداخلي يقوم بعملية المترجم للثقافات الأخرى، تشغيل العمالة، ونقل التكنولوجيا. وأشار يحي زنانيري، رئيس اتحاد مستوردي الملابس ورئيس غرفة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات أن غريب الأمر ليس ما قام به هذا الرجل وعائلته التي يبلغ عدد أفرادها 40 فردا يعملون جميعهم في هذا النشاط داخل محافظات الصعيد المختلفة فهناك 12 في أسيوط، 4 في سوهاج، 2 في ملوي، 6 في المنيا، 2 في بني سويف، ولكن ما يثير الإعجاب هو جرأة هؤلاء المستثمرين الذين بدءوا بعدة محال صغيرة، في المخاطرة داخل عقول ومعتقدات الصعايدة، مؤكدا أن ما قاموا به لا يجب أن يكون مثيرا للغبطة والحمية الوطنية إطلاقا. كما قال الزنانيري، أن فروق الاجتهاد وروح العمل المبدع تصب في كفة المستثمر الصيني في مقابل المصريين، حيث يمتلكون إمكانات العمل اليدوي لساعات طويلة والقدرة على تحقيقه، وعليه يجب أن نعتبر هذه التجربة حافزا لرجال الأعمال المصريين على البدء بصناعات مبتكرة في مناطق الصعيد مستغلين حرص الكثيرين من طبيعة المعتقدات الصعيدية الذي ابعدت الاستثمار كثيرا عن هذه المنطقة فأصبحت هشة صناعيا.