تبدأ خلال أيام مناورات بين مصر وفرنسا فى مياه البحر المتوسط، فى رسالة سياسية وعسكرية تنذر بقرب تدخل محتمل فى ليبيا التى نجح تنظيم «داعش» بها فى السيطرة على مناطق قريبة من الحدود المصرية. وأعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية، الثلاثاء الماضي، أن حاملة الطائرات شارل ديجول التى غادرت الخليج فى اتجاه المتوسط، ستشارك فى الأيام المقبلة بمناورات مشتركة مع الجيش المصري. وقالت هيئة الأركان إن حاملة الطائرات والسفن التى ترافقها (أربع فرقاطات وغواصة وسفينة إمداد وقيادة) ستشارك فور وصولها إلى المتوسط فى مناورات أطلق عليها اسم «رمسيس 2016» مع البحرية المصرية. وأضافت أن هذه المناورات تهدف إلى تبادل الخبرات مع الجيش المصرى فى إطار تعاوننا المنتظم مع أحد شركائنا الرئيسيين فى الشرق الأوسط، لكن خبراء عسكريين يؤكدون أن فرنسا تريد أن تظهر كصاحبة دور مؤثر فى الحملة على «داعش»، حفاظا على مصالحها فى ليبيا بدرجة أولى، وفى شمال إفريقيا بدرجة ثانية. وكانت فرنسا على رأس الدول التى تحمست فى 2011 للإطاحة بالقائد الليبى معمر القذافى، وشاركت فى تحالف أمريكى عربى محدود ساعد على سقوطه، لكنها فشلت فى استثمار ذلك بعد أن سيطرت على المشهد جماعات ترتبط بدول إقليمية، وحولت البلاد إلى حالة من الاقتتال المستمر. ورغم أن باريس تخفى حماسها للتدخل العسكرى حاليا فى ليبيا، خوفا من تداعيات سلبية على مصالحها، لكنها تستعد بقوة للمشاركة تحت مظلة أوروبية أمريكية. وتأتى المناورات الفرنسية المصرية بينما تثير سيطرة «داعش» على مناطق فى ليبيا المجاورة لمصر، قلقا متزايدا لدى الغربيين. واعترفت فرنسا فى نهاية 2015 بأنها قامت بعمليات استخباراتية فوق ليبيا بطائرات من حاملة الطائرات هذه عندما كانت فى طريقها إلى شرق المتوسط فى نوفمبر الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية فى 26 فبراير أن حاملة الطائرات شارل ديجول غادرت الخليج مع طائراتها ال26 المشاركة فى محاربة داعش، وسلمت قيادة القوة البحرية للتحالف الدولى إلى الولاياتالمتحدة. وعزا مراقبون سحب باريس لحاملة طائراتها إلى تركيز الأنظار على التدخل الروسى فى سوريا، لفرض واقع جديد، يحمى مصالحها، ويقوى حظوظ الرئيس السورى بشار الأسد، ولم يستبعدوا أن تعود فرنسا بقوة لو بدأ تدخل دولى لضرب داعش، شرط أن لا تصطدم بمعارضة روسية أو أمريكية.