أكد وزير الخارجية سامح شكري، أهمية عدم تعامل إيران مع العالم العربي من منطلق قائم على التدخل في الشأن الداخلي لدوله، بما يؤثر سلبًا على استقرار المنطقة بأكملها. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها نيابة عنه السفير هشام بدر مساعد الوزير للعلاقات متعددة الأطراف، خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر المشترك الثاني بين جامعة الدول العربية والمجلس المصري للشئون الخارجية، التي بدأت اليوم الأحد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تحت عنوان "الانعكاسات الأمنية الإقليمية للاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة دول 5+1". وقال شكري: إن انعقاد هذا المؤتمر يعكس إدراكا نابها بقضية تفرض على الدول العربية الوقوف عندها بالدراسة المدققة واستيعاب ماسيترتب عليها من آثار وتداعيات تلقى بظلالها على أمن واستقرار ومستقبل العالم العربي بل الشرق الأوسط بأكمله. وأوضح أن العالم العربي يمر بلحظة تاريخية تنفرد بجسامة بما تحمله من تحديات أمنية وسياسية واقتصادية غير مسبوقة اذ تمس الأمن القومي العربي في صميمه بما يقترب بالمنطقة من درجة الأزمة. وقال: بين التفكك الذي اصاب كينونة عدد من الأقطار ووقوع عدد آخر تحت نير الاقتتال الأهلي ودوامة العنف، لم يعد التهديد الذي يشكله سلوك بعض الأطراف الاقليمية خافيا، بل صارت تلك الأطراف تجاهر في تدخلها المباشر في العالم العربي دون اكتراث لأمن وسيادة الدول العربية، وذلك في خرق واضح للأعراف والمواثيق الدولية وعلى رأسها ميثاق الاممالمتحدة. وتابع: بذلك يصبح مستقبل العالم العربي رهينة لمصالحها وواقعه أسيرا لتوازنات خارجية لا تتعلق بمصالح الشعوب العربي. وأضاف: الحديث عن التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي والتداعيات المُحتملة للاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة دول ال5+1 تجعلنا نؤكد على أهمية عدم تعامل إيران مع العالم العربي من منطلق قائم على التدخل في الشأن الداخلي لدوله بما يؤثر سلبا على استقرار المنطقة بأكملها. وأكد حرص مصر على احترام الطوائف كل، وانها تسعى لاأن يكون الأساس في تحقيق تطلعات شعوب المنطقة، هو حقوق المواطن المستمدة من انتمائه لدولته وليس لارتباطه بطائفة أو أخرى. وقال: إن قضية نزع السلاح النووي وإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية تحمل ركنا أساسيا في أولويات سياسة مصر الخارجية على المستوى الوطني ومن خلال منظومة العمل العربي المشترك. وأوضح أن مصر تابعت بشكل دقيق، الاتفاق الأخير الذي توصلت اليه إيران مع مجموعة دول ال5+1 بعد مفاوضات مطولة وهو الاتفاق الذي الذي سيترتب عليه في تقديرنا آثارا تتجاوز تفاصيله الفنية لتمس جوهر المصالح العربية وطبيعة التوازنات الاقليمية بين العالم العربي من جانب وإيران من جانب آخر. وأكد ضرورة العمل على استمرار تماسك الموقف العربي بشأن إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها الأسلحة النووية، لافتا إلى أهمية استمرار العمل العربي المشترك تجاه الوصول إلى انطلاقات في هذا الملف. وقال: يبقى المعيار الرئيسي المتعلق بتقييم الاتفاق النووي مرتبطا بالمتابعة المدققة من جانب الدول العربية للسلوك الإيراني في المنطقة، وما إذا كان الاتفاق سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.