سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تناقضات "مولانا الإمام" تظهر بإندونيسيا.. "الطيب" يهاجم الشيعة "جوه" ويمدحهم "بره".. شيخ الأزهر بدأ مواجهتهم بالتعاون مع "السلفيين".. وهدم مذهبهم في "برنامج تليفزيوني رمضاني"
أظهرت زيارة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى إندونيسيا، التى بدأها الأحد الماضي، وتستمر حتى الجمعة المقبل، إصابته ب «شيزوفرينيا» واضحة فى تعامله مع «الشيعة»، فبينما يبدو محاربًا صلبًا مهاجمًا لهم فى مصر، يتبدل وجهه تمامًا هناك فى إندونيسيا، مبديًا من الود الكثير، ومن التسامح أكثر. وقف «الطيب» خلال لقائه مع «مجلس حكماء المسلمين» بالعاصمة «جاكرتا»، متحدثًا عن «الشيعة» بطريقة مغايرة لأسلوبه المتبع فى مصر، فحذر من الفرقة بين علماء الأمة، ودعا إلى التسامح والحوار، قائلًا: «الاختلاف بين علماء الأمة، قد يؤدى إلى الخلاف بين الناس والتعصب لفكر معين والتشدد فى المذاهب، ومن ثم فرض مذهب معين على أحد مما يؤدى إلى صراع ديني»، مؤكدًا سماحة الإسلام، واستيعابه لكل المذاهب، بلا تعصب أو تشدد. وأضاف شيخ الأزهر: «الشيعة والسنة جناحا الإسلام، ومن الضرورى التقريب بينهما»، واصفًا المذهبين ب«الأخوة»، مجددًا دعواته للشيعة بالالتقاء مع الأزهر، فى تحريم قتل أى مسلم سنى أو شيعي، موضحًا أن الخلافات بينهما «فرعية» ما عدا مسألة الإمامة «التى نعتبرها من الفروع ويعتبرونها من الأصول». وشدد، فى التصريحات التى نقلتها وكالة «أنباء الشرق الأوسط»، أن الشيعة المعتدلين مسلمون لا نستطيع أن نسجل عليهم مسألة خروجهم من الإسلام، مشيرًا إلى وجود تجاوزات ك«سب الصحابة» وغيرها، لكنها ليست من علماء الشيعة المعتدلين الذين يرفضون ذلك، مضيفًا : «غير أننا نرفض التشدد من بعض الشيعة، ومن يعطون الرسالة لغير سيدنا محمد وينكرون ما ثبت من الدين، أو من ينفقون الأموال من أجل فرض عقيدة أو مذهب بعينه»، مجددًا تحذيره من الخلاف الذى ينتهى إلى مشهد كالذى فى سورياوالعراق واليمن الآن. كان الحديث سيكون «طبيعيًا»، لا يبدو فيه أى تناقض أو عدم اتساق من «مولانا الطيب»، لولا سجل طويل من مواقفه ضد «الشيعة»، بدأها فى سبتمبر 2012، حينما قرر تأسيس لجنة «رفيعة المستوى»، بالتعاون مع السلفيين، ممثلين فى «الجمعية الشرعية»، ورئيسها آنذاك محمد مختار المهدي، هدفها: «التصدى للفكر الشيعي، وما يحمله من مخاطر على أهل السنة والعقيدة، وإثارة الفرقة من خلال أمور تحمل شططًا وأفكارًا تخالف عقيدة أهل السنة والجماعة وتزعزع ثوابت الأمة»، طبقًا لتصريحاته. عام 2015 شهد الصراع الأكبر بين «الطيب» و«الشيعة»، بداية من مارس، بحديث «الإمام» عن عمليات الإبادة الجماعية التى يتعرض لها أهل السنة فى العراق، وذلك فى بيان رسمى للمؤسسة، وهو ما فتح حربًا كلامية من شيعة الداخل والخارج، وبدأت الاتهامات تكال له بدعم الجماعات الإرهابية. فى يوليو من العام نفسه، خلال شهر رمضان، اختار شيخ الأزهر أن يستمر فى معركته، ليس تلك المرة بمواجهة المخططات السياسية الإيرانية، واستخدامها المذهب، وإنما بالخوض فى عضد المذهب ذاته، فظل خلال ثلاثين حلقة يهدم «نظرية الإمامة» التى يقوم عليها مذهب الشيعة الاثنى عشرية، مدللًا على ذلك بمبايعة على بن أبى طالب للخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، وأنهم لو سلبوا منه الخلافة كما يقول الشيعة لما بايعهم. فى نوفمبر واصل شيخ الأزهر مهاجمته للشيعة، قائلًا، فى بيان رسمي، «إن المؤسسة لاحظت ضخ أموال لتحويل شباب أهل السنة فى مصر إلى المذهب الشيعي، محذرًا من عواقب ذلك، والتي ستؤدى إلى فتنة وإراقة دماء فى بلاد أهل السنة»، مشيرًا إلى أن حديث الأزهر عن تفنيد الاتهامات التى وجهها بعض المنتسبين إلى المذهب الشيعى ضد الصحابة، وأمهات المؤمنين، لا يخدم سياسة معينة، وإنما يهدف إلى التصدى للعبث بوحدة الأمة الإسلامية، موجهًا حديثه إلى إيران: «أخرجوا الدين من ألاعيب السياسة، وأنفقوا أموالكم الفائضة عن حاجتكم على الفقراء والبؤساء الذين أضرتهم الحروب». لم يتوقف الأمر عند ذلك إذ أطلقت مؤسسة الأزهر فى ديسمبر مسابقة لطلاب مدينة البحوث عن مخاطر التشيع على المجتمع. وأثار «تناقض» شيخ الأزهر، وحديثه الأخير فى إندونيسيا، موجة جديدة من الغضب والتهكم الشيعى ضده. وقال عماد الديب، المفكر الشيعي، إن حديث شيخ الأزهر يتبدل طبقًا للأحوال السياسية، فطالما كان بعيدًا عن مصر سواء فى المغرب أو إندونيسيا أو أى مكان آخر يتحدث بأريحية عن المذهب الشيعي، فى محاولة للظهور بمظهر المنفتح، فى حين أن ذلك لا يعبر عن الواقع داخل مصر. وأضاف «الديب»، ل«البوابة»: على الرغم من ذلك الحديث تظل مصر من آخر الدول التى من الممكن أن تجرى علاقات مع إيران، أو تعترف بالطائفية التى تمارس ضد الشيعة، والتى تتمثل أبسط صورها فى عدم وجود اعتراف رسمى بهم من الدولة حتى الآن. وأشار المفكر الشيعى إلى أن أبرز القيادات الشيعية فى مصر وهو الدكتور أحمد راسم النفيس، حاول مرات عديدة أن يتم الاعتراف بنا، وقدم طلبًا رسميًا بذلك إلا أن طلبه قوبل بالرفض، موضحًا أنهم يرفضون الاعتراف لأن ذلك سيترتب عليه أمور منها أن يتحاكموا إلى مذهبهم فى الأحوال الشخصية والمواريث. من جهته نفى محمد عبدالعاطى عباس، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بالأزهر، وجود أى «تناقض» فى حديث شيخ الأزهر عن «الشيعة»، قائلًا: «نحن نتعامل مع الشيعة على مستويين، الأول التعايش السلمى الذى وإن كنا نستخدمه مع غير المسلمين، فمن باب أولى أن نستخدمه مع المسلمين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فهم إخوة فى الإسلام، وإن خالفونا فى الشرع أو الشريعة، فنحن نرفض الغلو والكثير من عقائدهم كالتقية وزواج المتعة وغيرهما، والسبيل الوحيد هو فتح الحوار معهم».