اعترف وزير الخارجية الفرنسي " المستقيل" لوران فابيوس بأن هناك ملفات لم تتمكن فرنسا من تحريكها مثل الأزمة السورية والقضية الفلسطينية-الإسرائيلية وكذلك الوضع في ليبيا. جاء ذلك في مقابلة أجراها فابيوس اليوم الخميس مع إذاعة "أر تي ال" الفرنسية لاستعراض أبرز الملفات التي تعامل معها على رأس الخارجية الفرنسية وذلك غداة إعلانه الاستقالة من الحكومة لتولي رئاسة المجلس الدستوري. و أضاف:" لا ننجح في ذلك دائما.. فقد نجحنا في بعض الدول الأفريقية وفي مؤتمر المناخ ومع إيران.. ولكن هناك أوضاع لم نتمكن من تحريكها فالوضع في سوريا مأساة حقيقية، وهناك أيضا القضية الفلسطينية - الإسرائيلية والوضع في ليبيا". وأكد أن القرارات التي تتخذ بالتنسيق مع رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند تهدف إلى إحلال السلم والأمن في العالم. وحول الملف السوري لوران فابيوس أن فرنسا حين تتخذ موقفا هذا لا يعني أن تكون باقي الدول على نفس الخط..واصفا الوضع في سوريا بأنه "مأساوي" لأن الرئيس السورى بشار الأسد يتحمل مسئولية مقتل 260 ألف شخص، الأمر الذي أدى إلى نزوح نصف السكان." حسب قوله " و أضاف أن هدف فرنسا هوأن تكون سوريا مستقلة يعبر فيها كل مواطن عن رأيه أي كان إنتمائه الديني أو العرقي. و تابع:"نقول إن الحل سياسي، ولكن لا بد أن تتحرك الأمور على الأرض"، مشيرا إلى أن روسياوإيران سمحت للرئيس السورى بشار الأسد أن يستعيد قوته، مشيرا إلى الحصار الذي تشهده حلب وخطر تعرض الآلاف للجوع. وأشار فابيوس إلى أن فرنسا تسعى من أجل وقف عمليات القصف وإعلان وقف إطلاق النار حتى تستنأنف المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السورية. و حول موقف أمريكا من الملف السوري، قال فابيوس إن الولاياتالمتحدة لا تريد نشر قوة عسكرية كبيرة هناك إلا أن لديها قوات خاصة على الأرض، مذكرا بأنها لم تلتزم بتحذريها بأنه في حال استخدام بشار الأسد لأسلحة كيماوية ستعتبر ذلك خطا أحمر وستتعامل مع الأمر، وكانت فرنسا مستعدة حينها لذلك، حسب قوله. و عما إذا كان الاتفاق النووي مع إيران قد زاد من دعمها للنظام السوري ومن رغبتها في الهيمنة في الشرق الأوسط، قال فابيوس إن بلاده أيدت، طوال فترة المفاوضات، التوصل إلى اتفاق مع طهران شريطة أن يقوم على أسس جدية. وأكد أن إبرام اتفاق حول الملف النووي الإيراني لا يعني أن تغير طهران سياستها في كل المنطقة، فإيران دولة مهمة لها حضارتها وهي حاضرة في العراقوسوريا ومن خلال حزب الله في لبنان..وتعود تدريجيا إلى المجتمع الدولي إلا أن الوقت لم يحن بعد حتى تغير سياستها الاقليمية.