شهدت قاعة "كاتب وكتاب"، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مناقشة كتاب "تجربة الإخوان من عبد الناصر للسيسي" للكاتب فرحان صالح، شارك فيها الأديب ماجد يوسف، والدكتور سمير مرقص، والدكتور على مبروك وقدمها الدكتور جورج سعادة. وقال الدكتور جورج سعادة، إن فرحان صالح، كان إنسان بمعنى الكلمة، يتسم بالرحمة والتواضع والتسامح وقبول الآخر، ولد في بيروت، وكان نضاليا. وأشار "سعادة" إلى أن الكتاب تاريخي نقدي، يتميز بالجرأة وأنه استخلصه من وقائع على لسان سياسيين ومؤرخين، تناول تاريخ جماعة الإخوان المسلمين منذ قيام ثورة يوليو حتى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقال الأديب ماجد يوسف، أن كتاب "تجربة الإخوان من عبد الناصر للسيسي، ينقسم إلى جزأين، الأول تاريخ الجماعة في عهد عبد الناصر وتناول إنجاز جمال عبد الناصر في مجالات التعليم والصحة والتجارة والزراعة، والجزء الآخر تاريخ الإخوان في عهد الرئيس الراحل أنور السادات والرئيس الأسبق حسني مبارك، وقارن بين الفترتين. وأضاف أنه تناول تاريخ الإخوان المسلمين في تلك الفترات الزمنية المختلفة، وأشار إلى تكرار بعض الفقرات نتيجة الكتابة المجزأة وأشار إلى أن الفترات الزمنية المختلفة التي كتبت فيها تلك المقالات المجمعه في الكتاب، أدت إلى وجود فجوات بين طرح الأفكار، وعدم وجود سياق كامل وعدم تراتبها في كتلة واحدة". وتابع: الكتاب هو الأول من نوعه الذي يرصد وقائع تاريخية في تاريخ الجماعة، وهناك دهشة بسبب تعمق صالح في تاريخ جماعة الإخوان، وهو يعتقد أن مصر رمانة الميزان في تلك المنطقة وهذا الكلام تثبته الاحداث والايام والوقائع فهو عروبي مخلص، ومقالاته هي اطلالة شديدة الحضور في فترات زمنية مختلفة". وقال المفكر المصري، سمير مرقص، أن محصلة الكتابة حول التجربة المصرية في ثورة 25 يناير قليلة وبعضها غير دقيق، والخريطة العامة للكتاب تصلح أن تكون مدخلا لكتاب اوسع عن علاقة الإخوان بالنظام السياسي، والمنظومة الاقتصادية في فترات ما بعد الثورة، وتواجد الإسلام السياسي في الحكم . وأضاف مرقص: " صالح ربط في كتابه ثورة يناير بالسياق التارخي المصري الذي ادى إلى قيام الثورة". وتابع: "أن الكتاب تناول مشروع الشرق الأوسط الجديد، وكان له بعدا اقليميا، والحراك الذي حدث في مصر في 25 يناير لم يصل إلى نهايته بعد". وأشار مرقص، أن صالح قال أن الإخوان حينما اتوا إلى السلطة لم يأتوا بجديد فهم عقلية قديمة كانت تنفذ التحيزات إلى الليبرالية القديمة، وهي فكرة هامة وقال الدكتور على مبروك، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، إنه يوجد اهتمام عربي بما يحدث في مصر وليس فقط تاريخيا وانما الجغرافيا أيضا قدرت أن تكون مصر في موقع جغرافي متميز، فلا ينبغي التعامل مع الشأن المصرى على أنه يخص اهلها فقط، وأضاف: "كتاب فرحان صالح يسير في هذا السياق، والاطروحة المهيمنة على هذا الكتاب هي تفسير الوقائع والظواهر من خلال منظور سياسي فقط". وأشار إلى أن الكاتب تناول السياسات المتبعة في عهد عبد الناصر ودورها في القضاء على البطالة، والانحياز للعدالة الاجتماعية، وكيف كانت هذه الساسة حاجز لعدم نفوذ الإسلام السياسي في تلك الفترة. وأضاف: "كانت نصيحة فرحان أن يكون السيسي صورة من عبد الناصر، ولا حل لإخراج الإخوان من المشهد السياسي إلا من خلال استعادة سياسات عبد الناصر، وهذه الأطروحة خطرة للغاية.