لا تزال أصداء مصادرة السلطات الموريتانية، الأسبوع الماضي، شحنة مخدرات تزيد على 2 طن، تشغل الرأي العام في موريتانيا. وأعادت هذه القضية إلى الأذهان، عملية كبرى مشابهة تمت عام 2007 في انواذيبو بالشمال الموريتاني، ووقتها تمكنت الشبكة الإجرامية التي أشرفت على تهريب شحنة كبيرة من المخدرات إلى أوروبا، باستخدام طائرة صغيرة نزلت في المطار القريب من الميناء البحري للمدينة لتسليم شحنة من الكوكايين، من الإفلات بعد وضع حمولتها، واكتشافها من أحد عناصر الجمارك. غير أن الملف الذي سيكشف لاحقا ضلوع أشخاص من بينهم نجل الرئيس الموريتاني السابق، سيدي محمد ولد هيداله.. جعل السلطات الموريتانية تنتبه لخطورة شبكات تهريب المخدرات، خصوصا بعد أن تبين أن للشبكة المذكورة امتدادات بشبكات المخدرات الكولومبية. ويبدو أن تلك الشبكات التي تستغل الفراغ الحاصل في منطقة الصحراء الكبرى والوضع الهش في شمال مالي، قد استأنفت نشاطها الذي يبقى مرهونا بمنفذ انواذيبو البحري القريب من أوروبا. وهذا ما عكسته طبيعة العملية الأخيرة والأساليب التي اتبعتها الشبكة المكتشفة لنقل شحنة المخدرات. وتواصل السلطات الموريتانية بحثها بعد القبض على 30 شخصا، لتتبع خيوط الشبكة التي تقول بعض المصادر أن معلومات استخباراتية أميريكية كانت وراء كشفها. وأوضحت تلك المصادر أن الأمريكيين أبلغوا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز خلال مشاركته في قمة أديس أبابا بوجود باخرة في عرض المحيط الأطلسي محملة بالكوكايين، وتستخدم قوارب صغيرة لنقل الشحنة إلى السواحل الموريتانية. وكان مصدر رسمي قد ذكر الإثنين، أن السلطات الموريتانية تمكنت من توقيف شبكة لتهريب المخدرات وبحوزتها 2 طن من الكوكايين تم توزيعها على 80 طردا، في مخيم أقامته للاستجمام، والتمويه على بعد 200 كلم شمال العاصمة نواكشوط على ضفاف المحيط الأطلسي. وأضاف المصدر أن الشبكة تضم جزائريين وسنغاليين، وماليين، إضافة إلى عدد من الموريتانيين، والصحراويين. وقدّرت بعض الجهات الموريتانية، قيمة الشحنة المضبوطة بمليار أوقية أي حوالي ثلاث مائة مليون دولار.