أكد وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور إيهاب بسيسو أهمية دور الثقافة المصرية في محيطها العربي والإقليمي، لافتا إلى أن القاهرة هى مركز الثقافة العربية. وقال في حوار مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط برام الله: إن القاهرة هى قبلة الثقافة العربية ومنارة الفن والثقافة لغيرها من البلدان المحيطة، مؤكدا أن الثقافة الفلسطينية تهتم وتستفيد من تاريخ الثقافة المصرية وحضارتها، مضيفا أنه يعمل حاليا على خلق إستراتيجية عمل مشتركة بين وزارة الثقافة الفلسطينية ونظيرتها المصرية للاستفادة من هذا التاريخ العريق. وأوضح أنه على المستوى المؤسساتي فأن وزارة الثقافة الفلسطينية جاهزة لكل سبل التعاون من أجل دفع بالثقافة للأمام لمواجهة كل التحديات التي نواجهها، مؤكدا أنه سيكون سعيدا بلقاء وزير الثقافة المصري في أي وقت وسيكون هناك تواصل مستمر مع وزارة الثقافة المصرية. وحول الإعلان مؤخرا عن إطلاق عام الثقافة الصينية المصرية خلال زيارة الرئيس الصيني لمصر الأسبوع الماضي، أشاد الوزير الفلسطيني بهذه الفعاليات، موضحا أن أي حراك على مستوى المنطقة العربية وفي إطار العمل المصري والرعاية المصرية سيعود بالنفع على مجمل القضايا الثقافية العربية. وأكد أن مثل هذه التحركات المصرية مع دول العالم تفيد المشهد الثقافي سواء في مصر أو في محيطها العربي ومنها فلسطين، مشيرا إلى أن فلسطين مع أي مجهود عربي يثري الواقع الثقافي الداخلي للشعوب. ولافت إلى أن تمكين ودعم أدب الشباب ومشاريعهم الثقافية المميزة يأتي على رأس أولويات وزارة الثقافة الفلسطينية، موضحا أن الهدف هو تطوير أدب الشباب ومبادراتهم الثقافية الجدية وذلك من خلال دعمها في إطار المشاريع المختلفة وإطلاق معرض الكتاب الذي يمثل أحد عناوين الوجود الثقافي الفلسطيني. وقال إن لب دور وزارة الثقافة هو توفير المناخ للفاعلين في المجال الثقافي وتوفير البنى التحتية لهم إلى جانب فتح آفاق جديدة أمام قطاع الثقافة الفلسطيني على المستوى الدولي، مشيرا إلى وجود عمل قائم ومستمر على المستويات كل سواء فيما يتعلق بالوجود الفلسطيني في كل مكان من خلال أيام ثقافية فلسطينية في أي منطقة يتواجد فيها فلسطيني. وقال بسيسو "من حقنا أن نتواصل مع شعبنا أينما وجد من البوابة الثقافية التي تجمعنا جميعا لأننا ننحدر من تاريخ واحد وثقافة واحدة على الرغم من كل التحديات الجغرافية والسياسية ضد شعبنا إلا أننا نكرس هذا الحضور الفلسطيني". وحول مدى التنسيق بين وزارة الثقافة وغيرها من الوزارات لتوضيح الداخل الفلسطيني ومعاناة الشعب الفلسطيني، أكد أن هناك تنسيقا وتواصلا بين وزارتي الإعلام والثقافة رغم كل التحديات من أجل تعزيز حضور الرواية الفلسطينية بأبعادها الإنسانية والثقافية على قدم وساق سواء محليا أو عربيا وربما دوليا. واختتم حواره بالتأكيد على أن الجميع في فلسطين صامد وباقي أمام كل الانتهاكات والاعتداءات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني ونكرس من ثقافتنا وصمودنا بأننا جديرون بالحياة والاستقلال تحت عنوان "الثقافة مقاومة". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أجري في ديسمبر الماضي تعديلا وزاريا تضمن تعيين الشاعر إيهاب بسيسو وزيرا للثقافة ليصبح بذلك بسيسو ثاني أصغر وزير فلسطيني في السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1994، وهو من مدينة غزة حيث أنهى تعليمه الثانوي ثم انتقل إلى بريطانيا لدراسة الهندسة المعمارية وعمل بعد التخرج مهندسا في الإمارات العربية المتحدة، لكنه عاد إلى بريطانيا لاستكمال الدراسات العليا وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الإعلام الدولي.