قدرت صحيفة “,”الجارديان“,” ما تم سرقته في نيجيريا على امتداد شهر واحد بمليار دولار نفط، بأنها جريمة وسط تداعيات الأحداث الدولية، مما يهدد بزعزعة استقرار ثاني أكبر دولة في افريقيا. وتحدثت الصحيفة حول انفجار في أنابيب نفط بنيجيريا 19 يونيو، حيث اندلع حريق 20 متر فوق دلتا نيجيريا لمدة 48 ساعة، وتسرب 6 آلاف برميل من النفط الخام تدفق في الجداول، والمجاري المائية حول قرية بودو، ووفاة عدة أشخاص، على الرغم من أن الجيش النيجيري والبحرية كانت متمركزة على بعد 100 متر من موقع الانفجار الهائل، ولا أحد يعرف حقيقة ما حدث في أنابيب النفط حوالي الثانية صباحا 19 يونيو. وأضافت الصحيفة أن الانفجار يمكن أن يكون حادثا، وخط أنابيب ترانس، الذي ينقل حوالي 150 ألف برميل يوميا من النفط الخام من الآبار عبر دلتا النيجر من الجداول والقرى الفقيرة من أوجو نيلاند وأجش إلى محطة نفط عملاقة في بوني، صدأت لقدمها منذ ما يقرب من 59 عاما ومعروفة ب“,”ربيع التسريبات“,”، وتعرضت كثيرا للتخريب من قبل جاليات محلية اتهمتها شركة شل التي حاولت أكثر من 20 مرة للاستفادة من النفط في العام الماضي. وأصلحت شركة المقاولين قطاع واحد من خط الأنابيت عندما وقع الانفجار، ويعتقد فريق التحقيق الرسمي أن الحادث أعقب محاولة فاشلة لسرقة عشرات الآلاف من براميل النفط الخام ، حتى فريق واحد من المهندسين أزال صنابير غير قانونية على خط الأنابيب، ويعتقد أن مجموعة أخرى ركبت معدات للسامع بضخ كميات من النفط تتحول مباشرة إلى مراكب كبيرة، تأخذها إلى البر لناقلات بحرية تتجه إلى أوروبا وأمريكا. وأشارت الصحيفة إلى وجود تواطؤ بين السلطات والجيش النيجري، ونقلت الصحيفة عن كاهن كاثوليكي الأب أوبي “,”من اللحظة التي رأيت فيها المشهد “,”اليوم التالي“,” كانت مشبوهة“,” وأضاف الكاهن المعين من قبل شركة شل ليكون مراقبا رسميا للتحقيق في حادث بودو “,”المشهد تم إخلاؤه على عجر، شل يجب أن تكون على علم بما يجري، وكذلك الجيش، الجميع يعرف أن هناك تواطؤ، وأنا شخصيا متأكد من أن شل تعرف أن نفطها يسرق، وأكد الكاهن على أن هذه السرقة لا يمكن أن تحدث دون تواطؤ السلطات والجيش. كل ذلك يشير إلى جريمة منظمة في سرقة النفط ويستخدم فيها السلطات كغطاء، يقول الكاهن “,”لماذا بارجة ضخمة قادرة على تحمل 10 ألاف برميل من النفط الخام؟ لماذا حريق آخر يشتعل؟ لماذا الحفارات كانت هناك؟ لماذا اعتقل المراقبين المحليين وصودرت كاميراتهم وأتلفت بطاقات الذاكرة، هل اللصوص محميين من الجيش؟ وكانت الشركة تدفع العمال لتنظيم النفط المنسكب في عملية السرقة؟ هل تجري عملية السرقة رغما عنهم؟“,”. ونفت شل وجود أي تواطؤ في سرقة النفط أو معرفة مسبقة لها، وتحدثت الصحيفة حول دور السكان في سرقة النفط مما يسبب تلوث في المياه، ويدفعهم إلى ذلك عدم وجود وظائف أو أموال. ويلقي مسئولون في المجتمع المدني المسئولية على شركات النفط والحكومة في التلوث الحادث للمياه في نيجيريا وليس على المصافي؟ بسبب عدم وجود عمل، والحل الوحيد لإنهاء سرقة النفط هو إعطاء الناس حصة من النفط ، وبيعها بسعر التكلفة حتى يتمكنوا من الربح ، وتوفير فرص عمل وديزل للمجتمعات، حينها لن يكون هناك سرقة أو تلوث، ولكن ذلك ليس خيارا بالنسبة لشركات النفط، وفقا للجارديان، حيث تخطط شل لبناء حلقة جديدة أكثر أمنا لخط أنابيب ترانس لتتجاوز المناطق التي تخرب فيها بانتظام .