سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الشيحي" في أسبوع.. يخسر الطلبة ويغازل الإعلاميين.. بدأ لقاءه مع الطلاب بالهجوم وخاطبهم باستعلاء وتكبر وتلفظ خلال اللقاء بعبارات حادة.. ويعد الصحفيين بفتح صفحة جديدة.. ويظهر لهم الحب والود
في واقعة مثيرة في أسبوع واحد، التقى الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمى، أعضاء اتحاد طلاب مصر ورؤساء اتحادات 17 جامعة، في لقاء كان من المفترض أن يتسم بروح المودة والأبوة واحتواء الأزمة، إلا أن اللقاء كان مثيرًا للتعصب وخسر فيه الشيحى الطلاب. بينما التقى الوزير عددًا من الصحفيين المعنيين بملف التعليم العالى ليظهر مظهر الحب والود لهم، ويعدهم بفتح صفحة جديدة معهم لتظهر المقارنة غير المحمودة بين الشيحى الوزير مع الطلاب، والشيحى الوزير مع الإعلاميين. "أنا الوزير" التقى الشيحى، يوم الأحد الماضى، برؤساء ونواب الاتحادات بمختلف الجامعات الحكومية، في الاجتماع الذي دعا إليه بنفسه لبحث أزمة إلغاء انتخابات اتحاد طلاب مصر استعدادا لحكم مجلس الدولة الذي كان من المقرر له أن يصدر يوم الأربعاء الماضى قبل قرار التأجيل. والمتابع للقاء يمكن أن يصفه باللقاء المشحون بالعواصف حينا والمستفز حينا آخر، أخطا فيه الدكتور الشيحى كثيرًا ولم يحقق أي نجاح، بدأ الشيحى اللقاء بالهجوم منذ اللحظة الأولى، لم يظهر كأب للطلاب، بل تعامل معهم كمسئول من برجه العاجى يخاطبهم باستعلاء وتكبر، وكأن عليهم طاعة ولى الأمر، وتلفظ خلال اللقاء بعبارات حادة وغير قابلة للنقاش. ولم يكن من اللائق للشيحى، أن يرفض أن يجلس بجواره عبدالله أنور، رئيس اتحاد طلاب مصر، حتى مع تخوفه من أن يعتبر ذلك اعترافًا منه برئاسته الاتحاد، وكان الأولى به بدلا أن يقول "محدش هيقعد جمبى"، أن يحتوي طلب الطلاب بأبوة، وأن يجلس في المنتصف، وأن يحول اللقاء إلى جلسة ودية بدلا من الرد على الطلاب باستعلاء، وهو ما خلق أجواءً ساخنة اتسمت بالرعونة. كذلك ظهر الوزير بمظهر المتعنت الذي يغالى في رفضه القاطع، فلم يكتف برفض جلوس عبدالله أنور بجانبه إلا أنه غالى في أقواله حينما قال: "أبدي تحفظك كما تريد، ولما كنت طالبا مثلكم مكنتش أتعدى، ومحدش يفرض عليا يقعد فين"، "لن يتدخل أحد من قبل الوزارة ولم يفرض أحد إرادته على الطلاب، وتم الاختيار بشكل نزيه". وكان عليه أن يحترم تحفظ الطلاب الذين يحاربون من أجل انتخاباتهم لأكثر من شهر، وسافروا لساعات طويلة محملين بالتوقعات والمطالب التي لم يعرها اهتماما، كذلك كان عليه استيعاب تحفظ الطلاب وإدراك أن هؤلاء الطلاب طاقات يجب استيعابها كوزير لملايين من طلاب الجامعات. ولم يكن من الطبيعى أن ينحّي الوزير أزمة بطلان الانتخابات، وأن يتناول جداول رحلات منتصف العام والمشروعات الخاصة بالجامعات، وكان عليه أن ينهى أزمة الانتخابات أولا ثم يبدأ بعدها أي موضوعات جانبية، وعندما قاطعه الطلاب كحق طبيعى لهم، وقالوا: "إحنا جايين نتكلم عن انتخابات اتحاد طلاب مصر"، فرد الوزير: "انتوا هتعلمونا نتكلم إزاي وأعمل جدول اللقاء إزاي". وذلك بالرغم من أن اللقاء عقد على خلفية أزمة الانتخابات وليس لمناقشة خطط الوزارة في منتصف العام، وكان من الأولى على الأقل إنهاء الأزمة، ثم تناول أي موضوعات جانبية يوافق على طرحها الطلاب أولا كلقاء بين طرفين. وفى الوقت الذي طالب فيه الطلاب بمحاسبة أي مسئول وزاري لتدخله في الانتخابات، وهو المؤيد بتسجيلات صوتية، لم يعلن الوزير إحالة هذا المسئول للتحقيق، خاصة أنها ليست المرة الأولى لهذه الاتهامات، حيث رد الوزير قائلا: إن التدخل جائز وطالما لم يؤثر على الانتخابات فهو جائز، مما يفتح علامات استفهام حول أسباب تجاهل الوزير لإحالة هذا المسئول للتحقيق، وحول رؤيته في التدخل. كذلك شمل لقاء الوزير مع اتحاد طلاب مصر الكثير من الجمل الفضفاضة والعبارات الرنانة والشعارات التي لا محل لها من الإعراب أو تناسب المؤتمرات والمنتديات، وليست اللقاءات المباشرة مثل مصلحة الوطن، وأن الدولة تحاسب المخطئ بالقانون، والجميع يعمل من أجل مصلحة مصر، رغم أن مطالب الطلاب هو احترام القانون والاعتراف بانتخاباتهم التي تمت وفقًا للوائح والقوانين وبإشراف الوزارة نفسها، وأنه من العيب أن يتحدث فاقد الشيء عما فقده. بالرغم من أن اللقاء الذي جمع بين الشيحى ورؤساء الاتحادات كان من المفترض أن يكون حوارا مفتوحا يستمع فيه الوزير لرؤساء ونواب الاتحادات، ويتعرف عليهم ويستمع لأفكارهم وخططهم في تطوير جامعاتهم، ولو لدقائق محدودة إلا أن اللقاء تحول لمحاضرة نظرية من جانب واحد، قرر فيها الطلاب ألا يجادلوا أو يناقشوا بعدما علموا يقينا المعرفة بأنه لا حوار مع سيادة الوزير، وأنه ليس بحوار بل توجيه مباشر. خسر الشيحى لأن الطلاب خرجوا خالين الوفاض من أي معلومات مقنعة عن إلغاء انتخابتهم بعدما فشل في إقناعهم، والحقيقة أنه ألقى عليهم المعلومات بطريقة جوفاء نظرية، وكان عليه إقناعهم وإعلان مساندتهم حتى النهاية. خسر الشيحى اليوم لأنه كان من الأولى أن يحول هؤلاء الشباب إلى طاقة نور له ولوزارته وأن يحملوا لاثنين مليون ونصف المليون طالب رسالات من الوزير يعجز أن يوصلها هو لكل طالب في كل كلية ومؤسسة تعليمية. خسر الشيحى اليوم لظهورة مظهر الوزير المستبد الذي لا يهمه إلا نفسه وقانونية إجراءاته التي لم تراعها لجنته متجاهلًا الطلاب ومشكلاهم ومخاوفهم. وفي المقابل، كسب الطلاب الذين أظهروا لباقة في الحديث، ومرونة في التعامل ونجحوا في احتواء الوزير وتحاملوا على أنفسهم بدلا أن يقلبوا عليه اللقاء وينسحبوا رافعين شعار "مصلحة الطلاب"... خسر الشيحى كعادته وكسب الطلاب في لقاء تنتظر عواقبه خلال أيام". صفحة جديدة في اليوم التالى للقاء الشيحى مع الطلاب، التقى الوزير بعدد من الصحفيين، بينما رفض البعض الحضور، اللقاء بدأ ساخنا رفضا لسياسة الوزير الإعلامية، وتجاهله للكثيرين من المواقع الإلكترونية والصحف ورؤيته المحدودة للتعامل مع قلة، إلا أن الدكتور الشيحى ومعاونيه نجحوا في تحمل الكثير من الانتقادات والعبارات اللاذعة التي تم توجيهيًا، حتى إن الوزير وعد الصحفيين أن يفتحوا صفحة جديدة معه، واعدًا إياهم بالرد على تساؤلاتهم ومعاملتهم أسوة وكأسرة واحدة. ودون الدخول في تفاصيل اللقاء، إلا أن المحلل يجد مقارنة غير محمودة بين اللقاءين اللذين تما واحدًا تلو الآخر، فكيف تعامل الشيحى مع الطلبة باستعلاء بينما تعامل مع الصحفيين بصبر وهدوء؟ ولماذا لم يظهر الشيحى كوجه واحد في اللقاءين؟ ولماذا لم يحتوِ الشيحى الطلاب أسوة بالصحفيين ؟ فهل هي لعبة مصالح قرر فيها الوزير أن يعمل المستحيل للابقاء على كرسية خاصة في الايام الصعبة القادمة؟ وهل سينجح الشيحى في عبور عنق الزجاجة ام انها محاولة محكوم عليها بالفشل وسيتم القضاء عليه؟