سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد انتشارها مؤخرا.. "تسربات الغاز" ظاهرة أم حوادث عابرة؟.. أبو العلا: الحوادث تأتي بسبب الإهمال والجهل.. عيد: استخدام البوتجاز المجهز يحد من الحوادث.. فهمي: اتباع الإجراءات الوقائية في حالة وجود تسرب
لم تكن واقعة مقتل المستشار رشوان حسن رشوان، إضافة إلى شخصين آخرين، وإصابة نحو 15 شخصا بسبب تسريب الغاز، مجرد حادث نوعي أو فردي ولكنه يعكس كارثة من الكوارث التي انتشرت بصورة متزايدة مؤخرا، وهي حوادث تسريب الغاز. فالمتابع لوسائل الإعلام يجد تنوعا وتعددا لحوادث تسرب الغاز بين الاختناق والانفجار، وعلي سبيل المثال لا الحصر، أعلن مؤخرا عن عثور أجهزة الأمن على 5 جثث من أسرة واحدة داخل إحدى الشقق السكنية بمنطقة المطرية، بسبب تسرب الغاز أيضا، كما توفي شقيقان كذلك في منطقة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية اختناقا. الأمر الذي يطرح تساؤلات حول أسباب انتشار تسربات الغاز والإجراءات الوقائية التي ينبغي اتخاذها حال تسربه وهل هناك قصور في الخدمات المقدمة من شركات الغاز أم لا.. بداية الأمر، أكد الدكتور رمضان أبو العلا، الخبير البترولي وأستاذ هندسة البترول بجامعة قناة السويس، أن تسربات الغاز تأتي بسبب الإهمال من قبل المستهلك والجهل في التعامل مع الغاز ومصادره، وهو الأمر الذي يفسر ارتفاع معدل تسربات الغاز بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في أن الغاز لا يشعر به المستهلك أثناء التسرب في بعض الأحيان، وهو ما يتسبب في وقوع الحوادث التي تشكل خطورة كبيرة على الأرواح والممتلكات العامة في المنطقة محيط التسرب، إما لاشتعال الغاز أو الاختناق بسبب عدم الشعور به. ولفت أبو العلا، إلى أن شركات الغاز تتبع أقصى درجات الحيطة خلال تقديم الخدمة للمستهلك، ولكن التسرب يحدث رغم ذلك للعديد من الأسباب التي من بينها أنه يوجد بوتجازات قد لا تكون مجهزة، وهو ما يتسبب في تسرب الغاز، ولذلك على الجميع التأكد من غلق جميع مصادر الغاز تماما للتأكد من الأمان، كذلك يجب عدم محاولة التعامل مع مفاتيح الكهرباء بالتشغيل أو الإيقاف وعدم تشغيل مراوح الشفط أو إشعال أعواد الثقاب لتجنب حدوث انفجار، وإخلاء المكان من جميع الأشخاص وإطفاء مصادر الإشتعال، وتهوية المكان بفتح النوافذ والأبواب. وأضاف أبو العلا، أنه في حالة وجود تسرب في الغاز، على المستهلك أن يقوم بإطفاء جميع مصادر الغاز فورا والاتصال بشركة الغاز على الفور لتتولي اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية والأمنية اللازمة، ووقف إمداد الغاز إلى تلك المناطق حتى التعامل مع التسرب. وأضاف الدكتور الدكتور طارق عيد، أستاذ البيئة بالأكاديمية العربية، أن الغاز إذا تسرب لا يوجد رائحة له، ولذلك يتم تزويده من قبل شركات الغاز بمادة تجعل له رائحة نفاذة، لتنبيه المستهلكين بوجود تسرب في الغاز، وهو ما يقتضي التعامل مع الأمر بصورة إيجابية من خلال اتخاذ إجراءات الوقاية، لافتا إلى أن الخطأ لا يقع على شركات الغاز في شيء، فالانابيب يجري عليها الاختبارات كما يتم برشمتها في البلاستيك، وبالتالي فإنها يتوقف تسرب الغاز على عمل الأنبوبة بدون انتباه المستخدم من عدمه، ناصحا باستخدام نوعيات معينة من البوتجازات المجهزة التي تطفئ الشعلة بها ذاتيا فور انتهاء العمل على البوتوجاز. وأضاف عيد، إن تسرب الغاز يأتي في المقام الأول بسبب غياب الوعي لدى المستهلكين لمدي خطورة الغاز، فيقوم البعض بترك شعلة البوتوجاز تعمل على سبيل المثال، وهو ما يعد السبب الرئيسي والمشكلة التي يحدث بسببها تسرب الغاز، ولا يوجد عيوب على شركات الغاز في شيء، مؤكدا أنه يجب تعامل المواطنين مع الغاز بصورة كبيرة من الحذر ولاسيما أنه مادة قابلة للإشتعال والانفجار وتسبب الاختناق أيضا. وقال الدكتور فاروق فهمي، أستاذ الكيمياء بكلية العلوم ومدير مركز تطوير العلوم، إن أي غاز يكون على قدر من السمية بدرجات مختلفة، مشيرا إلى أن غاز السخان والبوتوجاز عبارة عن غاز الميثان الضار، والذي يؤدي إلى التأثير السلبي في حالة استنشاقه، لما يحتويه من مركبات ضارة بالصحة وتؤدي إلى الإصابة بمختلف الأمراض المزمنة مثل حساسية الصدر وخصوصا خلال فصل الصيف. وأشار فهمي، إلى أنه يوجد نوعان من أنواع تسرب الغاز، أحدهما مباشر عن طريق الغاز الذي تشم رائحته، وبشكل غير مباشر كما يحدث في مداخن السخان التي تخرج ذلك الغاز عبر المواسير، مما ينتج تلوث حراري وكيميائي، محذرا المواطنين في حالة الشعور بوجود رائحة للغاز الطبيعي بشكل غير طبيعي بإبلاغ الشركة وغلق أي مصدر لعمل الغاز الطبيعي، لأن ذلك ينطوي على قدر من الخطورة، مطالبا بالاتجاه إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية النظيفة التي دائما ما تنتج الطاقة في الوقت الذي يضر فيه الغاز الطبيعي بالبيئة.