سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"إيران" خططت لتأسيس حلقة بين شيعة البحرين والسعودية لتنفيذ مخططتها في الخليج.. شيعة السعودية دعموا أتباعهم في البحرين في تظاهراتهم في 2011.. الحركات الشيعية والحسينيات المناهضة للمملكة بتمويل إيراني
خططت "إيران" لتأسيس حلقة بين شيعة البحرين والسعودية لتنفيذ مخططتها في الخليج، حيث إن هناك علاقة قوية بين الشيعة في الحدود الشرقية للمملكة العربية السعودية وشيعة البحرين، وهي علاقة تاريخية من الأساس تطورت مع تطور الأحداث السياسية في المنطقة، وظهر ذلك جليًا مع التقسيمات الحدودية التي شهدتها المنطقة، وهو مازاد العلاقة بين الشيعة في البلدين لتداخل المناطق الحدودية. مناطق التواجد الشيعي في السعودية، تتركز في منطقة القطيف – وهي أكبر مناطقهم– علاوة على قرى سيهات، جزيرة تاروت، العوامية، الجارودية، أم الحمام، الجش، التي تتبع جميعها للقطيف، إضافة إلى منطقة الإحساء، ومن مناطقهم فيها "الهفوف، المبرز، القارة، المنصورة، البطالية"، ومدينة الدّمام وخاصة في حي العنود والجلوية والعزيزية والنخيل. بخلاف الشيعة في البحرين الذي ينتشرون في مناطق متعددة من الدولة، ففي محافظة العاصمة، يتواجدون في أكثر مناطق مدينة المنامة والبرهامة، ومحافظة المحرق، والمحافظة الشمالية، المحافظة الوسطى. الأغلبية الساحقة من الشيعة السعوديين، على علاقة وطيدة بالتمدد الشيعي في البحرين، حيث كانت البحرين البوابة الأقوى للدولة الإيرانية، لتنفيذ مخططها الصفوي، وهو ما يتضح في السطور التالية، فالعلاقة لا تقف عند حدود الاسترشاد الفقهي والتعاليم الدينية فقط، حيث يؤكد شيعة المملكة على ارتباط قطاع عريض منهم في مرجعيتهم التوجيهية بعلماء إيران، بحسب المفكر السعودي الشيعي الدكتور فؤاد إبراهيم مؤلف كتاب تطور الفكر السياسي الشيعي، حيث يؤدون الشعائر الحسينية في البحرين، وبخلاف الكثير من دول الخليج المجاور. يضيف المفكر الشيعي في دراسة له، أن المعروف تاريخيًا أن علماء الشيعة من البحرين إلى جانب علماء العراق ولبنان لعبوا دورا أساسيَا في نشر التشيع وبناء الحوزات الدينية في إيران الصفوية، مستغلين طبيعة بفعل التقارب والتداخل الجغرافي والاجتماعي والسياسي والمذهبي والثقافي، وهي ليست خصيصة شيعية بالمطلق إذ هو أمر شائع في جميع الأديان والمذاهب والثقافات الإنسانية. في بعض الدراسات التاريخية والعقائدية، أكدت أن الشيعة في مملكة البحرين ليس من السكان الأصليين، ولكن يعود أصلهم إلى بلاد الحرمين، ففي عهد عيسى بن على، تم جلب آلاف الشيعة للعمل في الحرف اليدوية بالبحرين من القطيف والإحساء وسكنوا المحرق والمنامة، إذا فالتمدد الشيعي في البحرين جاء عن طريق السعودية، بتمويل إيراني، حيث اشترطت إيران لاستمرار دعم المادي لجمعية الوفاق أن تضم قيادات الجمعية عجم مجنسين مثل جواد فيروز وفخراوي وخليل مرزوق انتصارا للعنصر الفارسي. مع التطور التاريخي للأحداث والتقلبات السياسية، بدا أن الشيعة في المملكتين يمثلون عنصر دعم مهمًا لبعضهما البعض، فمع فترات الربيع العربي، والتغيرات الواضحة في أنظمة الحكم في الدول المجاورة، رأى شيعة البحرين أنه لابد من التحرك في ظل تلك الأوضاع، بحسب مركز البينة للدراسات السنية في الحالة الشيعية، فإن الشيعة السعوديين، شاركوا في المظاهرات البحرينية، وهو ما أكدته السلطات الأمنية - وقتها - عن إفشال محاولات تسلل من إيرانيين إلى داخل البحرين، ودخول عناصر سعودية، من الحدود الجنوبية. وهو ما تبعها أحداث عنف شيعية، داخل المملكة السعودية، ولكن فشلت تلك الاحتجاجات، وبعد فشلها بدأ الشباب في تكوين شبكات تعمل على المطالبة بتحقيق أهدافهم، وأهداف الإصلاحيين من قبل، ومنها "ائتلاف الشباب الأحرار"، و"شباب الحراك الرسالي"، و"مجموعة التضامن الإسلامي" والمجموعة النسائية "زينبيات قطيفيات"، والمجموعة صاحبة الشعبية الأكبر "ثورة المنطقة الشرقية". العلاقة كانت واضحة، فتحرك كل تلك الحركات ضد الدولة السعودية، يحتاج إلى دعم مادي كبير، وهو ما تناوله مركز البينة للدراسات السنية، بأن الدعم وصل عن طريق جمعية الوفاق "البحرو- إيرانية" لتنفيذ التعليمات الخامنئية في المنطقة، ومساعدة تلك الحركات على الحشد والالتزام بالتعليمات التي تهدم هدم الكيان العربي بدءًا من المعبر الخليجي عبر بوابة البحرين، وعودة الدولة الشيعية في المنطقة كما كانت قديمًا، بحسب المركز. تلك المساعدات ليست حديثة الأمر، بالحراك الشيعي ضد النظامين البحريني والسعودي، ولكنها كانت قديمة، فبعد نجاح الثورة الإيراينية، تم إنشاء فيلق الحرس الثوري الإسلامي مكتب حركات التحرر، 1981، الذي يهدف إلى دعم الجماعات الثورية في منطقة الخليج، قد كان لشخصيات شيعية دينية سعودية من أتباع آية الله السيد محمد شيرازي، التواصل مع هذا المكتب وإقامة علاقات وثيقة معه، وقيل فيما بعد أن هؤلاء الأشخاص كان لهم دورٌ فعال في دعم المنظمة المعارضة الثورة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية.