سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيران تدق طبول الحرب مع السعودية وتهدد باحتلال مكة والمدينة ردًّا على إعدام "نمر".. التحالف الإسلامي وزيارة شكري وأردوغان أبرز التحركات السياسية والاستراتيجية قبل تنفيذ الحكم
هدد وزراء ونواب بالبرلمان ومسئولون عسكريون إيرانيون بتدمير المملكة العربية السعودية، واحتلال الأماكن المقدسة في مكة والمدينة وجعلها تحت السيادة الإيرانية الشيعية، وذلك ردًّا على أنباء إعدام السلطات السعودية للداعية الشيعي "نمر باقر النمر" المدان بالتحريض على العنف والقتل والإرهاب، إضافة إلى 47 شخصا من بينهم مرجعية تنظيم القاعدة في البلاد "فارش الشويل أزهراني"، والمواطن المصري "محمد فتحي عبدالعاطي السيد". وكانت وزارة الداخلية السعودية في بيان، صباح اليوم السبت، تنفيذ حكم "القصاص" بحق 47 شخصا كان أبرزهم رجل الدين الشيعي نمر النمر ومنظر تنظيم القاعدة في "بلاد الحرمين" فارش الشويل الزهراني. وقالت الوزارة في بيانها إن من تم إعدامهم "أقدموا على استباحة الدماء المعصومة، وانتهاك الحرمات المعلومة من الدين بالضرورة مستهدفين زعزعة الأمن وزرع الفتن والقلاقل والتقول في دين الله بالجهل والهوى"، وصدقت محكمة سعودية على حكم الإعدام في 25 أكتوبر. وأشارت الوزارة أن التنفيذ تم في عدة مواقع وعدة سجون، وهناك أربع سجون تم تنفيذ الحكم فيها رسميا بالرصاص والبقية تمت بالسيف. وذكر البيان أن معظم من أعدموا ضالعون في سلسلة هجمات نفذها تنظيم القاعدة في الفترة من 2003 إلى 200، واعتقلت السعودية النمر في يوليو عام 2012، ووجهت إليه تهم إثارة الفتنة الطائفية والخروج على ولي الأمر، وتشكيل خلية إرهابية هدفها قتل رجال الأمن ببلدة العوامية في محافظة القطيف، شرق المملكة. احتلال مكة والمدينة وفي أول رد فعل لطهران هدد زعيم التيار المشتدد "مهدي كوجك زاده"، السعودية بأنها ستدفع ثمنا باهظا نتيجة إعدام زعيم الشيعة بالسعودية، وقال في تصريحات نقلتها وكالة الطلبة الإيرانية إن هذا "انتحار استراتيجي بالنسبة للمملكة العربية السعودية". وكان رجال دين إيرانيون قد أعلنوا أنه في حال إعدام النمر فإن احتلال مكة والمدينة سيكون الرد الوحيد على ما تقوم به السعودية بحق الشيعة. وقال رضا بناهيان، رجل الدين والقائد في مقر"عمار الاستراتيجي" التابع للحرس الثوري الإيراني إن "طريق القدس يمر من مكة والمدينة"، وهي دعوة صريحة للحرس الثوري بغزو السعودية واحتلال الأماكن المقدسة. وقال في كلمته أمام قادة وضباط الحرس الثوري، "إذا كان الإمام الخميني يقول إن طريق القدس يمر من كربلا، فإن كربلاء قد تحررت اليوم، وإننا نحتاج إلى جناح آخر وهو تحرير مكة والمدينة من السعوديين". شيعة المنطقة يهددون السعودية وشهدت المملكة عدة تظاهرات للشيعة خلال الأشهر الماضية منذ إصدار حكم الإعدام على الداعية الشيعي، وشارك أيضا شيعة العراق في التظاهرات وخرج الإمام اشيعي "مقتدى الصدر" ليطالب السعودية بوقف إعدام النمر، ووقف ما أسماه "قتل الشيعة والتحريض ضدهم في المملكة". وفي البحرين نظم الشيعة تظاهرات احتجاجية ضد السعودية وهددوا بعمليات انتقامية ضدها إذا ما تم إعدام النمر، كما خرج حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، ليهدد المملكة أيضا ويتوعدها إذا ما أعدمت النمر. التحالف الإسلامي وزيارة شكري وعلى الجانب الآخر كانت هناك تحركات سعودية عسكرية واستراتيجية خلال الفترة الماضية، قبل اتخاذ تلك الخطوة أبرزها زيارة وزير الخارجية المصري المفاجئة، سامح شكري، الخميس الماضي ومباحثاته مع ولي العهد الأمير "محمد بن نايف" وزير الداخلية، وولي ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" وزير الدفاع، ووزير الخارجية عادل الجبير، وربما كان هناك تنسيق الجهود الدبلوماسية والأمنية بين البلدين استعدادا لتلك الخطوة. فضلا عن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى المملكة، والمباحثات السياسية والاستراتيجية التي أجراها مع العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز". وكان هناك أيضا إعلان المملكة عن التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، بمشاركة 34 دولة إسلامية من مختلف أنحاء العالم، وأن تلك الدول مستعدة للدفاع عن المقدسات ومحاربة الإرهاب في أي مكان عسكريا وسياسيا وثقافيا ودينيا. وكان رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف" قد أعلن من قبل وقوفه مع المملكة ضد أية تهديدات إقليمية أو دولية، واستعداد الجيش الباكستاني للتدخل فورا للدفاع عن المقدسات الإسلامية في السعودية ضد أي هجوم أو اعتداء. وهو ما أعلنته أيضا دول إسلامية أخرى منها إندونيسيا والسنغال وأفغانستان.