حلمي النمنم: "حافظ دياب" ترك ميراثًا كبيرًا من العلم والمعرفة

نعى وزير الثقافة، حلمى النمنم، الكاتب والمفكر الدكتور محمد حافظ دياب، أستاذ الأنثروبولوجيا غير المتفرغ بكلية الآداب جامعة بنها، الذى وافته المنية مساء أمس الأول، عن عمر يناهز 78 عامًا، واصفًا إياه بأنه «واحد من أهم علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا فى مصر والوطن العربي».
وقال «النمنم»: «إننا إذ نعزى أسرة الفقيد وعلماء الاجتماع، فإننا نعزى أنفسنا أيضًا فى العالم الجليل، الذى ترك ميراثًا كبيرًا من العلم والمعرفة، كما خلف مدرسة من التلامذة، الذين ساروا على نهجه وأثروا المكتبة الاجتماعية».
من جانبه، أوضح المفكر سيد ياسين، مدير المركز العربى للبحوث والدراسات، أن «دياب» حصل على الدكتوراه فى الاجتماع بجامعة القاهرة عام 1970، عن حياة المهاجرين الجزائريين بعنوان الاتصال الثقافى بين الجامعات الأسمية، وعمل بجامعة عنابة بالجزائر، وجامعة ناصر بليبيا، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وهو من أبرز أساتذة علم الاجتماع بمصر.
وأضاف «ياسين»، أن من أبرز أعماله كتاب مهم للغاية عن سيد قطب، بعنوان «الخطاب والإيديولوجيا»، استطاع فيه أن يطبق منهج تحليل الخطاب، للوصول إلى جوهر الخطاب التكفيري وتكمن أهمية الكتاب فى أن «قطب» صاحب نظرية تكفيرية، خرجت من معطفه كل الجماعات التكفيرية.
وتابع قائلًا: وله أيضًا عدة كتب مهمة من أبرزها «الخلدونية والتلقي»، وهو من أهم ما كتب «ابن خلدون»، وآخر بعنوان «الإسلاميون المستقلون.. الهوية والسؤال»، وله كتاب مرجع عن «تعريب العولمة»، وآخر عن «الخطاب الأهلى مساءلة نقدية»، وله كتاب مهم بعنوان «السلفيون والسياسة»، و«إبداعية الأداء فى السيرة الشعبية»، فضلًا عن عدة كتب متعددة تكشف عن موسوعية ثقافته.
وأشار «ياسين» إلى أن «دياب» كان قادرًا على التعامل مع المسائل التراثية، بحكم دراسته العميقة للتراث، وأيضًا كان مواكبًا للمستجدات المنهجية فى علم الاجتماع، بحكم إتقانه للغتين الفرنسية والإنجليزية، كما استطاع أن يطبق المناهج الحديثة فى علم الاجتماع على موضوعات متعددة.
و«دياب» رحمه الله، أحد المؤسسين الكبار ل«المركز العربى للبحوث والدراسات»، وكان عضوًا بارزًا فى مجلس خبراء المركز، واشترك فى صياغة الإطار المرجعى للمركز، والذى نشرناه فى كتاب بعنوان «الخرائط المعرفية للعالم المعاصر»، وكان حريصًا على تربية جيل جديد من الباحثين، وإعطاءهم خبرته المنهجية والنظرية، وعُرِفَ عنه حرصُه على إشراك عدد من كبار أساتذة علم الاجتماع، فى مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه، التى أشرف عليها.