أثار انتقال المدرب الإسباني بيب جوارديولا إلى الدوري الأقوى والأشهر فى العالم – الدوري الإنجليزي- عبر بوابة مانشستر سيتي انتباه وسائل الإعلام فى العالم، خاصة أن الجميع ينتظر إحداث بيب تغييرات فى طريقة وشكل الفريق الإنجليزي بعد الطفرة التي حققها مع برشلونة الإسباني منذ عام 2009، وحتى انتقاله فى بداية 2013 إلى بايرن ميونيخ الألماني الذي حقق معه نتائج مميزة بالرغم من أن البعض توقع فشله كمدرب، وأرجعوا سبب تفوقه لوجود تخمة من النجوم معه فى برشلونة كل لاعب يساوي فريق بأكلمه وأنهم يلعبون كرة قدم جماعية دون حاجة لمدرب. خلال الفترة التي قضاها بيب جوارديولا مع برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني، حصل الماتادور والماكينات على بطولة كأس العالم فى عام 2010 و 2014، واعترف الجميع ببصمات المدرب ذي الجسد النحيل فى قدرته على تطوير أداء المنتخبين فى البطولتين. أحرز المنتخب الإسباني كأس العالم في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بتغلبه على المنتخب الهولندي بهدف دون مقابل في الوقت الإضافي للمباراة النهائية على ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبرج. وضمت قائمة المنتخب الذي توج بالبطولة عددًا من لاعبي برشلونة وهم جيرارد بيكيه، وكارلوس بويول، واندريس انيستا، وتشافي هيرنانديز، وبيدرو، ودافيد فيا، وسيسك فابريجاس وسيرجيو بوسكيتس. أكد الأسطورة الفرنسية إيريك كانتونا أن الفريق الكتالوني أي نادي برشلونة هو من حقق لقب كأس العالم وليس منتخب اسبانيا عام 2010 خلال حديث قام به واشاد من خلاله بالأداء الذي كان يظهر به الفريق الكتالوني خلال الفترة السابقة. وفي حديث له، قال كانتونا : لقد فاز منتخب أسبانيا بلقب كأس العالم بوجود عشرة لاعبين من برشلونة، اذن أسبانيا لم تفز بالمونديال بل فاز به إقليم كتالونيا ، لقد فاز به فريق برشلونة". بالرغم من أن الجميع يعلم مدي قدرات الثنائي اراجونيس و ديل بوسكي التدريبية إلا أن ذلك لا يقلل من بصمات جوارديولا مع وجود وفرة من لاعبي برشلونة الذين حققوا السداسية قبل خوض مباريات كأس العالم 2010. المرة الثانية توج منتخب ألمانيا ببطولة كأس العالم 2014، بعد تخطيه عقبة منتخب التانجو الأرجنتيني، بمشاركة كلا من مانويل نوير، فيليب لام، جيروم بواتينج، و باستيان شفاينشتايجر، توماس مولر، توني كروس، و ماريو جوتزه من فريق بايرن ميونيخ الذي يقوده الاسباني بيب جوارديولا. و صرح المدرب الألماني يواكيم لوف عن وجود جوارديولا في بايرن ميونخ بقوله :"إنه يلهمنا أفكارا جديدة". هذا أيضا لا يعني ضعف قدرات مدرب بحجم وتاريخ يواكيم لوف بالعكس فقد نجح المدرب الالماني فى ادراك قيمة فلسفة جوارديولا و طورها مع امكانيات لاعبي المانشافات الالمانية التي تعتمد على الواقعية و القدرة الدفاعية. و أشاد أسطورة كرة القدم الهولندية يوهان كرويف بفوز ألمانيا ، ووصفه بأنه "سفير لكرة القدم". واثني المدير الفني الأسبق لبرشلونة فى حوار صحفي الفرصة على بيب جوارديولا، الذي كان مدربا لستة لاعبين في المنتخب الأسباني بطل العالم عام 2010 خلال حقبته مع الفريق الكتالوني، والآن هو مدرب سبعة أبطال عالم ألمان، كمدير فني لبايرن ميونيخ. منتخبا اسبانياوألمانيا اعتمدا على "الكرة الشاملة"، التي تقوم على عدم وجود مركز ثابت للاعب في الملعب باستثناء حارس المرمى، فأي لاعب يستطيع أن يتحول بنجاح إلى مهاجم أو لاعب وسط أو حتى مدافع. نجاح الكرة الشاملة يعتمد بشكل كبير على مدى تأقلم كل لاعب في الفريق. وبالتحديد القدرة على تغيير المراكز بسرعة وفقًا لحالة اللعب. نظرية اللعب هذه تتطلب من اللاعبين تغطية أكثر من مركز بأريحية. ولذلك فهي تستدعي قدرة جسدية قوية وتقنية عالية منهم وهو ما يعرف اعلاميا باسم"التيكي تاكا". الفرصة مواتية مع المدرب الاسباني على نقل خبراته التدريبية للفريق الانجليزي،خاصة وأن منتخب الأسود الثلاثة يعتمد على عدد كبير من اللاعبين بالدوري المحلي، بالاضافة إلى صغر أعمارهم السنية ، وهو ما سيكون فرصة مواتية للتشبع بطريقة و أداء الكرة الشاملة التي يصبغها المدرب الاسباني فى كل مكان يحط فيه.