بعد خمسة ايام على بداية عمليات استعادة السيطرة على مدينة الرمادي حققت القوات العراقية تقدما ضد تنظيم داعش بعد وصولها إلى مركز مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار وباتت تقف على مشارف المجمع الحكومي الذي يقع وسط المدينة بعد اشتباكات تكبد فيها التنظيم خسائر كبيرة. وكانت القوات الأمنية العراقية قد بدأت عملية عسكرية يوم الثلاثاء الماضي بمشاركة قوات مكافحة الإرهاب وقوات الجيش والحشد العشائري باسناد من طيران التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي التي سيطر عليها التنظيم في ايار الماضي.. وفي تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، قال يحيى المحمدي عضو مجلس المحافظة أن التقدم الأخير ووصول القوات الحكومية إلى قلب الرمادي لايعني السيطرة الكاملة على المدينة لكنه توقع انهيار قطاعات التنظيم بشكل سريع بعد تراجعه إلى الخطوط الخلفية وتحصنه في مناطق قليلة كانت القوات الأمنية قدر فرضت السيطرة عليها. وأضاف أن هذه العملية تجري بمشاركة الحشد العشائري وباسناد من طيران التحالف دون مشاركة من الحشد الشعبي الذي شكله المالكي ولعب دورا في معارك صلاح الدين وديالى. وتابع المحمدي أن مجلس المحافظة يتابع سير العملية بشكل مستمر ويجري التنسيق مع القوات الحكومية بشأن امكانية حصول عمليات انتقام بحق المدنيين تحت أي ذريعة. وتوقع المحمدي أن تتوجه القوات الأمنية والحشد العشائري إلى مدينة هيت لاستعادة السيطرة عليها من سيطرة التنظيم بعد أن تستكمل عملية الرمادي، وتواجه القوات الحكومية صعوبة في التقدم داخل مدينة الرمادي نتيجة زرع التنظيم عبوات ناسفة وانتشار القناصيين على اسطح البنايات، إضافة إلى أن النتظيم يستخدم سكان المدينة دروعا بشرعية بعد أن منعهم من الخروج أثناء المهلة التي حددتها الحكومة لدون توفير ممرات آمنة. وقال الصحفي العراقي سلام خالد إن تقدم القوات الأمنية إلى داخل الرمادي تعتبر نقطة متقدمة ومهمة في المعركة يمكن أن يكون لها انعكاسات إيجابية لصالح القوات الحكومية خاصة وان التنظيم تراجع بشكل كبير إلى مناطق صغيرة ويتسخدم المدنيين دروعا بشرية، وأضاف أن التنظيم جهز أكثر من 150 انتحاريا لتنفيذ هجمات ضد أي تقدم للقوات الحكومية. قال المحلل السياسي العراقي الدكتور عبدالغني يحيى، إن الجيش العراقي تمكن من فرض سيطرته على أحياء عدة دخول في مدينة الرمادي ورفع العلم العراقي في بعض المناطق، وأن داعش فر من المدينة بعد القصف الجوي والتدخل البري من القوات العراقية. وأضاف يحيى، أن التحالف الدولي لمحاربة داعش لن يستطيع تحقيق أي نتائج في العراق أو سوريا وفي أي معركة يخوضها بدون التدخل البري وهو الذي يحسم المعركة. وقال المحلل السياسي، مهدي العبودي، أن هناك دول اقليمية وعالمية، يزعجها الانتصارات التي حققتها القوات العراقية على داعش ودفعها لزيادة تدخلاتها وإيجاد بدائل أخرى لتحقيق عدم الاستقرار في العراق من خلال بعض السياسيين الذين ينفذون اجندات تلك الدول. وقال الدكتور أحمد الشريفي، المحلل السياسي والأمني العراقي، إن العمليات التي تجري في الرمادي عمليات خاصة، لكون عناصر داعش تتخذ من المواطنين دروعا بشرية، مشيرًا إلى أن الرمادي تعتبر في قبضة الجيش العراقي والحشد العشائري حيث انتشر في المناطق التي تم تحريرها من داعش. وتعتبر مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار هي المدينة الوحيدة التي سيطر عليها التنظيم بعد تولي العبادي رئاسة الحكومة. فيما يزال التنظيم يفرض سيطرته على باقي مدن المحافظة كالفلوجة ورواوه وعانه وهيت وغيرها.