يعيش مرضى الإيدز في مصر معاناة فوق معاناتهم مع المرض في مواجهة المجتمع المصري والتعايش حاملين مثل هذا الفيروس في مجتمع ينظر إليهم على أنهم مذنبون ويحملهم العار على إصابتهم به، وأعد مركز هردو لدعم التعبير الرقمي الصادر تقرير بعنوان "مرضي الايدز في مصر أموات علي قيد الحياة" أحوال مرضى الإيدز وما يتعرضون له في مواجهة المرض والمجتمع وحقوقهم المنصوص عليها في الدستور والتشريعات الدولية. ويتناول التقرير حقوق المرضى في الدستور المصري الصادرة في المادة 18 والتي تكفل لكل مواطن الحق في الصحة والحصول على الرعاية الصحية المتكاملة دون تمييز، وحقوق المرضى في الاتفاقيات الدولية ويعرضها من خلال : دستور منظمة الصحة العالمية 1946، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان1948، والمادة 39 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان 2004. ورغم أن فيروس الإيدز في مصر لم يصل إلى حد الوباء إلا أن ناقوس الخطر يدق باقترابه، ويشير التقرير إلى أن تاريخ مصر في الأوبئة ليس بجديد بداية من الطاعون والكوليرا وصولا إلى فيروس سي الذي تحتل فيه مصر المرتبة الأولى عالميا، بالإضافة إلى انفلونزا الطيور والخنازير. وعن مرض الإيدز أو نقص المناعة المكتسبة يشرح التقرير بالتفصيل ما هو الفيروس وكيفية انتقاله وعدد المتعايشين عالميا الذي بلغ 35 مليون نسمة في عام 2013، والأمراض الانتهازية المقترنة به مثل السل، ويشير التقرير إلى أن عدد الحالات المكتشفة في زيادة مستمرة رغم وجود البرنامج الوطني لمكافحة مرض الإيدز التابع لوزارة الصحة. كما يشير التقرير إلى أن حقوق مرضى الإيدز في مصر مهدرة بالكامل من ناحية نقص العلاج والعقاقير ومن ناحية أخرى نظرة المجتمع لمريض الإيدز على أنه خاطئ، حيث يتعرض مريض الإيدز في مصر إلى أسوأ أشكال المعاملة والإهانة ويحرم من فرصه الصحية والتعليمية وغيرها فضلا عن وصمة العار التي تلحق به وتفقده حقه في الحياة الآدمية. ويغطي التقرير بعض المعلومات الطبية الخاصة بفيروس نقص المناعة وأسباب انتقاله وأعراضه وطرق الوقاية والحد من انتشاره والخدمات التي يحتاجها المريض. وتشير النظرة التحليلية لتقرير مركز هردو أن مصر لها تاريخ عريق في الأوبئة وتاريخ عريق أيضا في الفشل في مواجهة تلك الأوبئة على اختلاف أزمنتها وأماكنها، وهكذا الحال مع الإيدز الذي اقترب من أعتاب الوباء ومازالت مصر في غفلة عنه بل في تخاذل عن دورها في الاهتمام بالرعاية الصحية ومواجهة الفيروس في الوقت نفسه الذي تنتشر فيه طرق انتقاله بشكل كبير. وفي ختام التقرير يوصي مركز هردو لدعم التعبير الرقمي بضرورة تبني الدولة خطة قومية لمواجهة خطر تفشي فيروس مرض الايدز والحد من انتشاره، وأن تقوم وسائل الإعلام بدورها في التوعية بفيروس الايدز وطرق انتشاره والتوعية بحقوق مرضي الايدز للتخفيف من حدة وصمة العار التي يتعرضون لها، وأخيرا أن تتحمل الدولة مسئوليتها في توفير العقاقير والأدوية اللازمة لعلاج المرضى وتوفير أماكن مناسبة لتلقي العلاج.