نشرت صحيفة “,”هآرتس“,” الإسرائيلية، على موقعها الإليكتروني، تسجيلات لقادة إسرائيل – مفرج عنها حديثا- خلال الأيام الأولي لحرب أكتوبر، والتي كشفت عن مدى التخبط بين قادة إسرائيل. أبرز تلك التسجيلات الصوتية، تسجيل من جهاز الإشارة، لرئيس الأركان الإسرائيلي “,”ديفيد بن أليعازر“,”، حيث كان يتم إبلاغه بآخر المستجدات على الجبهة الشمالية مع سوريا، وخلالها يظهر صوت “,”أليعازر“,”، أو “,”دادو“,” كما كان يُلقَّب، قائلا: “,”أريد فقط أن أبلغك أنني تحدثت صباحا مع “,”إسحاق حوفي“,”، قائد المنطقة الشمالية، وكان هناك هدوء لبعض الوقت، لقد كان شخصا متشائما للغاية، لقد تم تدمير الدبابات السوداء، وعندما قلت له أن ينتظر حتى يتعدل الطقس، لتتدخل القوات الجوية وتحسم العملية، رد بأننا باختصار في أدنى مستوىً من السيطرة على الوضع، ونعاني العطش“,”. تسجيل آخر، لاتصال لا سلكي لوزير الدفاع “,”موشيه ديان“,”، يطلب فيه دعم القوات الجوية، وخلال المقطع الصوتي، يقول “,”ديان“,”: “,”خطة التغلب على منظومة الصواريخ السورية ليست في أيدينا بعد، فالقوات الجوية استطاعت إنقاذ محور واحد فقط، هو محور “,”رابيد“,”، ولكن ما زال هناك محوران آخران، ويضغط السوريون على محاور أخرى“,”. وأضاف “,”ديان“,”: “,”القوة المركزية هناك تنسحب، فقد تم تضييق الخناق عليها، ولا ترغب أن تكون نهايتها مثل نهاية المغاربة أو العراقيين“,”. ويخاطب وزير الدفاع، قائد القوات الجوية الإسرائيلية، ويقول له: “,”نصف مواقعنا محاصرة، فلتطلقوا النار عليهم لننتهي، هذا من أجل إسرائيل، هذا ما سيقويهم“,”، قاصدا أنه سيدعم معنويات الجنود على الجبهة الشمالية. ونشرت الصحيفة تسجيلا آخر لقائد القوات الجوية، اللواء بني بيلد، يتحدث مع “,”ديان“,”، الذي طلب منه قصف السوريين، ويقول “,”بيلد“,”: “,”أين مكانهم الآن؟، تمام، إلى أي نقطة توغلوا أيها القائد؟، أي المحاور يتواجدون عليها الآن؟، تمام، علمت مجموعتي، علمت، المجموعة على محور رابيد، وهناك دبابات سورية كثيرة، وليست هناك دبابة واحدة في مواجهتهم، محور “,”رابيد“,” يصل إلى عمق نهر الأردن، وإذا لم يتوقفوا فسينزلون إلى العمق، إنهم قادرون على التقدم، لكن السؤال.. إلى أين هم متجهون؟“,”. وتسجيل آخر ل “,”بيلد“,”، لكنه هذه المرة حول الجبهة في سيناء، يطالب فيه بتدمير الجسور المصرية في قناة السويس، ويظهر صوته يخاطب قادته: “,”أريدكم أن تنصتوا، الوضع في سيناء بحسب رأي وزير الدفاع الذي عاد من هناك، نستعد على ما يبدو لخراب الهيكل الثالث – كناية عن دمار الدولة- فكل الفرق المدرعة الخاصة بهم، “,”المصريين“,”، لم تعبر القناة، فقط فرق المشاة الميكانيكي، وإذا قام “,”شارون“,” و“,”جوروديش“,” بهجوم مضاد، فسيفشلون، ولن يكون هناك حينها حائل بين القناة وتل أبيب، ولا أقبل بذلك“,”. ويستطرد قائد القوات الجوية الإسرائيلية، قائلا: “,”على الرغم من أنني تفاجأت من عدم قدرة قواتنا على العبور إلى الجانب الثاني، فالجانب الثاني – الضفة الغربية- توجد به أكثر من 2000 دبابة، وأرى من أجل إنهاء تشاؤم هذه الجماعة، فإنه يجب تدمير كل الجسور على القناة بأي ثمن، هل ما قلته واضح؟، هذا هو الأمر الحاسم، فإذا أبلغتهم عدم وجود جسور مصرية على القناة، فهذا سيشجعهم قليلا، وسيكونون مستعدين للقيام بهجوم مضاد ضد المصريين، فلتتقدموا للأمام، أريد تدمير الجسور المصرية، هذا الأمر سيكلفنا بعض الطائرات ، ويجب علينا القيام بذلك“,”. وفي تسجيل منفصل، بين “,”أليعازر“,” و“,”بيلد“,”، قال “,”أليعازر“,” إنه يخشى ألا تحسم إسرائيل الأمر لصالحها في هضبة الجولان، إلا إذا استطاعوا تنفيذ مهمة “,”دوجمان“,” – عملية تدمير بطاريات صواريخ الجيش السوري - ويرد عليه قائد القوات الجوية، بأنه يستطيع سحق الجيش السوري، ولكن عملية “,”دوجمان“,” ستستغرق أربع ساعات، وأنه لا يستطيع إنقاذه عبر الخط، ومرورا بمحور “,”رابيد“,”، و“,”رامات مجشميم“,”، فسأله رئيس الأركان عن رأيه، فأجاب بأنه يقترح عودة جزء من الطائرات للتحليق فوق الهضبة، وإرسالها بشكل متوالٍ، فقاطعه “,”دادو“,”، قائلا له، إن هذه المنطقة محمية بالصواريخ، لكن “,”بيلد“,” يرد: “,”نعم، إنها محمية بالصواريخ، ولكن ماذا عليّ أن أفعل!!“,”.