السيد المسيح من أكثر الشخصيات التي صورها الفن الغربي في رسوم، يعرف كل شخص شكله المعتاد، بكونه يمتلك شعرا طويلا ولحية، ويرتدي رداء طويلا ذا أكمام طويلة، غالبًا لونها أبيض، وعباءة زرقاء. تقرير نشره موقع "بي بي سي" خلص إلى أن صورة المسيح المألوفة أتت من الحقبة البيزنطية في القرن الرابع الميلادي، والتمثيل البيزنطي للمسيح كان رمزيا. وأوضح التقرير: "في تلك الحقبة كانوا يهتمون بالمعنى وليس بالدقة التاريخية، فقد اعتمدوا على صورة الإمبراطور المتوج، كما نراها في فوسيفساء مذبح كنيسة القديسة "pudzeniana" في روما". صورة أخرى تناولها تقرير "بي بي سي" وهي أن المسيح كان يرتدي رداء ذهبيا بكونه الحاكم السماوي للعالم، وهذا الشكل المألوف أتي من التمثال المشهور ل"زيوس" بشعره ولحيته الطويلة، وأيضًا تمثال للإمبراطور الروماني "أوغسطينوس"، لذلك رسم الفنانون البيزنطيون تلك الصور لكي يوضحوا أن المسيح حاكم سماوي لكل الكون. ولكن ما هو الشكل الأقرب للمسيح؟، اعتمد التقرير على بعض الحقائق والدراسات: أولًا اللحية والشعر: اللحية لم تكن مميزة لكل يهودي في تلك الفترة، وبالرغم من أن الصور التي أظهرتها العملات في منطقة اليهودية لرجال يهود مأسورين بعد سقوط أوروشليم عام 70 ميلاديًا، كان هؤلاء الأسرى بلحية، لذلك يسوع صور بالشكل الطبيعي بلحية قصيرة مثل الرجال المصورين على العملات، ولكن شعره ربما لم يكن طويلًا جدًا كما أُشيع، وإن كان يملك شعرًا طويلًا قليلًأ فربما يقودنا هذا إلى بعض التوقع بأن الرجال اليهود الذين كانوا يملكون لحى غير مهذبة وشعرا طويلا قليلًا كانوا يعرفون فورًا بأنهم يتبعون قسم النذير كما جاء في "سفر العدد الإصحاح السادس" بالعهد القديم من الإنجيل، ويعني أنهم كرسوا أنفسهم لله لفترة معينة لا يشربون ولا يأكلون ولا يحلقون شعورهم، وفي نهاية الفترة يحلقون في احتفال خالص في الهيكل بأوروشليم، كما جاء أيضًا في "سفر أعمال الإصحاح 21". ثانيًا الملابس: توقع التقرير الملابس من تعاليم المسيح التي جاءت في "إنجيل مرقس الإصحاح 12 الأية 38 و39" وَقَالَ لَهُمْ فِي تَعْلِيمِهِ: «تَحَرَّزُوا مِنَ الْكَتَبَةِ، الَّذِينَ يَرْغَبُونَ الْمَشْيَ بِالطَّيَالِسَةِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ، وَالْمُتَّكَآتِ الأُولَى فِي الْوَلاَئِمِ"، ومن هنا افترضوا أن يسوع المسيح لم يكن يرتدي هذه الملابس الطويلة كمثل الكتبة، والتي ظهرت في صور كثيرة، لذا ارتدى المسيح سترة إلى مستوى الركبة وعباءة واحدة لأن هذه ما لمسته المرأة التي أرادت الشفاء كما جاء في الأناجيل، وكانت تلك العباءة من مادة صوفية ليست ثقيلة. ثالثًا القدم: كان المسيح يرتدي "صندل"، وهذا ما أظهرته الاكتشافات في صحراء لاصقة للبحر الميت، حيث ظهر للضوء بعض الصنادل التي كانوا يرتدونها في زمن المسيح، كانت بسيطة جدًا مصنوعة من قطع سميكة من الجلد مُخيط والجزء العلوي شرائط جلدية. رابعًا صفات وجة المسيح: في عام 2001 صنع عالم الانثروبولوجيا "ريتشارد نييف" نموذج لرجل جليلي كما جاء في الفيلم الوثائقي ل "بي بي سي" الذي حمل اسم ابن الله. صُمم النموذج على أساس جمجمة فعلية وجدت في تلك المنطقة بتلك الحقبة، لم يعني أنه وجه المسيح ولكنه عني ببساطة أن يعتبر المسيح بكونه رجلًا لهذا الزمان والمكان. واعتقد "ريتشارد نييف" من بعد عمله هذا، أن أقرب تصور لوجه المسيح كانت لصورة "موسى النبي" على حوائط مجمع ترجع للقرن الثالث في منطقة "دورا أوروبوس"، حيث كانت ملابسه غير مصبوغة والعباءة كانت قصيرة، لذلك قال "نييف" إن الصورة الموجودة في المجمع هي الأقرب للمسيح عن الصور البيزنطية.