على طريقة بث المباريات بدون جمهور، استعان "ياسر برهامي" نائب رئيس الدعوة السلفية، بالإستراتيجية نفسها، لتحدي وزارة الأوقاف بعد قرارها بمنعه من الخطابة، لما تحمله خطبه من أفكار متشددة طبقًا للوزارة، إلا أن "برهامي" الذي حاول أن يتحدث لوكلاء الوزارة، فأغلقوا الهاتف في وجهه، لم يستسلم، وصعد المنبر بوجه ذابل يبدو عليه آثار الهزيمة والقهر، خاطبًا "دون مصلين". بث موقع "أنا السلفي"، الموقع الرسمي للدعوة السلفية، مساء أمس الأول، الأربعاء، خطبة حديثة لياسر برهامي، التقطت عقب قرار منعه من الخطابة، من على المنبر، على الرغم من عدم وجود مصلين سوى طاقم التسجيل، ويظهر ذلك من الهدوء في الفيديو سوى من صوت الشيخ وسعال المصورين من وقت لآخر، وعدم وجود أي صوت يؤمن على دعاء الشيخ، إضافة إلى محاولاته في الحفاظ على نظره طيلة الخطبة في اتجاه أمامي، لإيهام المشاهد أن الشيخ لا يركز مع التصوير وإنما مع المصلين، كما أن التصوير تم بكادر واحد ثابت لا يتغير مركزًا على الشيخ. الخطبة الحديثة للشيخ تحت عنوان "الابتلاء سنة ماضية"، عمد إلى أن تحاكي خطب الجمعة، سواء في مدتها "نصف ساعة"، أو في فصل جزئي الخطبة بالدعاء ثم الاستراحة، كما يفعل الأئمة خلال خطبة الجمعة، وختمها بالدعاء والنزول من على المنبر. وقال "برهامي"، خلال خطبته: لقد جعل الله الأيام بين الناس دولا، فالله يبتلي الناس بالشر الذي يسوؤهم من ضيق الحال وفساد الأمور، حتى يبحثون عن أسبابه ويعودون إلى الله عز وجل، فلابد من أن نبحث في أنفسنا عن سبب الخسارة والهزيمة والنقص، وعن سبب حصول البلية، ننظر ونتجنب اليأس والحزن والوهن والضعف، واتهام الآخرين قبل اتهام النفس وجلدهم قبل جلد النفس. وانتقد "برهامي"، ما أسماه دعوات نشر الفواحش والمنكرات في بلاد المسلمين، منها دعوات المساواة والتمكين للمرأة، وإزالة قوامة الرجل عليها، ودعوات خلع الحجاب، ودعوتي التشيع من خلال الطعن في أصحاب رسول الله، وشراء ذمم أصحاب قنوات وكتاب يعملون على الطعن فيهم، ويزعمون أن الصحابة اغتصبوا الخلافة المزعومة التي لم يدعيها على نفسه، وكان عونًا لهم. كما تطرق "برهامي" خلال خطبته إلى التكفير الذي تطلقه الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش قائلًا: ومن أخطر البدع بدعة التكفير التي أطلقها الخوارج، فهي من أخطر البدع التي تواجه المجتمعات السنية، والحكم بغير أمر الله، التي فرضها المحتلون لا يكون إلا بالدعوة الحسنى، وتطبيق ذلك في حياتنا اليومية، وليس العلاج بتكفير الأمة كلها أو تفسقها، مستشهدًا بقول محمد بن عبد الوهاب: إذا كنا لا نكفر من عبد الصنم على قبر البدوي من أجل جهلهم فكيف نكفر من لم يقاتل سبحانك هذا بهتان عظيم.