أكد خبير الآثار، الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء، أن هناك لوحة معمارية بمصر القديمة، لا مثيل لها في العالم، وهي واجهة المتحف القبطي، حيث نسخ مؤسس المتحف، مرقص سميكة باشا، واجهة جامع الأقمر الفاطمي بشارع المعز، لتكون واجهة المتحف، لتأكيد قيم التلاحم والتعانق والتسامح بين الأديان في مصر، مشيرًا إلى أن العمارة المسيحية والإسلامية في مصر، هي منظومة تواصل حضاري، وتأثير وتأثر، وتشابك والتحام في نسيج واحد. وطالب ريحان، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، اليوم الجمعة، بالتروييج دوليًا لهذه المعاني السامية، عن طريق المكاتب السياحية بالخارج، والسفارات، وأبناء مصر بالخارج، في صورة واجهة المتحف القبطي، وصورة برج كنيسة التجلي بدير سانت كاترين، وهو يعانق مئذنة الجامع الفاطمي فوق البقعة المباركة، الذي ناجى عندها نبي الله موسى ربه، لتصل رسائل السلام للعالم كله،عبر القاهرة وسيناء. وتأسس المتحف القبطى تأسس عام 1908 ويقع بمنطقة مصر القديمة، وقد افتتح رسميًا عام 1910، وأنشأت المبانى الأولى لهذا المتحف على جزء من الأرض التابعة لأوقاف الكنيسة القبطية، قدمها البابا كيرلس الخامس، البطريرك 112، الذي سمح أيضًا بنقل جميع التحف والأدوات القبطية الأثرية كالمشربيات والأسقف والأعمدة الرخامية والنوافذ واللوحات والحشوات الخشبية المنقوشة والأبواب المطعمة والأرائك وقطع القيشانى التى كانت فى منازل الأقباط القديمة، وظل المتحف القبطى ملكا للبطريركية حتى عام 1931، حين قررت الحكومة ضمه إلى أملاك الدولة، لأنه يمثل حقبة مهمة من سلسلة حقبات الفن والتاريخ المصرى القديم. أما جامع الأقمر بشارع المعز لدين الله، فبناه الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله أبو علي المنصور بن المستعلي، الخليفة السابع من خلفاء الدولة الفاطمية في مصر، عام 519ه ،1125 م، وأشرف على البناء الوزير أبو عبد الله محمد بن فاتك البطائحي، المعروف باسم المأمون البطائحي، بمنطقة النحاسين. وواجهة الجامع مبنية كلهّا بالحجر، وباقي الجامع مبنى من الداخل بالطوب، ويمتاز جامع الأقمر بجمال زخرفة الواجهة، التي تُعتبر أول واجهة مزخرفة في المساجد القاهرية، وظهر في مدخل الجامع العقد المعشق لأول مرة في عمارة المساجد، وقد انتشر بعد ذلك في العمارة المملوكية في القرن الخامس عشر الميلادي، وفوق هذا العقد يوجد العقد الفارسي على شكل مروحة تتوسطها دائرة في مركزه.