قال الشيخ محمد عوض منصور الأزهري، إمام وخطيب مسجد التوفيقي ببورسعيد في خطبة الجمعة اليوم، "إن مظاهر التكريم والتعظيم للرسول عليه الصلاة والسلام، وظهرت مظاهر اعتناء الله بنبيه من قبل وجوده، باصطفائهِ من خير قبائل العالمين ومن ذريةِ أبي الأنبياء الخليل إبراهيم، ويبقى اعتناء الله بالنبي واضحا في سائر حياته قبل البعثة وبعدها. وأضاف: "ومن أهم تلك المظاهر: أن المعاندين والمكذبين لسيد المرسلين ما رموه بشيءٍ إلا تولى الله بنفسه الدفاع عنه، ففي الوقت الذي نجد نوحا يقول عمن نفسه: "يا قوم ليس بي ضلالة" ونجد فيه هودا يقول: "يا قوم ليس بي سفاهة"، ولوطا يقول: "لو أن لي بكم قوةً أو آوي إلى ركنٍ شديد" نرى الحق سبحانه يفند ادعاءاتهم تفصيلاً. وتابع: "فمن ذلك" ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر" الجواب: "لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين". أوضح قائلاً: "وفي اتهام آخر يسجله القرآن: "بل قالوا أضغاثُ أحلامٍ بل افتراهُ بل هو شاعر" نرى الجواب: "وما علمناه الشعر وما ينبغي له"، وفي موضوع آخر يقول الحق: "وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفكٌ افتراه وأعانه عليه قومٌ آخرون" نرى الجواب الإجمالي: "فقد جاءوا ظلما وزورا"، "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرةً وأصيلا" والجواب: "قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض"، وحين قالوا ساحر وكاهن جاء القسمُ الإلهي: "فلا أقسمُ بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسولٍ كريم وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون تنزيل من رب العالمين". وتابع :" ثم نرى الحق في أسلوبٍ بديع وتصريح واضح يبرأ محمدا من أن يكون مرادا بهذا التكذيب فيقول: "قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذّبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون"، ولقد بين الحق أنّ جميع ذلك كان منزعه الحسد والحق فقال: "وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" يقصدون عروة بن مسعود الثقفي وجاء الرد المباشر عليهم أيضا: "أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم". واختتم الخطبة بأنه: يظنّ الجاهلون أنّ رسول الله يحتاجُ إلى دفاعٍ من أحد أو نصرةٍ من أحد وقد أبعدوا في ذلك فمن نصره الله وحفظه وعصمه لم يبلغ مقامه أحد، وأي إساءةٍ إنما هي صادرةٌ لتلك الصورة الموهومة التي حصرنا فيها نبينا فالله نصره: "إلا تنصروه فقد نصره الله"، والله حفظه "والله يعصمك من الناس"، والله كفاه "إنا كفيناك المستهزئين"، فلننظر لأنفسنا فهي أشد حاجةً إلى الدفاع وإلى النصرة وإلى الحفظ ولا يكون ذلك إلا باتباعه، ولا أقصد باتباعه تلك الصور الشكلية بل اتباعه في صدقه وأمانته، في لينه ورحمته، في رأفته وشفقته، في كرمه وشجاعته، في زهده وصيانته.