فى جريمة بشعة هزت أرجاء منطقة كفر طهرمس، أنهال سائق ميكروباص بالضرب المُبرح على ابن زوجته «4 سنوات» حتى الموت، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه، وذهب به إلى المستشفى، ثم لاذ بالفرار بعدما علم بوفاته، وفى خلال 24 ساعة تمكنت الأجهزة الأمنية بالجيزة، من إلقاء القبض عليه. «البوابة» انتقلت إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، والتقت المتهم «محمد.س»، الذى بدأ حديثه قائلًا: «أنا لم أقصد قتله.. بس زنه وعياطه هما السبب.. ومكنش عاوز يسكت.. ومكنتش عارف أنام ومحستش بنفسى غير وأنا نازل فيه ضرب». وأضاف المتهم: «تزوجت من والدة الطفل منذ حوالى عامين، ولا أحد يعلم أننى زوج أبيهم والجميع يعلم أننى والده، ويعلم الله أننى كنت أعامله مثل ابنى تمامًا، أوقات كنت أعامله بقسوة وأتعدى عليه بالضرب، ولكن بغرض التربية وتحسين تصرفاته، وكنت مسئولًا عنه وعن تربيته، ولم أكرهه فى يوم، وكنت أعتبره ابنى الذى لم أنجبه، وكل الحديث الذى يُقال عنى أنى كنت أعامله بقسوة، ودائم التعدى عليه بالضرب غير صحيح، هو الآن فى ذمة الله، وأنا أخذت عقابى ووصل بى الحال أنى اترميت فى السجن، وربنا يعلم هيتحكم عليا بإيه، أكيد أنا مكنتش حابب كده، والحقيقة هو أنى كنت أعامله معاملة حسنة، ولم تمتد يدى بسوء تجاهه، ولم يطلب منى شيئا غير وجبته له». وقال: «يوم ارتكاب الواقعة ذهبت والدته إلى عمل فى الصباح الباكر مثل كل يوم وتركت «أدهم» معى لحين عودتها من العمل، وبعد عودتها أذهب أنا إلى عملى على «الميكروباص»، بعد أن تركته والدته وذهبت، وكان يريد أن يذهب معها ولا تتركه، وبعد أن رفضت وتركته رغما عنه، ذهب فى نوبة بكاء وصراخ متواصل ولم يصمت، وكنت نائمًا فطلبت منه أكثر من مرة أن يكف عن البكاء، ولكن لم ينصت لى، بل كان يتزايد فى بكائه، وبكاء غير طبيعى صوته كان مثل المنشار الكهربائى، لم أتمالك نفسى وأعصابى غير أنى تركت السرير وذهبت إليه وانهلت عليه بالضرب المبرح، وأحمله وأجعل رأسه ترتطم بالأرض، ولم أشعر بنفسى إلا بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة بين يدى، فلم أصدق ما حدث فحملته واستقليت «توك توك»، وذهبت به إلى مستشفى «بولاق الدكرور العام»، وادعيت أنه أصيب بصعقة كهربائية، ولكن بلغنى الطبيب بخبر وفاته، اتصلت بوالدته عبر الهاتف المحمول، وأخبرتها بما أصاب نجلها، ثم تركت المستشفى، ولذت بالفرار». وكان العميد «عمرو حافظ»، نائب مأمور قسم بولاق الدكرور، تلقى بلاغًا من مستشفى «بولاق العام»، بوصول طفل متوفى بعد إصابته بصعقة كهربائية، وتم تشكيل قوة من مباحث القسم بقيادة المقدم «هانى الحسينى» رئيس المباحث، ومعاونه النقيب «سامح بدوى»، والنقيب «محمد جمال»، وبالانتقال إلى مكان الواقعة، وبالكشف عن هوية المجنى عليه تبين أنه يُدعى «أدهم» 4 سنوات، وتبين إصابته بالعديد من الكدمات فى أماكن متفرقة من جسده. ودلت التحريات أن الطفل تعرض إلى حالة تعذيب وضرب مبرح، وبالذهاب إلى محل سكن المجنى عليه تبين عدم وجود أى آثار لحدوث صعق كهربائى، وبعد تقنين الإجراءات وسماع أقوال والدة الطفل «شيماء.ع.م»28عامًا، عاملة نظافة، قالت إنها تركت نجلها بالمنزل مع زوجها، وهو دائم التعدى عليه بالضرب، وبسماع أقوال شهود العيان أكدوا حديثها، وقالوا إن المتهم دائم التعدى على الطفل بالضرب، وكنا نسمع صوت الضرب وبكاء الطفل. وتمكنت القوات من تحديد هوية المتهم لملاحقته، ونجحت فى القبض على «محمد. س» 29 عامًا، سائق، الذى أنكر فى البداية، لكن أقر بعدها بتعديه بالضرب المبرح على الطفل المجنى عليه بسبب كثرة بكائه، وحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتم عرض المتهم على النيابة العامة، والتى أمرت برئاسة المستشار «على محجوب»، بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.