أكد المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الأسبق والخبير البترولي على قوة العلاقات التاريخية التي تربط مصر بقبرص وترجع لأكثر من 50 عامًا والتي تطورت من واقع المصالح المشتركة بين البلدين خاصة بعد زيادة الطلب على الغاز الطبيعي وترسيم الحدود الاقتصادية في المياه العميقة. وأوضح يوسف في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، اليوم، أن التعاون المصري القبرصي أدى إلى زيادة قوة مصر دوليًا، باعتبار قبرص إحدى دول الاتحاد الأوروبي، مشيرًا الى أن هذا التعاون في مجال الغاز الطبيعي يحقق مصلحة للبلدين. وأضاف يوسف، أن قبرص ترى من مصلحتها تصريف إنتاجها من الغاز من خلال مصر خاصة بعد تعاظم إمكانية ربط حقولها بمحطات الإسالة المصرية، بالإضافة الى أن قبرص تفتقد لاقتصاد قوي يسمح لها بمد خطوط ربط لاكتشافاتها الجديدة للشواطئ المصرية أو إنشاء محطات لإسالة الغاز الطبيعي لديها. وأشار الى أن مصر سوقٌ كبيرة وواعدة للطاقة بكافة صورها وذلك لامتلاكها بنية أساسية وتحتية تسمح باستيراد كميات كبيرة من الغاز، خاصة وأنها تمتلك محطتي إسالة إدكو، ودمياط، التي تتخطى قيمتهما مليارات الدولارات، مضيفًا أن استيراد الغاز القبرصي يدعم تشغيل محطات الإسالة المصرية بكفاءة عالية، وشراء الغاز القبرصي بأسعار تنافسية ومميزة. وتابع "يوسف": أن حقل ظهر الذي اكتشفته شركة "ايني" الإيطالية بالمياه الاقتصادية المصرية، ملاصق للحدود الاقتصادية القبرصية، وفكرة التعاون المشترك من خلال ايني يدعم الموقف خاصة اذا دخلت ايني للاستثمار في المياه الاقتصادية القبرصية وأصبح هناك خطوط ربط بين البلدين من خلال الشركة. ولفت "يوسف" ان التعاون الثلاثي المصري - القبرصي – اليوناني، والذي يهدف لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية يدعم مصر دوليًا "سياسيًا وأمنيًا، لتأمين اكتشافاتها البترولية على الحدود القبرصية، خاصة وان السيطرة على المياه الاقتصادية عملية صعبة جدًا وينتج عنها العديد من الصراعات، مثلما يحدث حاليًا من نزاع بين تركيا وإسرائيل.