قال مدير قطاع الطاقة والسياسة البحرية بوزارة الخارجية القبرصية جورج زودياتيس، إن قطاع الطاقة يحقق المزيد من المكاسب بسبب العلاقات الجيدة بين مصر وقبرص. وأكد أن القيادات في البلدين كانت حكيمة بما يكفي لأن تضع الإطار القانوني والمؤسسي للعمل في الاستكشافات في المناطق الاقتصادية المشتركة. وأوضح المسؤول القبرصي، خلال لقائه بالوفد الصحفي المصري الذي يزور قبرص حاليا، أن الاتفاقية الموقعة بين البلدين لترسيم الحدود البحرية تعود لعام 2003، أي مضى عليها أكثر من عشر سنوات، وقبل أن تظهر اكتشافات الغاز في بداية عام 2010، ظهرت بعدها بسبع سنوات، لافتا إلى أن الاتفاقية كانت للتعاون المشترك والتنمية للاكتشافات المشتركة المتوقعة من مخزون الغاز الطبيعي حيث أن احتمالية أن يمتد الإنتاج من جانب لآخر قائمة في كل الحدود البحرية فقد يكون هناك حقل إنتاجه يشترك فيه الدولتين بحكم أنه على الخطوط الفاصلة ويتم تحديد أيا من الجانبين سيتولى تصدير مثل هذه الحقول وبيع المنتج بحيث يقسم العائد على الدولتين. وأشار إلى أنه خلال شهر فبراير من هذا العام تم توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين المصري والقبرصي لتصدير الغاز الطبيعي القبرصي لمصر. وذكر زودياتيس أن مصر وقبرص بتوقيعهما لهذه الاتفاقية قد وضعتا نموذج مثالي للتعاون بين البلدان ضمن إطار قانوني ومؤسسي، لافتا إلى أن هذه الطريقة هي التي يتم بها العمل والموقعة بين الدولتين فقط في المنطقة، وأن اتفاق قبرص مع إسرائيل تواجهه بعض المشكلات إضافة إلى اتفاق لبنان الذي توقف أيضا نظرا لأسباب سياسية. وأكد مدير قطاع الطاقة والسياسة البحرية بوزارة الخارجية القبرصية أنه من خلال الاتفاق بين القاهرة ونيقوسيا استطاعت الدولتين أن تزيلا النقاب عن العديد من الاكتشافات. وحول أهمية اكتشافات حقل "زهر" المصري بالنسبة ل "قبرص" أكد زودياتيس أن هذا الاكتشاف مهم لبلاده لسببين هما أولهما أن هذا الاكتشاف يعني أنه لا يزال هناك المزيد من الاكتشافات في المياه وخاصة المياه القبرصية، حيث أنه دليل على توقعات إنتاج عالية، أما عن الأهمية الثاني ل "زهر" قال المسؤول القبرصي:" أن الاكتشاف تم عن طريق آلية جديدة لم تكن قد اختبرت أواستعملت من قبل في مياه البحر المتوسط وهذا قد فتح الطريق أمام المزيد من الاحتمالات لاكتشافات كبيرة وهو ما رأيناه في تنافس الشركات العاملة في مجال التنقيب على الحصول على امتيازات المناطق القبرصية بعد ان كانت تفكر في الانسحاب من بعضها حيث ستقوم باستعمال نفس الآلية الجديدة كي تتمكن من الحصول على الإنتاج المطلوب. وتابع زودياتيس أنه تولدت بعض المخاوف من انصراف مصر عن شراء الغاز القبرصي عقب اكتشاف "زهر"، إلا أن المصريين قد أزالوا هذه الكخاوف وجاءت التأكيدات على شرائهم الغاز القبرصي من حقل أفروديت للوفاء باحتياجات السوق المصري من الطاقة بما حافظ على استمراية إنتاج هذا الحقل حيث أن السوق متوفرة أمامه ولن تمنعه ال 30مليار متر مكعب من الغاز. ولفت إلى أن وزير الطاقة المصري الجديد أعلن منذ أسبوعين أن الطاقة بالنسبة لمصر في غاية الأهمية لأن السوق المصري ينمو ولن يتضرر بالمزيد من الإمدادات وخاصة أن هناك محطتين جاهزتين في كلا من دمياط وإدكو لاستقبال هذا الغاز بالتعاون مع شركة إيجاس ونظيرتها في قبرص لتوفير نفقات النية التحتية. وكشف عن نية البلدين لتوقيع اتفاقية إنشاء محطتين لإسالة الغاز الطبيعي بمصر لأن محطة دمياط بعد اكتشافات "زهر" سوف تكون ممتلئة عن آخرها كما أن هناك اهتمام خاص بمحطة إدكو من قبل شركة "بي جي" البريطانية". وشدد على أن هذه الاكتشافات ستفيد عائدات كلا البلدين كما ستساهم في رفع الدخل للفرد في البلدين ،مشيرا إلى اتفاقية تخفيض النفقات من خلال التوفير في البنى التحيتة حيث أن اقتصاديات الغاز قائمة على انخفاض سعره مقابل مصادر الطاقة الأخرى والمستثمرون لا يريدون أن يضيعوا الوقت والمال في استثمارات مزدوجة ولذلك التعاون هو الحل واستطرد أن الطلب سيزداد في الفترة القادمة على الغاز الطبيعي من الأسواق المحيطة وهو ما شجع الحكومة المصرية على تدشين محطات للإسالة ما يتطلب أن يكون هناك غاز بوفرة سواء للتصدير أولتأمين السوق الداخلي