يعد سيد عيد المدير الفنى لفريق النصر، من أكثر المدربين نجاحًا فى الدورى الممتاز، بعد أن أثبت أن كرة القدم لا تعتمد فقط على الإمكانيات المادية، حيث يعمل من خلال فلسفة خاصة جعلته يصنع نجومًا للدورى الممتاز، بعد تحقيق إنجاز الصعود للأضواء والشهرة فى الموسم الماضى لأول مرة فى تاريخه، ورغم الهبوط للقسم الثانى، إلا أنه متمسك بعمله فى النادى. ويعد «عيد» من المدربين الذين يعملون بحب وإخلاص لناديه الأول، ويتسم بالشخصية القوية والعمل فى سرية، ويحظى بحب واحترام الجميع، ويرفض الظهور فى الإعلام كثيرا. «البوابة» تحاوره من أجل التعرف على أحلامه لنادى النصر فى الموسم الحالى، وسر بقائه وتمسك إدارة النادى به، برغم الهبوط للقسم الثانى. ■ بعد ماراثون طويل بالدورى الممتاز الموسم الماضي، وخوض 38 مباراة، كيف وجدت الفارق بين الأضواء والقسم الثاني؟ - بالنسبة لفريق النصر القسم الثانى أفضل، خاصة فى ظل الإمكانيات والقدرات التى نعمل من خلالها، أما المنافسة فى الممتاز فصعبة جدًا على الأندية الصغيرة، التى لا تملك جماهيرية أو إمكانيات مادية كبيرة، أو اسمًا قويًا مثل معظم أندية المؤسسات والشركات، هذا بالإضافة إلى أن المنظومة فى الدورى الممتاز، تعمل من أجل الأندية الكبيرة، والنظر لألوان الفرق على أن تكون الأولوية للفريق صاحب الاسم والإمكانيات، ولكن هدفى الصعود للممتاز مرة أخرى، وتحسين إمكانيات النادى خاصة المادية، والتعلم من الدروس المستفادة الموسم الماضى، من أجل الصعود والاستمرار. ■ هل ترى أن الأمور تُدار في الممتاز لصالح الأندية الكبرى على حساب الفرق الصغرى؟ - بالفعل فالأندية صاحبة الإمكانيات المادية أو الجماهيرية تجبر المسئولين على الوقوف بجانبها أكثر من أندية الغلابة «اللى ملهاش ظهر»، وتعمل بجهد ليكون لها حظ فى الاستمرار بين الكبار، فلقد علمت من بعض المسئولين عن الرياضة بمصر، أنه تم تحديد الفرق الهابطة للقسم الثانى الموسم الماضى بالاسم، سواء الأسيوطى ودمنهور والنصر والرجاء، على أن تتم المفاضلة بين فريقين مثل الجونة والداخلية فى النهاية. ■ ما سر بقائك على رأس الجهاز الفني للنصر وتمسك الإدارة بك؟ - أنا أحد أبناء النادى وتربيت بين جدرانه وكل العاملين بالنادى إخوة لى، وتربطنى بهم علاقات قوية على مدار سنوات طويلة، ومرتبط بالفريق والجهاز الفنى بشكل كبير، وأتعامل مع النصر بحب واعتبره مثل بيتى الأول، وهذا سبب كبير فى تمسكى بالبقاء مديرًا فنيًا للفريق. ■ كيف تتحمل الصعوبات التى تواجهك خلال عملك؟ - بالفعل تحدينا ظروفًا صعبة كثيرة وتعرضنا لأحداث ومشاكل عديدة، ورغم ذلك حققنا خطوات ونجاحات كثيرة، فمن الصعب أن أترك حلمًا بدأته فى بيتى نادى النصر، وأسعى لمواصلة النجاحات التى حققتها مع إدارة النادى، والجهاز الفنى واللاعبين الذين ارتبط بهم بشكل كبير، هذا بالإضافة إلى عدم تحمل أى مدرب آخر لظروف وإمكانيات النادى فى حالة رحيلى. ■ هل تلقيت عروضًا لتدريب أندية أخرى في الموسم الحالي؟ - بالفعل تلقيت عرضين من ناديين كبيرين فى الدورى الممتاز، ولكنى رفضت الرحيل عن النصر، لارتباطى بالفريق والجهاز الفنى واللاعبين ومسئولى النادى وجميع من فيه، سواء الدكتور عمرو عبدالحق الرئيس السابق، أو المجلس الحالى برئاسة الدكتورة سحر عبدالحق، حتى لو تلقيت عرضا مميزا، وللأسف أرفضه لعدم القدرة على ترك النصر. ■ ما سر العلاقة القوية بالدكتور عمرو عبدالحق رئيس النادي السابق والمشرف على كرة القدم؟ - علاقة صداقة وأخوة قوية وشديدة، عمرو عبدالحق له الفضل بعد الله فى تطوير نادى النصر، ووضعه على الخريطة الرياضية، سواء كرة القدم أو الألعاب الأخرى بشكل قوى، بالإضافة إلى تطوير النادى من الداخل عما سبق من عشرات السنين، وتحمل الكثير من الضغوط من أجل استمرار النادى والحفاظ عليه. ■ وماذا عن علاقة التناغم بينك وأعضاء الجهاز الفني؟ - تعاملت مع الجهاز الفنى على مدار عشر سنوات، والعلاقة بيننا عشرة عمر طويلة وصداقة، مع زملائى ممن كانوا معى فى الملاعب، مثل عبدالعاطى السيد، ونافع السعيد، وأشرف حامد المدير الإدارى، وأيضًا منهم من تدرب تحت قيادتى، مثل هاشم الدسوقى مدرب حراس المرمى، ومحمد مصطفى أخصائى العلاج الطبيعى، وهيثم محمد طبيب الفريق السابق، ويعدون السبب الرئيسى فى نجاحى. ■ ماذا عن الموسم الماضي والمنافسة في الدوري الممتاز؟ - حققنا إنجازا غير مسبوق فى نادى النصر بالصعود للممتاز بأقل الإمكانيات، حيث مر النادى بظروف صعبة خلال هذا الموسم وعدم وجود مجلس إدارة، إلا أن تولى الدكتورة سحر عبدالحق للمسئولية قبل نهاية الموسم، أعطى حالة من الاستقرار، ونجحنا فى الصعود للممتاز فى النهاية بأقل الإمكانيات المادية، بالمقارنة مع الفرق التى نافست النصر على الصعود، ثم خضنا الدورى الممتاز لأول مرة فى تاريخ النادى بمجموعة من اللاعبين ليس لديها خبرات فى الممتاز، وبمبالغ ضئيلة جدًا بالنسبة للدورى الممتاز، تتماشى مع إمكانيات النادى، والسبب فى البداية السيئة للنصر فى الممتاز، هى بدء فترة الإعداد فى وقت متأخر قبل بداية الموسم بأسبوعين، بالإضافة إلى أنه تم إبلاغنا بموعد انطلاق البطولة أثناء المعسكر، ثم تحسنت النتائج بمرور الوقت. ■ كيف تم إعداد الفريق للموسم الحالي؟ - هناك بعض التجارب التى مرت على الكرة المصرية، مثل أندية المنصورة والقناة، فبعد الصعود للممتاز، يتعاقدون مع لاعبين نجوم وبمبالغ عالية، وبعد الهبوط لا يستطيعون العودة للممتاز، فبدأت فى إعداد الفريق من الموسم الماضى، ببناء فريق من لاعبين صغار السن خاضوا 38 مباراة بالدورى الممتاز، واكتسبوا خبرات كبيرة، وقادرون على العودة للممتاز مرة أخرى فى حالة الهبوط، وهذا الموسم تم دعم الفريق بلاعبين لديهم خبرات فى القسم الثانى، بالإضافة للاعبين شباب وصغار السن. ■ ماذا عن عودة محمد حسن ميدو وحازم ممدوح ومحمد حجاج للفريق بعد رحيلهم الموسم قبل الماضي؟ - ميدو وحازم وعبدالواحد وحجاج من أبناء النادى، والموسم قبل الماضى رفض 12 لاعبًا تجديد التعاقد مع النصر، ووقعوا مع أندية أخرى، وتقبلت ذلك، وأكملنا الموسم وصعدنا للممتاز، ثم أبلغتهم بأننى موافق على رحيلهم، وهذا الموسم كانت لديهم رغبة قوية فى العودة لبيتهم، خاصة أنهم أكدوا عدم التأقلم مع أى نادٍ آخر، فتمسكت بوجودهم مع الفريق، وأصبحوا مؤثرين بشكل كبير فى الفترة الأخيرة، وهم سبب كبير فى التصدر والمنافسة على قمة المجموعة، بعد مباراة ميت خاقان. ■ هل رحيل خمسة لاعبين من أفضل لاعبي الدوري الممتاز الموسم الماضي أثر بالسلب على النصر؟ - نجحنا فى تسويق وبيع خمسة لاعبين من أحسن لاعبى الممتاز بمبلغ 5 ملايين جنيه، وهذا هو المكسب الذى خرج به النصر من الموسم الماضى بالمقارنة مع باقى الفرق الهابطة، ولكنى نجحت فى تعويض غيابهم ودعم الفريق بلاعبين جدد أفضل فى الخبرات، أمثال حازم، وميدو، ومحمود القط، وإسلام مصطفى، وأحمد سيكا، ومحمد الفيل، بالإضافة إلى أحمد عبدالمنعم كشرى، الذى تم التعاقد معه بعد فسخ تعاقده مع الشرطة، وسيتم قيده فى يناير المقبل، وسيكون إحدى المفاجآت فى الدور الثانى، وأيضا محمد سعيد القادم من سموحة، ويتم إعداده حاليا وسيكون جاهزا على بداية الدور الثانى.