لا تزال فتوى الدكتور مصطفى راشد رئيس قسم الشريعة بجامعة الأزهر فى عدم حرمانية الخمر، تثير جدلًا واسعًا حولها، إذ أكد «راشد» أن شرب الخمر ليس حرامًا فى ذاته، لغياب النص القرآنى الصريح، مشيرًا إلى أن آيات الخمر فى القرآن لم تزد عن النهى فى وقت الصلاة والدخول فيها لقوله تعالي: «لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى». وأضاف، فى تصريحات له، إن التحريم على السكر وليس المادة، لافتًا إلى أنه من الممكن أن يكون قليلًا من المادة لا يسكر، كما أن الجنة فيها أنهار من الخمر، وتابع: «كل الفواكه فيها السكر الموجود فى الخمر، وإن قلنا ذلك فسنحرم الفاكهة جميعها»، متسائلًا كيف لى أن أحرم الخمر دون نص؟ وأكد رئيس قسم الشريعة بالأزهر أنه لا يوجد حد قاطع وصريح لشارب الخمر ولا حدود واضحة وقاطعة لافتًا إلى أن الله قال إن شرب الخمر إثم ودعا الناس إلى اجتنابه، وليس تحريمه، مشددًا على أن النصوص يجب أن توضّح للناس. من جانبه، أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر أن هذه الفتوى تدل على وجود خطة فى المجتمع لجر العلماء وإشغالهم بقضايا تافهة والإساءة للنظام السياسى الحالي، حتى يترحم المواطنون على العهد الذى تمت إزالته. وتابع: هناك من يريد هدم المؤسسات الدينية كلها وعدم وجود مرجعية للمسلمين، وهناك من يخرج لتحريم أجهزة الاتصالات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ثم يخرج علينا من يطعن فى القرآن نفسه ويعتدى على قول الله تعالى «إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه» وصيغة فاجتنبوه أقوى فى الدلالة على التحريم. وأضاف كريمة أن مثل هذه الفتاوى لا تستحق المناقشة لأن الإنسان لا يناقش إلا أمورا علمية، متمنيًا ألا يعطى المجتمع أهمية لهؤلاء لأنهم يحاولون إحراج نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي. بينما طالب الشيخ محمد القطاوى الإمام بالأوقاف، ضرورة وجود ضوابط لمن يخرج من علماء الأزهر والأوقاف، حتى لا تتم الإساءة للأزهر ورموزه العظام. وأوضح القطاوى أن هناك حاجة ملحة إلى أن تتولى الإفتاء الرد على ما يثار من قضايا تهدم صحيح الدين، وتسىء للأزهر ومشايخه، مؤكدًا أن هناك آيات قرآنية، وأحاديث توضح حرمة الخمر صراحة وليس كما يقال المنهى عنه وقت الصلاة، مستشهدًا بقوله تعالي «إنما الخمر والميسر والأنصاب والألزام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه».