قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر اليوم الأربعاء، إن بلاده مستعدة لإرسال مستشارين وطائرات هليكوبتر هجومية إذا طلب العراق ذلك للمساعدة في "إنجاز مهمة" استعادة مدينة الرمادي من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية. وتصريحات كارتر هي أحدث مؤشر على استعداد الولاياتالمتحدة لتكثيف مشاركتها العسكرية في المعركة ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات كبيرة من العراقوسوريا ودبر وألهم هجمات في الخارج. وسيطرت الدولة الإسلامية على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار إلى الغرب من بغداد في مايو ايار محققة أكبر مكسب لها منذ العام الماضي ويمثل استعادتها نصرا كبيرا لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وقال كارتر أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي إن قوات الأمن العراقية استغرقت "وقتا طويلا بشكل محبط" لاستعادة أراض. لكنه أشار إلى مكاسب مهمة ومنها استعادة مركز عمليات الأنبار على الضفة الشمالية لنهر الفرات في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال كارتر "الولاياتالمتحدة مستعدة لإمداد الجيش العراقي بمزيد من القدرات الفريدة لمساعدته في إنجاز المهمة (المتمثلة في استعادة الرمادي) بما في ذلك إرسال طائرات هليكوبتر هجومية ومستشارين مرافقين إذا أملت الظروف ذلك وإذا طلب ذلك رئيس الوزراء العبادي." وقال مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية تحدث لرويترز مشترطا عدم ذكر اسمه إن المستشارين الأمريكيين سيكونون مستعدين للانتشار لمساعدة قوات الأمن العراقية على توفير المشورة فيما يتعلق بكيفية التقدم عبر مركز الرمادي خلال الأسابيع المقبلة. وبعدما قضى الرئيس الأمريكي باراك أوباما معظم الوقت منذ توليه المنصب في سحب القوات الأمريكية من مناطق الحروب التي ورثها ويعارض بشدة الانجرار لحرب أخرى في قتال بري بالشرق الأوسط فإن نشر المستشارين واستخدام طائرات هليكوبتر هجومية فيهما دليلان على استعداد متزايد لتعريض القوات الأمريكية للخطر. وأوردت رويترز من قبل نبأ احتمال إرسال طائرات هليكوبتر أباتشي هجومية وقوات أمريكية لتشغيلها بغرض دعم الراق في قتال التنظيم. ويواجه أوباما ضغوطا من أجل تصعيد الدور العسكري الأمريكي في العراقوسوريا خاصة بعد هجمات باريس التي قتل فيها 130 شخصا الشهر الماضي والتي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسئولية عنها وعملية إطلاق النار في كاليفورنيا الأسبوع الماضي على يد رجل وزوجته تقول السلطات إن هذا التنظيم المتشدد قد ألهمهما فيما قاما به. وقال السناتور الجمهوري جون مكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "هذه الهجمات توضح أن تهديد داعش (الدولة الإسلامية) لأرضنا هو تهديد حقيقي ومباشر وفي تزايد وأننا لا نحقق نصرا في هذه الحرب وأن الوقت ليس لصالحنا." وأعلنت الولاياتالمتحدة في الآونة الأخيرة خططا لإرسال فرق عسكرية من القوات الخاصة إلى العراق لشن غارات ضد الدولة الإسلامية هناك وفي سوريا المجاورة. وتلى ذلك إعلانا صدر في أكتوبر تشرين الأول بإرسال عشرات من عناصر القوات الخاصة إلى سوريا للتنسيق مع المعارضة المحلية. وقال كارتر في جلسة مجلس الشيوخ إنه على اتصال بشركاء في التحالف ليطلب منهم المساهمة بقوات عمليات خاصة. ودرست الولاياتالمتحدة خيارات أخرى كالغارات وطائرات التجسس والأسلحة والذخيرة. لكنه عبر عن خيبة أمله إزاء الحلفاء العرب السنة الذين قال إنه يعتقد أن بوسعهم تقديم مزيد من المساهمات في جهود محاربة الدولة الإسلامية. وقال كارتر "أود أيضا أن تفعل دول الخليج العربية السنية- على وجه الخصوص- المزيد."