احتضنت مكتبة العقاد الثقافية بأسوان الجلسة البحثية الخامسة التي تقام ضمن فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته الثلاثين والمقام بمحافظة أسوان خلال الفترة من 6 حتى 9 ديسمبر الجاري، بعنوان "الإعلام الرقمي والثقافة". أدار الجلسة الشاعر عيد عبدالحليم رئيس تحرير مجلة أدب ونقد، وشملت الجلسة ثلاث ورقات بحثية الأولى بعنوان "الإعلام الرقمي والثقافة" للعميد مهندس عبدالحميد بسيوني، تناول خلالها دور الإعلام الرقمي والتغيير موضحًا أن خطوة التغيير ومقدار التأثير تختلف من فرد إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر. وأضاف أن الإعلام الرقمي يساعد على إضفاء الديمقراطية على وسائل الإعلام من خلال تعدد قنوات التوزيع وتنوع الأجهزة، كما يساهم الإعلام الرقمي في العولمة بجلب التأثيرات السياسية والثقافية والاقتصادية، وبالتالي تأثير وسائل الإعلام الرقمي وأدواته وتقنياته على الثقافات والقيم والعادات والتقاليد والهوية والانتماء، وتطرق بسيوني خلال بحثه إلى العلاقة بين الإعلام الرقمي واللغة، مشيرًا إلى أن الإعلام الرقمي أصبح الأكثر انتشارا والأسرع وصولا للجمهور. والورقة البحثية الثانية بعنوان "أخاديد رقمية تناجي الثقافة والهوية" للشاعرة فاتن شوقي علي، تناولت خلالها العلاقة بين الإعلام الرقمي والثقافة، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وما وفرته من التغلب على الوقت والمساحة والسرعة، مشيرة إلى بعض سلبياتها من التوظيف السياسي الخاطئ لوسائل الإعلام الاجتماعية ونشر الفكر الإرهابي وتأثيرها السلبي في فقدان الهوية العربية وترويج الشائعات وضياع حقوق الملكية الفكرية. وكانت الورقة البحثية الثالثة بعنوان "الإعلام الرقمي والثقافة من حميمية الكتاب إلى تفاعلية الشاشة.. الأدب نموذجا"، تناول خلاله العلاقة بين الأدب والإعلام الرقمي، إضافة إلى تأثير التكنولوجيا الرقمية على الأدب من حيث الشكل والمضمون، متناولًا الآثار السلبية للإعلام الرقمي، مضيفًا أننا في ثقافتنا العربية نقف موقف المستهلك للمنجزات الرقمية المعاصرة، وأوصى الباحث في نهاية بحثه بضرورة الاهتمام بالثقافة الرقمية وجعلها مشروعًا قوميًا تسخّر الدولة إمكانياتها لتحقيق أكبر استفادة من نتائجه، إضافة إلى وضع تشريعات وقوانين تحد من جرائم الإنترنت وفي الوقت ذاته لا تحجر على حرية الرأي والتأكيد على هويتنا المصرية والعربية في مواجهة طوفان التغريب، حضر الجلسة لفيف من الأدباء والمفكرين المشاركين في المؤتمر. وفي مداخلة للشاعر درويش الأسيوطي أوضح أن هناك خلطًا بين مصطلح الثقافة والوسائط، مشيرًا إلى أن الثقافة في العالم كله تسعى إلى أن تكون ثقافة أحادية، بينما تساءلت الكاتبة الصحفية نفيسة عبدالفتاح عن إذا ما كان هناك استفادة من الإعلام الرقمى وبث فعاليات المؤتمر بشكل مباشر على المواقع الإلكترونية؟.