الشعب كفر ب«الإسلام السياسي» بعد عام من حكم الإخوان هزيمة السلفيين دليل على نمو الوعي ضعف الإقبال ليس له علاقة ب«السيسى» أكد مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، أن البرلمان القادم سيتسم بالحيوية والنشاط، وستعلو فيه الأصوات لمناقشة قضايا الدولة، مشيرًا إلى أن الأحزاب المدنية استطاعت أن تحقق إنجازًا ملموسًا، يستحق التشجيع والمساندة، حتى نضع قدمًا ثابتة على طريق الديمقراطية. وأضاف مكرم، خلال حوار مع «البوابة»، أن من يطالب بتعديل الدستور يريد أن يفتح جبهة صدام وخلاف تمزق الجبهة الداخلية، ولا يوجد احتياج ملح لتغيير الدستور، فالمهم أن نلتزم به أولًا، موضحًا أن البرلمان لن يعارض بشكل حاد، فهناك رغبة فى التعاون مع الرئيس عبدالفتاح السيسى أكثر من ممارسة دور المعارضة. وإلى نص الحوار.. ■ ما توقعاتك لشكل البرلمان القادم؟ - أعتقد أن البرلمان القادم لن يكون سيئًا كما توقع كثيرون، فالأحزاب المدنية حظيت بتمثيل جيد، وهذا مؤشر مبشر، وقد أسفرت النتائج عن فوز المصريين الأحرار ب65 مقعدًا، ومستقبل مصر حصل على 54 مقعدًا والوفد على 45 مقعدًا. هذا يؤكد على أن لدينا عددًا لا بأس به من المقاعد التى تشغلها الأحزاب المدنية، فقبل الانتخابات كانت الآمال ضعيفة فى أن تحقق تلك الأحزاب المدنية شيئًا ذا أهمية، خاصة على مستوى الانتخابات الفردية لمشاكل كثيرة تتعلق بعدم قدرتها على كسب عناصر جديدة. نتائج الأحزاب المدنية تشكل مفاجأة طيبة للديمقراطية، وهذا إنجاز يستحق التشجيع والمساندة، فبدون وجود أحزاب يصعب أن تكون هناك ديمقراطية. وهناك مؤشر آخر فى غاية الأهمية فقائمة فى حب مصر وهى القائمة التى يشاع على نطاق واسع أنها موالية للرئيس السيسي، يبدو أنها ستحقق نجاحا كبيرا داخل البرلمان وستكون رمانة الميزان داخل البرلمان، ويمكن أن تكون النقطة التى تجذب لها أصوات الموالين من كافة التوجهات الأخرى. وسيسعى البرلمان إلى تعزيز تعاونه مع الرئيس السيسي، وليس للبرلمان كتلة معارضة، وستقتصر المعارضة على بعض المواقف والقضايا ذات العلاقة بالأسعار المرتفعة والمشكلات الاقتصادية، وانهيار الخدمات، خاصة أن هناك تذمرًا شعبيًا من هذه الأمور. والعنصر الأخير فى تصورى لشكل البرلمان هو العنصر القبلى العائلى وهو يوجد فى كل برلمانات العالم، وسيكون أغلب «القبليين» من عناصر الحزب الوطنى الذين سوف يتواجدون ولكن بنسبة قليلة جدا، أيضا سوف يتواجد رجال الأعمال، خاصة أنهم أنفقوا مبالغ ضخمة فى الحملات الدعائية. إن البرلمان القادم لن يصنع الديمقراطية ولكنه سيكون خطوة على طريقها، لكننى لا أعتقد أن يكون برلمان خاملا، بل سيكون نشيطًا وترتفع فيه أصوات المستقلين تطالب بالإنصاف والإصلاح، وكذلك الأحزاب المدنية التى أخذت أخيرا فرصتها ستحاول أن تثبت وجودها، وبالتالى أرى أن البرلمان يمكن أن يكون بداية جيدة. ■ ما ردك عما يقال بأن البرلمان سيعمل لحساب رجال الأعمال على حساب الفقراء؟ - ليس صحيحًا بالمرة، فليس معنى أن رجل أعمال يرأس حزبًا أن يكون المهيمن على سياساته، لأن الحزب يضم فئات عديدة من المجتمع. ■ ماذا عن المستقلين داخل البرلمان؟ - المستقلون يشكلون نسبة لا بأس بها داخل المجلس، وهم ترشحوا فى الأقاليم وقدموا أنفسهم باعتبارهم يمارسون الحياة السياسية للمرة الأولى، وأياديهم لم تلوث بأى عمل سياسى قبل 25 يناير، وكلهم شباب من الأطباء والمحامين والمعلمين. وتقديرى أن حماس الشباب سيدفع نسبة لا بأس بها منهم إلى النجاح، وسيبزغ نجوم سياسة جدد، وسنرى أصواتًا مرتفعة داخل البرلمان محاولين نقل مشاكل المحليات التى وصل بها الفساد إلى الذروة. وكل عضو سيسعى إلى أن يبرز ويعبر عن نفسه، وسوف تتحرك أصواتهم ما بين قائمة فى حب مصر ومجموعة الأحزاب المدنية الموجودة.. وبالتالى سوف نشهد برلمانًا يتمتع بالحيوية والنشاط بقدر معقول. ■ هل تعتقد أن عناصر الإخوان تسللت إلى البرلمان؟ - بالطبع لا، فلو أن عناصر الإخوان تسللوا إلى البرلمان، لكان السلفيون حققوا أصواتًا وهو ما لم يحدث، وقد يكون عنصر أو عدد محدود من العناصر تسللوا ولكن إذا تم اكتشاف ذلك، فلا أحد سيسمح بوجودهم داخل البرلمان. ■ وما السبب فى فشل السلفيين فى الحصول على مقاعد داخل البرلمان؟ - لأن المصريين صاروا يتشككون فى تيارات الإسلام السياسي، التى تخلط بين الدين والسياسة، خاصة بعدما جربوا حكم جماعة الإخوان لمدة عام. ■ ما رأيك فى انخفاض نسبة المشاركة فى الانتخابات؟ - انخفضت لعوامل كبيرة منها سوء الدعاية، والتغير الذى حدث لرئيس الحكومة وسط الحالة الانتخابية، وغلاء الأسعار، ولكن هذه الاسباب لا تعنى على الإطلاق أن الإخوان هم الذين حسموا المشهد، ولا تعنى أبدا أن المصريين فقدوا الثقة فى السيسي. ■ ما توقعاتك لشخصية رئيس البرلمان القادم؟ - ليس لدىّ توقع محدد، فالجميع يتحدث عن المستشار عدلى منصور رئيسا للبرلمان. ■ هل تفضل أن يكون رئيس البرلمان من داخل البرلمان أم خارجه؟ - هذا يتوقف على طبيعة شخصيته، فلابد أن تكون شخصية رئيس البرلمان قانونية متوازنة متسامحة، يستطيع أن ينظم ويدير الحوار ويحترم جميع الآراء ما بين مؤيد ومعارض، وإذا توافرت هذه المواصفات فى أى شخص، فأهلا وسهلا به. ■ ردك على من يطالب بتعديل الدستور؟ - يجب أن نطبق الدستور أولا، وبعد ذلك نطالب بتعديله، وحتى الآن لم أر أن الدستور تسبب فى أى مشاكل تعوق الرئيس السيسى عن ممارسة الحكم، ومن يطالب بتعديله يريد أن يفتح جبهة صدام وخلاف تمزق الجبهة الداخلية، ولا يوجد أى احتياج قوى أو ملح لتغيير الدستور، خاصة أن البرلمان الجديد يرغب فى التعاون مع السيسي.