سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نفسية الحامل تؤثر على الجنين.. خوفها وانزعاجها ينجب طفلا عدوانيًا.. علماء النفس.. استشاري نساء وولادة: مشاعر الأم عبارة عن رسائل يتلقاها الجنين ويتأثر بها وتبلور شخصيته طوال حياته
ارتبطت فكرة الأمومة في المجتمعات القديمة بالألوهية، لوجود اعتقاد بأن المرأة لكونها تنجب فهى مصدر النماء، ورغم أن الحمل حدث فسيولوجي طبيعي يحدث في كل الكائنات الحية إلا أنه يرتبط بالكثير من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تؤثر في استقبال المرأة لهذا الحدث. تقول "رضوى سعيد" ربة منزل: إن حملها كان سببا في طلاقها حيث عانت من تغييرات في السلوك والرغبة في الانعزال، ولم يتفهم زوجها ذلك فوصلا إلى طريق مسدود انتهى بالطلاق، مما أثر على نفسيتها وكرهها للجنين وأدى لرغبتها في التخلص منه لأنه سبب طلاقها. فيما قالت "سارة عبدالله" لم يكن الحمل بالأمر السهل على، فقد كنت محبة للنوم كثيرا في فترة حملي ودائما ما أشعر بالوهن مما جعل وزني في ازدياد وهو ما أثر على حالتي النفسية، وشعرت بأن الحمل يسيء إلى شكلي العام، مما أفقدني ثقتي بنفسي طوال فترة الحمل وشعرت بعدم الارتياح لفكرة استقبال مولودي الجديد. يقول الدكتور "إبراهيم مجدي حسين" استشاري الطب النفسي جامعة عين شمس: تتغير الظروف النفسية للمرأة الحامل بسبب الضغوط التي تتعرض لها وكثيرا ما يكون التغيير لأسباب عاطفية حيث تزيد مستويات العاطفة والانفعال لدى المرأة وتنخفض فجأة ولذلك كثير من المشكلات تبدو بسيطة ومزعجة وتتسبب في الاكتئاب، فتغييرات المزاج تتأثر بها المرأة بصورة واضحة والجنين طوال فترة نموه في الرحم يتلقى باستمرار رسائل من الأم، وهناك دراسات أظهرت أن الجنين يحصل على إشارات كيميائية من خلال المشيمة، التي تشمل بعض علامات الحالة النفسية للأم، مما يجعل الأم والجنين في نفس الحالة النفسية، والأهم من ذلك أن الأشهر الثلاثة الأولى للحمل يرافقها مخاطر الإجهاض بنسبة 25 ٪ فتتطلب الراحة التامة، وقد تحدث هذه المشاعر حالة من القلق والتوتر لدى المرأة الحامل والتفكير حول ما إذا كان حملها سيستمر أم لا، ولذلك وجب على الزوج احتواء الزوجة في كل المراحل التي تمر بها والشعور بما تعانيه من تقلبات مزاجية خلال فترة حملها.. تقول استشاري النساء والتوليد والعقم، الدكتورة "حمدية محمد: إن الاختلافات في الشخصية بين امرأة وأخرى يتوقف عليه طريقة استقبال الحمل والتعامل معه، فالسيدات اللاتي يتقبلن الحمل بسعادة وفرحة رغم متاعبه الجسدية هن الأكثر نجاحا في فترة حملها وتجنبها لكثير من الأمراض والمشكلات، على عكس المرأة التي تكره فكرة الحمل فهي تعاني من الأعراض الجسدية والنفسية طوال فترة حملها، فبعض السيدات يتفاعلن مع الحمل كونه حدثا فسيولوجيا طبيعيا، على العكس ممن يعتبرونه حدثا مخيفا، مما يؤثر على حالتها النفسية ففي أول الزواج يكون له فرحته وزهوته لدى المرأة على عكس المرأة في سن الأربعين فتنزعج وتخجل، على عكس ما تشعر به المرأة العقيم التي انتظرت الحمل لسنوات طويلة بعكس المرأة التي لديها عدد كبير من الأطفال فتصدم بخبر حمل جديد. أما عن الجنين فإن الحالة النفسية له تتأثر بتقبل الأم لفكرة وجود مولود من عدمه ووقتها يشعر الجنين برغبة الأم في تقبله من خلال المواد الكيميائية التي تفرزها غددها ولذلك فإن الحمل المرفوض من الأم غالبا ما ينتج عنه طفل مضطرب نفسيا، عدواني، منطوي، فالجنين تصله رسالة بيولوجية منذ أيامه الأولى بأنه مرفوض، والغريب أن الطفل تظل لديه مشاعر الرفض بعد ذلك حتى ولو تغير موقف الأم منه بعد ولادته.