على مدى أسبوع سخّرت جماعة الإخوان كل منافذها الإعلامية للتفاعل مع الأزمة القائمة بين روسياوتركيا، على خلفية إسقاط أنقرة لطائرة روسيا في 24 نوفمبر الجاري، قالت إنها دخلت الأجواء التركية.. فيما نفت روسيا ذلك، مؤكدة على إن الطائرة كانت تجري استكشافات فوق سوريا. وتقوم جماعة الإخوان بدور الجوقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث ذهبت في تدعيمه باعتباره خليفة المسلمين والسلطان العثماني الجديد، بالرغم من التراجع التركي أمام روسيا.. وظهر التراجع هذا في تصريحات أردوغان، عبر حوار متلفز مع قناة فرانس 24 الفرنسية، وقال فيه إن تركيا لو كانت تعلم إن الطائرة التي تم إسقاطها تابعة لروسيا لكان التصرف اختلف. وكفر عاصم عبدالماجد، القيادي بالجماعة الإسلام والقريب من الإخوان، كل من دعموا روسيا في الأزمة القائمة، قائلًا أمر قطع: "كل من قال اغضب يا بوتن كافر".. ودعم "عبدالماجد" فتواه بأن دعم أردوغان "لازم" لأنه رئيس مسلم أما روسيا دولة "كافرة". وتابع "عبدالماجد" في دفاعه عن دولة أردوغان بأن الرئيس التركي الحالي يحاول أن يعيد تركيا إلى إسلامها، رافضًا الهجوم على أنقرة نظرًا لعلاقاتها بالكيان الصهيوني أو كونها عضوًا في حلف الناتو، أو القوانين التركية التي تقنن بيوت الدعارة، قائلًا "لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها وما تنتقدوه هو إرث الماضي يحاول أردوغان محوه". واتفق معه طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية، والهارب في الخارج، الذي دعم هو الآخر تركيا.. واتفق محللون على أن موقف الإخوان وحلفائها تجاه الأزمة التركية الروسية ما هو إلا رد للجميل وخشيه على التمويل التركي للإخوان. وهو ما ذهب إليه يسري العزباوي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الذي قال ل"البوابة نيوز" إن الدعم الإخواني لتركيا مبرر لثلاثة أسباب أولها: هو إن تركيا مفروض عليها بسبب الأزمة الراهنة تضييقات من روسيا ما سيؤثر سلبًا على التمويل التركي للإخوان والذي استمر لمدة تزيد عن العامين.. وتابع إن السبب الثاني يظهر في عدم وجود بديل للجماعة غير الارتماء في حضن تركيا، خاصة وأن المشهد المصري اكتمل بالانتخابات البرلمانية. واختتم أسبابه بأن تركيا كان لها دور كبير في السماح للإخوان بالتطاول على مصر من داخل أراضيها، مشيرًا إلى أن تركيا ساهمت في ذلك أكثر من الذي ساهمت به قطر. من جانبه قال سامح عيد، القيادي الإخواني المنشق، إن الخطاب الإعلامي الذي تتبناه جماعة الإخوان في دعم أردوغان مفهوم في ظل الموقف التركي المؤيد للجماعة. وأضاف -على الأسباب السابقة في دعم الإخوان- أن المشروع التركي يلبى شغف الجماعات في وجود دولة إسلامية موحدة تحت لواء خلافة. ولفت إلى أن الإخوان في العادة يتجاهلون الاخبار التي لا تصب في صالحهم، مشيرًا إلى انهم يهمهم أن يبقى أردوغان رمزًا للرئيس الإسلامي حتى يقارنوا نظامه بما يحدث في مصر ومن ثم يقولون إن التجربة التركية أفضل. من جانبه فسر الدكتور قدري حنفي، أستاذ علم النفس السياسي، تجاهل الإخوان للتراجعات الأردوغانية، في الوقت الذي يصرون فيه على التركيز على التصريحات العنترية، بأن هذا نوع من التجاهل المتعمد سببه الإعجاب الشديد بالتجربة التركية لدى الإخوان. وأضاف أن الإعجاب الإخواني بأردوغان، متواجد من قبل الإطاحة بالجماعة من حكم مصر، مشيرًا إلى أن هذا الإعجاب تضخم بشكل ملحوظ بعدما وافق الرئيس التركي على استضافة الإخوان في أنقرة وتمويلهم والسماح للتنظيم بالإقامة داخل تركيا.