تحت رعاية وبمشاركة الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون انطلقت مساء أمس الخميس، بالقاهرة أعمال مؤتمر "السرياليون المصريون من منظور عالمي" الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع معهد دراسات الحداثة المقارنة بجامعة كورنيل في نيويورك وبرنامج الثقافات البصرية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، وشارك فيه خليفة الطنيجي القائم بالأعمال بالإنابة بسفارة دولة الإمارات العربية المتحدةبالقاهرة. وقالت الشيخة "حور" في كلمتها في افتتاح المؤتمر: "إننا في لحظة فارقة نضيفها إلى التاريخ الحافل الذي يجمع بين إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة وبين جمهورية مصر العربية والذي يعد تاريخا من التعاون المشترك والعلاقات المثمرة التي كان العمل الثقافي والإنساني منطلقها وغايتها والذي أسفر سابقا عن الكثير من النتائج الحاسمة التي أكدت أهمية المشروع الريادي الذي تقوم به إمارة الشارقة في دعم وتطوير واقع الفن في المنطقة والعالم وأهمية الدور الذي تقوم به مصر كمحرك للوجدان العربي. وأعربت الشيخة حور عن املها أن يحقق هذا اللقاء غاياته النبيلة في توثيق حركة الفن السريالي في مصر ضمن سياقها التاريخي والسياسي وعلى المستويين الإقليمي والعالمي باعتبار أن هذه الحركة تمثل واحدا من أهم فصول الحداثة منذ أواخر الثلاثينيات وحتى مطلع الستينيات في القرن الماضي. وأشارت الشيخة حور إلى أن هذا المؤتمر يأتي ضمن المشروع المتكامل لمؤسسة الشارقة للفنون الذي تسعى من خلاله إلى دفع عجلة الفن إلى الامام والارتقاء بالواقع الفني والثقافي عبر إقامة الشراكات ومد جسور التعاون مع مختلف المؤسسات الفنية والثقافية عربيا وعالميا، مضيفة أن هذا المشروع الذي إقامته المؤسسة بالتعاون مع معهد دراسات الحداثة المقارنة بجامعة كورنيل وبرنامج الثقافات البصرية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة يمثل أحد ثمار هذا التعاون. ونوهت الشيخة حور إلى أنه سوف يعقب هذا المؤتمر معرض متجول بعنوان "حين يصبح الفنحرية: السرياليون المصريون" حيث سيتم افتتاحه في الشارقة عام 2017 على أن ينتقل إلى مصر ومن ثم إلى العديد من المحافل الفنية في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا. ووجهت الشيخة حور الشكر والامتنان إلى كل من ساهم في جعل هذا الحلم النبيل حقيقة نعيشها الآن. ويركز المؤتمر الذي تستمر أعماله على مدى ثلاثة ايامعلى تاريخ وتطور جماعة الفنانين السرياليين المصريين وعلاقتهم المعقدة بنظائرهم في الغرب وخاصة فرنسا، وسيوثق كذلك أحد فصول الحداثة منذ أواخر الثلاثينيات وحتى أوائل الستينيات من القرن الماضي، مبرزا وجوهها المتعددة وامتداداتها واشتباكاتها على المستوى العالمي خلال القرن العشرين. يشارك في المؤتمر مجموعة متميزة من الباحثين والنقاد والفنانين المعنيين بالقضايا المتعلقة بالفن السريالي في مصر ومن ضمنهم عماد ابوغالي،بشير السباعي، عادل الآسيوي، سمير غريب، مانثيا دياوارا، جانكولومبيين، مي تلمساني، ومنى خازندار. ويقدم المشاركون أوراقهم البحثية التي يتنوع محتواهاما بين نشأة السريالية والدور الجوهري الذي لعبتهعلى المستوى الفني والسياسي في تاريخ الفن المصريوالعالمي وأبرز رموزها إضافة إلى واقعها المعاصرودورها الحالي على مستوى الساحة الفنية في مصر. وخلال سلسلة من المناقشات يستعرض المؤتمر الخليفةالتاريخية للسريالية المصرية وعلاقاتها بالسرياليات الاخرى وتعبيراتها العالمية وفلسفتها وجمالياتها فيمايتعلق بتجربة الحداثة في الفن المصري. ومن المقرر أن يلي المؤتمر معرض متجول بعنوان حين يصبح الفن حرية:السرياليون المصريون "1938-1965" والذي سيتم افتتاحه في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2017على أن ينتقل إلى القاهرة وربما إلى مواقع أخرى في أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط وآسيا في المستقبل. ويهدف هذا المشروع إلى تسليط الضوء على قصة الجماعة السريالية المصرية وهي الجماعة الأقل صيتا على الرغم من كونها الأوفر نشاطا من بين كافة الحركات السريالية خارج الغرب منذ أواخر الثلاثينيات وحتى أوائل الخمسينيات من القرن الماضي. ويسعى كل من المعرض والمؤتمر إلى توثيق واحد من أهم فصول الحداثة وإبراز وجوهها المتعددة وامتداداتها واشتباكاتها على المستوى العالمي خلال القرن العشرين.