انطلقت أعمال "مؤتمر الاتحاد من أجل المتوسط: نحو أجندة تنموية مشتركة للمتوسط"، اليوم الخميس ببرشلونة، بمشاركة عدد من وزراء الخارجية وكبار المسئولين ولفيف من الشخصيات السياسية في دول شمال وجنوب المتوسط ال 43، إضافة إلى ممثلين عن المنظمات الإقليمية المعنية في أكبر حشد دولي على هذا المستوى بين دول المتوسط منذ إطلاق الاتحاد عام 2008. وقد بدأت أعمال المؤتمر باجتماع غير رسمي لدول الاتحاد برئاسة فيديريكا موجريني، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوربي، وناصر جودة نائب رئيس ووزير خارجية الأردن (الرئاسة المشتركة للاتحاد)، كما شارك في الاجتماع وزير خارجية إسبانيا مارجايو، والسفير حمدى لوزا نائب وزير الخارجية رئيس وفد مصر، وفتح الله السجلماسى أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط. ويشير موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أنه وبالطبع فقد تصدرت الاجتماع الأوضاع في المنطقة؛ وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب والتطرف والقضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا وليبيا وتداعياتها على المنطقة. وأكد المشاركون على أهمية ومحورية دور الاتحاد من أجل المتوسط كأداة مهمة في ضوء أهمية دوره لتعزيز التعاون الإقليمي ودفع التنمية بالمنطقة، كما أشادوا بدور أمينه العام في هذا الصدد. ويناقش المؤتمر الذي تستمر أعماله لمدة يوم واحد سياسة الجوار الأوربية، حيث سيبحث كبار المسؤولين والشخصيات البارزة وممثلو المنظمات الإقليمية والمؤسسات المالية الدولية، فضلًا عن أصحاب المصلحة الإقليميين الرئيسيين من المجتمع المدني والقطاع الخاص والسلطات المحلية، أنشطة الاتحاد من أجل المتوسط وإنجازاته، وآفاق التعاون في السنوات المقبلة من أجل مستقبل أفضل لمنطقة البحر المتوسط. كما سيلقي المؤتمر الضوء على سبل الترويج لأجندة مشتركة موجهة نحو النتائج للاتحاد من أجل المتوسط من خلال العمل الفعال والمنسق لصالح التنمية الاجتماعية الاقتصادية للمنطقة. وتشمل أعمال المؤتمر ثلاث جلسات عمل متزامنة الأولى حول "النمو الشامل وتوظيف الشباب" وتناقش التحرك الجماعي والإجراءات التنسيقية التي يمكن اتخاذها لخلق فرص عمل في المنطقة، سبل تعظيم قدرة القطاع الخاص في المنطقة لتعزيز فرص العمل لخلق وتعزيز فرص العمل والمساهمة في النمو الشامل، فضلا عن العمل على تحسين صياغة المبادرات الإقليمية والوطنية والمحلية في هذا الصدد، وذلك في ضوء ما تشهده دول جنوب وشرق المتوسط من نمو سريع بالنسبة للسكان في سن العمل إذ أن ما يقرب من 60٪ من سكان المنطقة هم اليوم تحت سن 30 وعدد من الشباب.. أما في منطقة الشرق الأوسط، فهناك 2.8 مليون شاب يدخلون سوق العمل كل عام، حيث يمثل توظيف الشباب اليوم تحديا أساسيا للمنطقة بأسرها. وتبحث جلسة العمل الثانية التي تعقد تحت عنوان "التنمية المستدامة" كيفية الربط بين العمل الإقليمي والأجندة العالمية الخاصة بالتنمية المستدامة، وخاصة على ضوء مشاركة الاتحاد من أجل المتوسط في الجهود العالمية من خلال المساهمة، على الصعيد الإقليمي، ومن خلال إجراءات عملية، لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة الأورو-متوسطية. أما الحلسة الثالثة والأخيرة فستتركز على "تمكين المرأة" لمناقشة كيفية تحسين وتعظيم تأثير السياسات العامة في مجال المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وكيفية الحد من الفجوة بين السياسات المعتمدة ومستوى تنفيذها، بخلاف أفضل الآليات لتحسين المشاركة الاقتصادية للمرأة باعتبارها وسيلة لضمان تنمية مستدامة وشاملة في المنطقة. ويذكر أن المؤتمر يعقد بعد مرور ثلاث سنوات على تولي الاتحاد الأوربي والمملكة الأردنية الهاشمية الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط، الذي دُشن في باريس في عام 2008، كما يتزامن انعقاده مع الذكرى العشرين ل "إعلان برشلونة" الذي دشن الشراكة الأورومتوسطية. ويهدف المؤتمر إلى تحديد أجندة إنمائية مشتركة لمنطقة البحر المتوسط ومناقشة المضي قدمًا من أجل أجندة معزَّزة للتعاون الإقليمي في منطقة البحر المتوسط، وذلك في إطار الحجم المتزايد للتحديات المشتركة في منطقة البحر المتوسط.