أعلن مكتب مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان يوم الأربعاء أن الأوحال -الناجمة عن انهيار سد في منجم فالي لاستخراج خام الحديد بالبرازيل في مستهل الشهر الجاري- سامة. يتناقض هذا الإعلان مع ما أعلنته شركة ساماركو المسئولة عن إدارة السد من أن المياه والأوحال والنفايات المعدنية ليست سامة. كان انفجار سد ساماركو وهي شركة استثمارية مشتركة لاستخراج خام الحديد قد أدى لتدفق 40 مليون متر مكعب من الأوحال إلى واد ونهر في الخامس من الشهر الجاري ما أسفر عن مقتل 12 شخصا فيما لا يزال 12 في عداد المفقودين. وقال مكتب الاممالمتحدة نقلا عن "أدلة جديدة" في بيان: إن النفايات "تحتوي على مستويات عالية السمية من المعادن الثقيلة والمواد الكيماوية السامة الأخرى". ولم يذكر المكتب الدراسات التي استند اليها بشأن هذه الأدلة أو الجهة التي أجرتها فيما لم يتسن الاتصال بمتحدث باسم المكتب في جنيف للتعليق. وقالت منطقة مناجم ساماركو: إنها كانت تجري عمليات تفتيش وإصلاحات طارئة لسدين يتعرضان لمزيد من مخاطر الانهيارات في شبكة الخزانات وانها تتخذ مختلف الاحتياطات الممكنة لتقديم مساعدات طارئة للمتضررين من الانهيار مع الحد من الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الناجمة عن الكارثة. وقالت ساماركو في بيان لها لا: إن فحص عينات من الأوحال قبل الكارثة وبعدها -التي تتضمن الماء وأكاسيد الحديد والسيليكا والكوارتز- أظهر انها لا تمثل أي خطر على صحة الإنسان ولا تتضمن تلوثا للمياه، مضيفة أن المترسبات ليست سوى الطفلة والغرين الناجمة عن معالجة التربة التي تحتوي على خام الحديد وانها مواد "مستقرة من الناحية الكيميائية". ورفضت شركة " بي اتش بي بيليتون " المشاركة في ملكية منجم فالي التعليق على تقرير الاممالمتحدة لكنها قالت إنها تحاول الاتصال بمقرر المنظمة الدولية لتفسير تعليقاته. وانتقد التقرير رد فعل الشركات والحكومة البرازيلية "غير الكاف" قائلة "كان يتعين على الحكومة والشركات أن تبذل قصارى الجهد للحيلولة دون وقوع مزيد من الاضرار". كان انهيار السد في منطقة المناجم بالبرازيل أدى إلى قطع مياه الشرب عن ربع مليون نسمة فضلا عن تراكم رواسب برتقالية كثيفة بالمسطحات المائية قد تؤدي إلى الاضرار بالمنظومة البيئية عدة سنوات قادمة. يقول العلماء إن المترسبات -التي قد تحتوي على مواد كيميائية تستخدم في المنجم لتنقية شوائب خام الحديد- قد تؤدي إلى تغيير مسار القنوات المائية مع زيادة كثافة المياه فضلا عن تراجع المحتوى الاكسجيني في المياه مع خفض خصوبة ضفاف الأنهار والرقعة الزراعية التي تمر بها المياه الملوثة المتدفقة وذلك فيما يؤكد ملاك المنجم مرارا بان هذا التدفق ليس ساما. وقال مسئولون إن كثافة تدفق الأوحال ستؤدي إلى صعوبة العمليات الزراعية مع تراكم مزيد من الطمي على قيعان الأنهار والقنوات ما يغير من تركيبة المياه فيما يقوم الباحثون بتحليل هذه المياه ومن المقرر ظهور النتائج في غضون الاسابيع القادمة. ومن بين المواد المحتمل وجودها ايثير الأمين التي يشيع استخدامها في مناجم البرازيل لفصل السيلكا عن خام الحديد وهي مادة لا تتحلل بسهولة وذات سمية للكائنات البحرية مع قدرتها على رفع درجة حموضة المياه الضارة بالبيئة. وأثار انهيار السد والانهيارات الطبينية الناجمة عنه نداءات بايجاد اساليب آمنة للتخلص من ملايين الأطنان من نفايات خام الحديد التي تتراكم خلف السدود. وأصبح تخزين ومعالجة نفايات خام الحديد التي تشبه الأوحال من المسائل الرئيسية المتعلقة بالبيئة والأمان لأنها قد تكون سامة ما يستلزم عزلها. وقارنت رئيسة البرازيل ديلما روسيف هذه الكارثة بحادثة التسرب النفطي الذي حدث في خليج المكسيك عام 2010 ووصفتها وزيرة البيئة البرازيلية ايزابيلا تيكسييرا بأنها "كارثة بيئية".