منذ نكبة العرب في الأراضي الفلسطينية عام 1948 حتى الآن حكم العرب نحو 121 حاكما ما بين ملكا ورئيسا وأمير ولا تزال القدس تحت الحكم الإسرائيلي. وفي هذه الأيام تمر فلسطين بانتفاضاتها الثالثة تحت مسمى " انتفاضة السكين " ولم نرى أي رد فعل عربي اتجاه ما يحدث من قبل الاحتلال إلا الشجب والإدانة. واستكمالا لملفنا " رؤساء الوهم وملوك الهزيمة" والذي نتحدث فيه عن دور ملوك ورؤساء العرب في القضية الفلسطينية العربية، حاورنا الدكتور منصور عبدالوهاب المحلل، السياسي والمتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي ومترجم اللغة العبرية للرئيس الأسبق حسني مبارك. وتحدث عبد الوهاب عن دور حكام وملوك العرب في القضية الفلسطينية، كاشفا أن جماعة الإخوان الإرهابية حاولوا أن يفسدوا القضية وإهداء الضفة الغربية لإسرائيل كما فعلت الأردن من قبل. وإلى نص الجزء الأول من الحوار: - بداية، منذ النكبة حتى الآن حكم العرب الكثير، ولم تتحرر القدس، لماذا إذا؟ أساس المشكلة الفلسطينية أنه لم يكن هناك وعى قوى أو وطني في الدول العربية أثناء فترة التجهيز لإنشاء الدولة اليهودية في فلسطين، غياب هذا الوعى جعل الشعوب العربية والحكام على عدم دراية أو فهم جيد لما يحدث على ارض الواقع. فالجماعات التي تأتى من أوربا ماذا تفعل؟ ولماذا تأتى؟ الأمر الثاني وهو المشكلة الأكبر أن كثير من بلدان الوطن العربي وقت النكبة كانت تحت الاحتلال، وفلسطين أيضا كانت وقتها تحت الحكم العثماني ومن ثم استلمها الانتداب البريطاني مع عدم وجود حدود فاصله وتثبيت لأركان الحكم العربي أدى إلى أن الجماعات اليهودية الصهيونية تنزح بأعداد كبيرة وتتسلح بالسلاح وتفعل ما تشاء في ظل غياب أي وعى قومي موجود لدى حكام المنطقة.. وفى عام 48 هزمت الجيوش العربية وقامت دولة إسرائيل وحتى هذه اللحظة كانت مصر هي الدولة الوحيدة التي حملت القضية الفلسطينية واعتبرتها قضية أمن قومي بصرف النظر عن التفاوت بين حجم ما قدمه الحكام المصريين كلا على حدى. وماذا عن قضية الأسلحة الفاسدة التي اتهم فيها الملك فاروق؟ لا أعلم حقيقة الأمر، إذا كان الملك فاروق متورط في هذه القضية أم لا، نحن في العالم العربي لا نملك الكشف عن وثائق سريه ولا نملك حقائق، فالحقائق دائما في خزائن وأحيانا يموت أصحابها ويرحلون ولا نعلم نحن عنها أي شيء، بدليل أنه إلى اليوم لم تظهر أي وثائق عن هزيمة 5 يونيو1967، ولكن من على الجانب الأخر إسرائيل كشفت عن عدة وثائق للنكسة ولحرب أكتوبر، الحقائق بتغيب ومع مرور الزمن تنشأ حقائق مزيفه من قبل أشخاص، واحيانا نرى أكذوبة تكبر إلى أن تصبح حقيقة. - وهل تغيب هذه الحقائق يكون بصورة متعمده من قبل السياسيين الكبار والحكام؟ طبيعة الحكم العربي أنه حكم غير ديمقراطي، فالديمقراطية تكفل لي حق المعلومة وأن أعرف ما يدور بداخل الدولة، وبالتالي كل الدول العربية ليس بها ديمقراطية وتظل الحقائق في يد من صنعوها فتخفى احيانا حفاظا على شكل معين سواء كان " حاكما أو أسره معينه في دولة ما، وبالتالي تغيب كل تلك الحقائق عنا. ثانيا تجد دائما حلقات الصراع مرتبطة بمصر أكثر من أي دولة عربية أخرى فمنذ الملك فاروق خرج على أيامه الجيش المصري للحرب في فلسطين، وانا ازعم وفق الوثائق الإسرائيلية التي قرأتها ودرستها أن الجيش المصري هزم لعدم اشتراك بقية الجيوش العربية على بقية الجبهات بصورة فعاله فأصبح الجيش الصهيوني يواجه جبهة واحده وهى الجبهة المصرية لكنه لو واجه الجبهة العراقية والسورية والأردنية مع المصرية لم يكن ليبني كيانه المغتصب وهذا من ضمن الحقائق الغائبة عن القارئ العربي. من ناحية أخرى أستطيع أن أقول أنه منذ جمال عبد الناصر حتى الآن القضية الفلسطينية هي الهم الأول لكل الحكام المصرين ولكن اختلف تناول كل حاكم مع القضية لأنه وبكل بساطه لكل حاكم منهم عصر يمتلك طبيعة ومفردات مختلفة عن من قبله أو بعده، فما كان يفعله عبد الناصر لا يستطيع أن يفعله السيسي اليوم، في وقت عبد الناصر كان المناخ العام والتوازن الدولي مختلف ووجود قوى دول عدم الانحياز والتي كان لها دور وتأثير مهم وكبير والأن لم يعد لها تأثيرا على الإطلاق، وأيضا كان هناك الكثير من الدول العربية تحت الاحتلال فكان جمال عبد الناصر يسعى لاستقلال عدد من الدول العربية كالجزائر وليبيا واليمن مع التحفظ على الأخطاء التي حدثت في اليمن ولكن في النهاية كان هناك دورا وموقف آخر يختلف تماما عن ما نحن فيه الآن. ازعم أيضا أن الوضع أيام عبد الناصر كان أسهل بكثير مما نحن فيه الآن لأن العدو كان واضحا والصورة كانت واضحه إلى حد كبير، أما الآن أنت تتعرض لمؤامرة كبرى عناصرها خارجيه وداخلية، وهناك تعمد إهمال من قبل عناصر ما لإظهار أن الدولة المصرية ضعيفة وانها لا تقدم خدمات. لكن هناك قاسما مشتركا بين جميع الحكام المصرين سواء جمال عبد الناصر أو السادات أو مبارك أو عدلي منصور أو السيسي أنهم لا يتنازلون عن شبر واحد من الأرض المصرية وخيارهم في القضية الفلسطينية الدعم للشعب الفلسطيني وليس دعم الفصائل على حساب هذا الشعب، وأسقط في حوارى الرئيس الأسبق محمد مرسي.