ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن قصف تركيا لطائرة مقاتلة روسية أمس، يعتقد أنها المرة الأولى التي يقصف فيها أحد أعضاء حلف الناتو طائرة روسية منذ الحرب الباردة، ينذر بتصعيد خطير في التوترات الدولية. وتساءلت الصحيفة - على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - عن عواقب هذا الأمر بالنسبة لروسياوتركيا، وأوردت قول مراسل الشئون الدفاعية والدبلوماسية بها كيم سينجوبتا الذي يرى أن العلاقات بين البلدين قد تتضرر بشدة. وأشار سينجوبتا إلى "اللهجة القوية بشكل استثنائي" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء اتهامه لتركيا بالعمل كشريك للإرهابيين، موضحًا أن هذه اللهجة وجهت إلى دولة تمتعت نسبيًا لعلاقات جيدة مع روسيا، وأن الدولتين كان بينهما خلافات بشأن سوريا ولم تكن تركيا راضية عن دعم روسيا للرئيس السوري بشار الأسد، ورغم ذلك ظلت العلاقات ودية، لكن يبدو أنها قد تحطمت بالفعل الآن. وحول ما إذا كانت تلك الأزمة قد تشكل بداية لحرب جديدة، نقلت الصحيفة عن شاشانك جوشي، خبير شئون الشرق الأوسط بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، قوله إن الجمع ما بين المجال الجوي السوري الذي أصبح مزدحمًا أكثر من أي وقت مضى وتكتيكات روسيا للتحقيق فيما جرى والتوترات الدبلوماسية يشكل "مزيجًا سامًا بحق يمكن أن يندلع بسهولة إلى أزمة". وأضاف جوشي أن الوضع خطير لأن روسيا ربما تكون تتعمد التحقيق بشأن المجال الجوي التركي لأسباب عسكرية وسياسية أيضًا، وهذه الأشياء تمضي قدمًا دائمًا بشكل لا يمكن التنبؤ به. ورأى كير جيليس من المعهد الملكي البريطاني للشئون الدولية أن تصعيد الوضع ليس من مصلحة كل من تركياوروسيا، وقال "أنقرة أوضحت مرارا للروس طبيعة العواقب التي ستحدث إذا انتهكت طائراتهم المجال الجوي التركي، وانه بينما قال الروس إن طائرتهم لم تنحرف عن المجال الجوي السوري، لا تتمتع موسكو بالمصداقية نظرا لمزاعمها حول إسقاط طائرة ماليزية فوق أوكرانيا العام الماضي". وأضاف جيليس أن "قواعد اللعبة كما وضعتها تركيا في هذه المنطقة هي قواعد تفهمها روسيا جيدا"، ورأى أن "الرد المعتدل إلى حد ما من روسيا يوحي بأنها مدركة بالفعل أنها لن تخرج منتصرة في هذا الموقف". ورجحت الصحيفة ألا تؤدي مشكلة قصف الطائرة الروسية إلى تغيير روسيا لعملياتها في سوريا، وقالت إن الطائرات قد تصبح أكثر حذرا عند الاقتراب من المجال الجوي التركي وتقوم بمهام بينما تحلق على ارتفاع منخفض لكن يبدو أن التزام الكرملين بدعم حليفه بشار الأسد لن يتغير.