دعا وزير الثقافة حلمي النمنم إلى تضافر الجهود لإنقاذ تراث الأمة العربية وثقافتها والتصدي للمخططات التي تحاك للأمة العربية وثقافتها للرجوع بها للخلف، مشددا على أن الامة العربية لن تتحرك إلى الامام بدون شبابها. وحذر وزير الثقافة في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمهرجان الشباب العربي للثقافة والفنون واحياء التراث، الذي انطلقت أعماله اليوم بمقر الجامعة العربية، والذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة بحضور الأمين العام للجامعة العربية وعدد كبير من المسؤولين والوزراء المعنيين بشئون الثقافة والتراث بالدول العربية ومن بينهم وزير الشباب المهندس عبدالعزيز ووزير الإعلام وزير الدولة لشئون الشباب العربي بالكويت الشيخ سلمان السالم الحمود، من استقطاب الشباب العربي إلى مناحي التطرف والإرهاب منبها إلى خطورة إلصاق تهم العنف والإرهاب بالعرب والمسلمين خاصة في ظل تصاعد الاحداث التي تشهدها العديد من دول العالم والتي تورط فيها للأسف شباب عربي. ودعا وزير الثقافة إلى تكثيف الجهود للحفاظ على تاريخ الامة العربية والإسلامية وحضارتها، مضيفا أن تراثنا ليس فقط بن تيمية، وحاضرنا ليس البغدادي بل هناك العديد من الرموز التي اثرت في العالم وثقافته وحضارته وساهمت في تنوير البشرية. من جهته حذر الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي من مخاطر الحملات الخارجية الشرسة التي تتعرض لها الأمة والتي تستهدف النيل من ثقافتها وتراثها الفكري، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل الحفاظ على التراث العربي وبناء جيل من الشباب قادر على تأصيل الهوية العربية وتعزيز روح المواطنة. من جهتها أكدت مشيرة أبو غالي رئيس مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة ضرورة الحفاظ على تراث الامة وثقافتها والتي هي صاحبة الفضل الأكبر على أوربا ونقل الحضارة اليها. وحذرت أبو غالي من المحاولات الرامية لتشويه التاريخ العربي ومسخ حضارته وتغييب عقوق الشباب، مؤكدة أن محاربة التطرف الفكري تتطلب تقويم اساليب العمل واحياء التراث والحفاظ على التاريخ وتفعيل مشاركة الشباب في مقاومة مخططات التطرف. واستعرضت ابوغالي جهود المجلس للحفاظ على التراث والعروبة منوهة بمبادرة تراثي اصل عروبتي التي اطلقها المجلس منذ عدة سنوات، كما طالبت الجامعة العربية بوضع مهرجان الشباب اجيال تحفظ تراث الأمة على اجندة المجلس الوزارية التابعة للجامعة وتدوير انعقاده كل عام في دولة عربية. وبعثت أبو غالي ببرقية تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي تقديرا لجهوده الرامية لتوحيد الصف العربي ومواجهة المخططات الرامية لضرب الاقتصاد المصري وزعزعة استقرار البلاد. من جانبه أكد الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام الكويتي رئيس مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمهرجان، حرص دولة الكويت على الاهتمام بإبراز معالم الفنون الشعبية والتراث ونشرها من خلال الشباب وذلك بتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية يشرف عليه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت تتضمن مجالات مختلفة، كالإخراج والكتابة والحرف اليدوية. كما أقام دورات تدريب لكوادر إعلامية قادرة على تحقيق التواصل بين الأجيال. وفيما يخص التراث الشعبي قال أن الكويت أولت اهتمامًا كبيرًا بإنشاء قريتين له آخرهما "قرية صباح الأحمد التراثية" التي افتتحها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر في التاسع والعشرين من يناير 2014، وتضم العديد من المجسمات التراثية والحرف اليدوية والمهن القديمة، وذلك تأصيلا للموروث الثقافي لدى الأجيال الحالية والقادمة. وأضاف أن الكويت تقيم سنويا مهرجان القرين الثقافي بهدف الارتقاء بالحركة الثقافية والفنية وتعميق الموروث الثقافي والذي يأتي بالتزامن مع انطلاق فعاليات هذا العام احتفالاتها بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام2016 من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. وأوضح أن الكويت سبق ومن خلال وزارة الدولة لشئون الشباب عملت على احتضان الشباب ورعايته وتبني أفكاره وترجمتها إلى برامج هادفة بمشاركة المجتمع المدني لتحويله إلى واقع ملموس وذلك صونًا لهم من الوقوع في براثن العنف والتطرف وقيادتهم إلى المشاركة الإيجابية في بناء الوطن. وعرض الوزير عددا من النماذج التي تقوم بها الوزارة في هذا الشأن ومنها تبني حملات إعلامية لنشر ثقافة التسامح بين الشباب، ودعم حملات الشباب في جامعة الكويت لمواجهة ظاهرة العنف كحملة "بصمة ضد العنف"، وبرنامج"فصيح لدعم التحدث باللغة العربية الفصيحة"، وبرنامج واثق لغرس مبادئ الثقة بالنفس لدى الشباب. وأشاد بجهود وزارات الشباب في الدول العربية في تنفيذ الاستحقاقات الشبابية العربية، كما ثمن موقف الأمين العام للجامعة العربية لتوفير الدعم المطلوب لقضايا الشباب العربي. وأوضح أن حجم المسؤوليات المجتمعية الملقاة على عاتق مجلس الشباب العربي تجاه الشباب والشابات العرب، هي مسؤوليات نسعى لتفعيلها لرعايتهم بدءًا من مرحلة النشء والطفولة مرورا بمرحلة الرشد حتى مرحلة النضج والشباب. وأكد أن دولة الكويت تؤمن أن أطفال وشباب اليوم هم رجال ونساء الغد ليكونوا على المستوى المأمول مستقبلا، ومن هناك كانت أهمية التربية لتحقيق هذه الغاية ولهذا أعلنت الكويت موقفها أمام منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلو والثقافة"اليونيسكو" تأييدها لمبادرة المنظمة العالمية "حماة التحالف الدولي متحدون من أجل التراث". كما أعلنت الكويت موقفها المتصدي للمجموعات الإرهابية التي تهدد التراث الإنساني من خلال رسالتها في المؤتمر الثامن والثلاثين لمنظمة اليونيسكو والذي عقد مؤخرًا في باريس وكرم المهرجان الأول للشاب العربي للثقافة والفنون وإحياء التراث "أجيال تحفظ تاريخ الأمة خلال فعالياته، عددًا من رموز النضال العربي، والذي ينظمه مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة، تحت رعاية كل من جامعة الدول العربية ووزارة الشباب في مصر وتضمنت قائمة المكرمين كل من الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر وتسلم عنه درع التكريم نجله عبد الحكيم جمال عبد الناصر، والمغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وقد تسلم الدرع عنه الأميربندر بن خالد بن فيصل آل سعود، والرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات وتسلم الدرع عنه السفير أحمد حجازي، والمغفور له الشيخ زايد آل نهيان، وتسلم الدرع هاني محمد بن هويدن عضو المندوبية الدائمة لدولة الإماراتالعربيةالمتحدة بالجامعة العربية، والملك المغربي الراحل محمد الخامس وتسلم الدرع سفير المملكة المغربية ومندوبها الدائم في الجامعة العربية السفير سعد العليمي، والرئيس الجزائري المناضل الراحل أحمد بن بيلا، والمناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وقد تسلم الدرع أحمد مراد مرحوم القائم بأعمال السفارة الجزائرية بالقاهرة، ورئيس الوزراء اللبناني الشهيد رفيق الحريري وتسلم الدرع نجله سعيد. ومن المقرر أن يستكمل المهرجان فعالياته في مدينة شرم الشيخ حتى 28 نوفمبر الجاري.