سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جدل حول إجراءات فرنسا ردًا على الهجمات الإرهابية الأخيرة.. "عبدالوهاب": درس مهم يجب أن تستفيد منه القوى السياسية والمجتمعية.. "سيدهم": كيل بمكيالين.. "عاطف": أمريكا وأوروبا تتغنى بالحريات وتنتهكها
إجراءات فرنسا ردًا على الهجمات الإرهابية الأخيرة تثير حالة من الجدل.. عبد الوهاب: درس مهم يجب أن تستفيد منه القوى السياسية والمجتمعية.. سيدهم: كيل بمكيالين.. "عاطف: أمريكا وأوربا تتغنى بالحريات وتنتهكها وقت اللزوم على خلفية الأحداث الأخيرة والهجمات الإرهابية التي فاجأت فرنسا وبعد اتخاذها عدد من الإجراءات الاستثنائية لمواجهة الإرهاب والتحقيق في تلك الهجمات، متمثلة في غلق حدودها والتفكير في غلق بعض المساجد والزوايا التي يروج أئمتها والمصلين فيها للفكر المتطرف الرافض للأخر، وما تمثله من ردة وتجاهل لقيم حقوق الإنسان والحرية الشخصية وحرية المعتقد وممارسة الشعائر، ما يراه البعض من المحللين السياسيين بمثابة "كيل بمكيالين"، حيث وجهت اتهامات لمصر بالتضييق على الحريات وحقوق الإنسان عندما اتخذت إجراءات أقل حدة لمحاربة الإرهاب. أكد د. "أمين عبد الوهاب" المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن فرنسا وغيرها من الدول عندما تتخذ أي إجراءات للحفاظ على الدولة في لحظات التهديد الحقيق لها فالحديث عن الحقوق والحريات يكون نوعا من الرفاهية، منوها إلى ما خلق حالة الجدل الدائر تجاه تلك الإجراءات هي حالة الازدواجية التي أوجدها الغرب نفسه في التعامل مع قضايا مشابهة في دول أخرى. وكشف "عبد الوهاب" أن فرنسا اتخذت جميع الإجراءات التي تدينها ويدنها الغرب وأمريكا في الأحوال العادية من احتجاز وإسقاط الجنسيات وغلق المساجد والزوايا وتحديد الإقامة وكل هذا يتم في إطار توافق مجتمعي وإجماع والتفاف من قبل القوى السياسية، وهو ما يجب أن يكون درسا يستفاد منه عندنا في مصر في مثل الأحداث المشابهة والتي تتغلب فيها مصلحة الوطن على ما دونها من متطلبات. أوضح "الفريد وجيه سيدهم" الباحث السياسي بالمرصد الإعلامي للشرق الأوسط أننا يجب أن نفهم عقلية وتوجهات السياسات وصنعها في دول أمريكا وأوربا، حيث هناك توجه عام أصبح سائدا استحدثته أمريكا عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، فيما وصفته بالحرب على الإرهاب وصل لحد التنصت على عديد من الشخصيات سواء في أمريكا أو في مختلف دول العالم، كإجراء وقائي ترى أن متطلبات الأمن القومي تفرضه، وهو ما كان متناقضا مع قيم حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي وحرية العبادة وإقامة الشعائر. وأضاف "سيدهم"، أنه في فكر واضعي سياسات تلك الدول بما فيهم فرنسا يعطي أولوية وأهمية قصوى لضمانات الأمن القومي والمصلحة العليا للبلاد على حساب ما سواها من المفاهيم الراسخة في أنظمتها السياسية، تماما كأمريكا التي كانت حريصة على تصدير فكرة الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي لدول الشرق الأوسط ثم ما لبثت أن تخلت عن بعض مظاهر تلك الديمقراطية في حربها على الإرهاب، فيما يمكن وصفه بأنه "كيل بمكيالين". وطالب الباحث السياسي بتفعيل الجهود التي من شأنها محاربة الإرهاب سواء في مصر أو غيرها من الدول والنظر إلى المصلحة العليا للبلاد اقتداء بسياسات تلك الدول ووفقا لمقتضيات الأمور. وفي نفس السياق أفاد "نادي عاطف" رئيس منظمة العدل والتنمية لحقوق الإنسان أن فرنسا تتجرع الآن نفس الكأس الذي ذقناه من قبل وكانت تكتفي بالصمت، ولم تدرك صعوة مواجهة الإرهاب إلا بالهجمات التي واجههتها في الأيام الماضية، ولا أحد ينتقدها في تلك الإجراءات لأنها من حقها للدفاع عن نفسها ونحن أو أي دولة أخرى في نفس موقفها مبرر لها أن تتخذ مثل تلك الإجراءات أو ما شابهها. وبين "عاطف" أننا أخذنا درسًا كبيرًا من أمريكا وهي من وجهة نظره "وحش كاسر"، وهي على رأس الدول التي تتغنى بحقوق الإنسان وعلى الرغم من ذلك كانت دائما تخترق مواثيق حقوق الإنسان، وتتعامل مع بعض القضايا بحسب مصالحها وكيفية تحقيقها، فهي تقصف الإسلاميين في أفغانستان وتحاصرهم في غزة، وتحاربهم في مالي، وتناصرهم في مصر وسلحهم في سوريا، وهذه أمريكا ومن ورائها دول أوربا.