أسوأ ما تواجهه الأسرة عندما تجد صغيرها مصابا بمرض الصرع، الذى ينظر إليه الكثيرون على أساس أنه نوع من الجنون، ولا علاج له، وهذا بسبب قلة الأطباء والمراكز التى تتصدى لعلاج تلك الاختلالات فى المخ البشري. الأستاذ الدكتور أشرف عزمى أستاذ أعصاب الأطفال ورئيس وحدة علاج أعصاب الأطفال بمركز تميز بالمركز القومى للبحوث بالدقى وأحد المتخصصين فى علاج صرع الأطفال، يقول: العلاج ممكن ولا يجب ترك الصغير دون البحث عن علاج بحجة أنه لا يوجد. ويضيف الدكتور أشرف، يتكون المخ من ملايين الخلايا التى تعمل بالطاقة الكهربائية، وبدون تلك الموجات الكهربائية تكون الحركة، والإحساس، والتفكير، والذاكرة، والعواطف مستحيلة، والصرع ينتج عن حدوث موجات كهربائية غير طبيعية فى جزء من خلايا المخ فينتج عنه حركة عضو معين أو سلوك وقتى معين، وقد تشمل المخ عامة فتكون الحركة فى الجسم كله، ويمكن تحديد هذه الموجات الكهربائية غير الطبيعية بعمل رسم كهربى للدماغ «EEG». وهذا الاضطراب الكهربى فى المخ قد يحدث نتيجة سبب حاد مثل التشنجات الحرارية فى الأطفال، وتلك التى تلى جرح أو إصابة الدماغ، التسمم، نقص مستوى الجلوكوز أو الكالسيوم أو المغنيسيوم فى الدم، وغيرها من المسببات الحادة والوقتية، ولكن إذا تكررت هذه التشنجات بدون سبب حاد كان هذا مرض الصرع الذى قد يكون ذاتى العلة فى صورة متلازمات صرعية تحدث فى شرائح عمرية معينة، أو نتيجة أسباب مزمنة مثل عيوب تكوينية فى قشرة المخ، اعتلالات نقص الأوكسجين عن الدماغ، أو مضاعفات الحمى الشوكية أو المخية، أورام المخ، أمراض التمثيل الغذائى فى خلايا المخ، وغيرها. تقسم النوبات إلى نوعين رئيسيين: نوع «جزئى» ونوع «عام» كما يقسم كل نوع من هذه الفئات إلى فئات فرعية بما فى ذلك النوع الجزئى المركب، والنوع الذى يسبب الغياب، والنوع التوتري- الارتجاجى وأنواع أخرى.