لا جدال في أن غريزة الأبوة تجعل الوالد لا يرى أحدا في الدنيا سوى أبنائه، يحاول أن يجعلهم سعداء بشتى الطرق، لا أن يعطيهم السم بيديه، من خلال جعل ابنه ذي السبع سنوات يتناول حبوب الترامادول المخدرة، ولذلك كان سؤال الزوجة التي ذهبت تطلب الخلع، وهو: كيف يستطيع أب قتل ولده بيديه بهذا السم؟! قائلة: إن غريزة الأبوة ذهبت مع تعاطى أول حبة للترامادول لفلذة كبدها. وروت فاطمة 29 سنة "ل"البوابة نيوز" حكايتها، مشيرة إلى أنها حاصلة على دبلوم تجارة، تزوجت من عماد 35 سنة من ثماني سنوات، أنجبت منه "جان وجنى" زهرتان في حديقة أبويهما، يملأ بيتهم الحب الذي تزوجا على أساسة، ولكن قبل خمس سنوات اكتشفت فاطمة شيئا غريبا في جيب زوجها، ولم تعرف ما هو أو فيما يستخدم؟ فسألت زوجها فأجابها بأنه مضاد حيوي، ولكن أصبح الأمر مقلقا، فهو يتناوله باستمرار وأكثر على ذلك. أكملت فاطمة قائلة: ذهبت بتلك الأشياء إلى الصيدلية المجاورة للمنزل لأسأل عن هذا الدواء، وكانت الصدمة أنه "ترامادول" أو "حبة الوهم". وعندما صارحت زوجها وعدها بإنهاء ذلك الوضع، وذهبا سويا للعلاج ولكن دون جدوى. وتابعت: "تحملت معه إلى أن فاض بى الكيل، وباستمرار الوقت بدت علينا علامات تقدم السن وزادت عصبيته التي كانت تنتهى يوميا بضربى. أحببت عماد قبل الزواج واستمر هذا الحب عشان كدة أنا قولت اتحمل معاه، وحاولنا العلاج لمدة خمس سنوات إلى أن جاء اليوم المشئوم، جان ابنها الأكبر 7 سنوات أول فرحة لها تعود على رؤية أبيه يتعاطى المخدرات بقصد العلاج، فتعلق بأفعال والده، وحين شعر بالتعب من نوبة برد أخذ من هذا الدواء كما أفهمه أباه دون علم أحد، وما كان للأم إلا أنها رأت ابنها يودعها ببطء فأحست بأن قلبها ينفصل عن جسدها، ولكن تدخلت العناية الإلهية وأنقذه الله. ذهب الحب ليحل مكانه البغض والكراهية، وأدركت أنه لا داعي للانتظار أكثر من ذلك، فإما أن يقضى هذا الزوج البائس على أحد أبنائه أو يقضى عليها في إحدى الليالى التي يبكيها فيها من الضرب المبرح ويصبح بعدها وكأن شيئا لم يكن، فذهبت تطلب الخلع منه، فهى لا تريد منه سوى أن يتركها تربي صغارها في سلام.