تمكنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، متمثلة في الإدارة المركزية لحماية الأراضي، من إزالة 529 حالة تعدِ على الأراضي الزراعية في عدد من محافظات الجمهورية، وذلك في إطار الحملة الموسعة التي تقوم بها الوزارة لمواجهة التعديات والحفاظ على الرقعة الزراعية. وكشف تقرير، أصدرته اليوم /الأربعاء/ وزارة الزراعة، أن المساحات المتعدي عليها بلغت 26 فدانا و23 قيراطا، و14 سهما، مشيرا إلى أن محافظة المنيا احتلت المرتبة الأولى لإزالة التعديات ب241 حالة، تليها الشرقية ب65 حالة، ثم سوهاج ب47 حالة، وكانت بني سويف أقل المحافظات من حيث عدد حالات التعدي التي بلغت 2 فقط. ومن جانبه أكد الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أنه لا تهاون مع المتعدين على الأراضي الزراعية، مشيرا إلى ضرورة استنفار جهود حماية الأراضي ومديري المديريات على مستوى الجمهورية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والإدارة المحلية لردع كل من تسول له نفسه التعدي على مستقبل الأجيال القادمة. ولفت وزير الزراعة إلى أنه "ليس من المعقول ومصر تبني المشروع القومي لزراعة المليون ونصف مليون فدان وان نقوم بإهدار الأراضي الزراعية الخصبة في الوادي والدلتا". يذكر أن التعديات على الأراضي الزراعية الخصبة بلغت أكثر من مليون و400 ألف حالة، منذ ثورة 25 يناير 2011م، سواء بالبناء أو التجريف أو التشوين. وحذر الخبراء من أن مصر أمام كارثة بالمعنى الحرفي للكلمة، يمكن اختصارها في ظاهرة البناء على الأراضي الزراعية، مؤكدين أن التعدي على الأراضي الزراعية، يهدد بانعدام الأمن الغذائي، خصوصًا في الزراعات الإستراتيجية، من خلال تقليص المساحات المخصصة لزراعة المحاصيل، مثل القمح الذي نستورد أكثر من ثلثي احتياجاتنا منه، إلى جانب الأرز والقطن وغيرها العديد من المحاصيل المهمة، والتي نضطر لاستيرادها من الخارج لسد عجز الغذاء. وكانت دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الزراعية، قد أكدت أن "مصر تستورد نحو 65% من غذائها، من بينها نحو 9 ملايين طن قمحًا و6 ملايين طن ذرة على أقل تقدير، ومليون طن ذرة فول الصويا ونصف مليون طن من الكسب ومليون طن زيتًا أو أكثر، ونستورد أيضًا ثلث حاجاتنا من السكر". ولا يتوقف مخاطر التعديات على مجرد الاستيراد من الخارج، بل إن التعدي على الأراضي الزراعية سبب مباشر في ارتفاع أسعار الغالبية العظمى من الخضر والفواكه، إضافة إلى اعتماد بعضهم على المحاصيل المهجنة، والتي لا تحتاج إلى أراضٍ واسعه المساحة، ما يتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض الخبيثة.