تكثف السعودية جهودها لمكافحة الإرهاب من خلال نشر حملة "معا ضد الإرهاب والفكر الضال" في مزيد من المناطق بالمملكة. تهدف الحملة التي تعقد في إطارها اجتماعات أسبوعية بمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية إلى حماية الشباب السعودي من التشدد وإعادة دمج الجهاديين السابقين في المجتمع. وكان الأمير فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز أول من أطلق هذه الحملة في منطقة القصيم في مايو. ونُظم أحدث اجتماع في إطار الحملة يوم الاثنين (16 نوفمبر تشرين الثاني) في بُريدة بعد أيام على مقتل 129 شخصا في هجمات شنها متشددون إسلاميون ومفجرون انتحاريون في باريس يوم الجمعة. وقال الخبير السعودي في مجال مكافحة الإرهاب يوسف الرميح "الحملة تركز تركيز كبير على الشباب.. في غالبها على الشباب خاصة على المدارس.. وفي هذا المجلس (مجلس أمير المنطقة) عدة جلسات عُقدت فقط مع الشباب لأن الشباب هم في العالب المستهدفون من قبل الجماعات الارهابيه كلها.. ولذلك هذه الحملة من أهم وسائلها التواصل مع الشباب.. مع المراهقين والمراهقات.. مع الطلاب والطالبات في مدارسهم وفي هذا المجلس". ومركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية -الذي يُعرف في الخارج بأنه برنامج مثير للجدل لإعادة تأهيل المتشددين- هو المؤسسة الوحيدة المسماة باسم الأمير محمد. ويمزج المركز بين الطب النفسي الغربي ودروس لوعاظ من المملكة. وقال المتخصص في المناصحة داخل السجون أحمد غضيمان "في هذا المركز (مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية) الذي يقوم بدور كبير جدا بل أصبح في الحقيقة مفخرة من مفاخر المملكة. فهو مؤسسة إصلاحية تقوم على احتواء الشباب واستصلاحهم وإعادتهم إلى جادة الصواب وتأهيلهم وإعادتهم الى المجتمع بعد أن فعلا حملوا الفكر السليم". ودعا الأمير فيصل بن مشعل أمير منطقة القصيم الذي حضر اجتماع يوم الاثنين المزيد من الشبان والفتيات إلى الانضمام لحملة مكافحة الارهاب ومنع الشباب من السقوط فريسة للمنظمات المتشددة. وقال الأمير فيصل "هذه الحملة هي ترجمة لمقولة (لا يُعالج الفكر إلا بفكر) والإعلام هو الآن شئ أساسي. عندما أُطلقت هذه الحملة في منطقة القصيم لم يقتصر دورها على منطقة القصيم وانما أصبحت -ولله الحمد- منتشرة في جميع أنحاء المملكة". وتتمتع السعودية بنفوذ كبير في أنحاء العالم الاسلامي يرجع جزئيا لغناها ومكانتها باعتبارها الأرض التي شهدت مولد النبي محمد ونزول الوحي. وانضمت الرياض للجهود الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد في العراق وسوريا كما عملت مع واشنطن في معركتها ضد تنظيم القاعدة. وتعرضت المملكة العربية السعودية نفسها لعدد من الهجمات والتفجيرات التي أعلن تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد مسئوليته عنها.