تستعد ناقلات النفط لتسليم أكبر كميات من الخام العراقي إلى الولاياتالمتحدة في أكثر من ثلاث سنوات مع تنافس البلد ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك على الحصة السوقية في ظل تصاعد الضغط على إنتاج النفط الصخري بالولاياتالمتحدة. وأظهرت بيانات ملاحية ل"رويترز"، أنه من المقرر أن تبحر ناقلات تحمل قرابة 20 مليون برميل من النفط العراقي إلى الولاياتالمتحدة في نوفمبر، بزيادة نحو 40 بالمئة عن الكميات التي كان من المتوقع وصولها في أكتوبر. وتشير بيانات أمريكية إلى أن تلك الكمية تعادل أكثر من 660 ألف برميل يوميا في المتوسط وسوف تشكل أكبر واردات شهرية منذ منتصف العام 2012. وتأتي الزيادة في الإمدادات في وقت تضغط فيه أسعار النفط المنخفضة على منتجي النفط الصخري في الولاياتالمتحدة وتزيد المنافسة بين بعض أعضاء أوبك على الحصة السوقية. وتستهدف السعودية المشترين التقليديين في أوربا للخامات من حوض الأطلسي وروسيا. وفي الولاياتالمتحدة -حيث تعتبر السعودية منذ فترة طويلة أكبر مورد من أوبك- تساعد الأسعار المواتية العراق على استعادة حصة بين شركات التكرير الأمريكية التي تستخدم الخامات الثقيلة عالية الكبريت. وقال ريتشارد مالينسون المحلل لدى إنرجي أسبكتس "يجتذب ساحل الخليج (الأمريكي) خامات ثقيلة ومتوسطة الكبريت وخام البصرة الثقيل من ضمن تلك الخامات". وأضاف "إذا كان السعر جيدًا في وقت تتطلع فيه شركات التكرير (للتحول).. فسيكون على رأس قائمة التسوق". وأظهرت بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن من المتوقع انخفاض إجمالي إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة 118 ألف برميل يوميا في ديسمبر كانون الأول - وهو أكبر انخفاض شهري مسجل - إلى 4.95 مليون برميل يوميا أدنى مستوى منذ سبتمبر 2014. وخفض العراق سعر البيع الرسمي لخام البصرة الثقيل للولايات المتحدة إلى ما يقل 5.85 دولار للبرميل عن الخام القياسي الأمريكي مرتفع الكبريت لشهر نوفمبر وهو أدنى سعر منذ أن بدأ العراق بيع الخام في وقت سابق هذا العام. ولا ينافس النفط العراقي الخامات من خارج أوبك فقط. فقد خفضت السعودية وأعضاء آخرون في أوبك أسعار البيع الرسمي للمشترين في أوربا والولاياتالمتحدة في إطار المنافسة على الحصة السوقية لا سيما في ظل دلالات على بدء تباطؤ الاستهلاك في بلدان آسيوية رئيسية مثل الصين. وقال محللون في بي.إن.بي باريبا في تقرير في الآونة الأخيرة "برغم قيام الصين والهند ببناء مخزونات إستراتيجية، باتت آسيا سوقا مزدحمة." وأضافوا "وبناء على ذلك كثفت السعودية وأعضاء آخرون في أوبك منهم العراق جهودهم في الآونة الأخيرة للتسويق بمناطق أخرى لتنويع وجهات الصادرات".