سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء حول الجولة الثالثة لثلاثية سد النهضة.. "مصر جادة ولكن هناك تعسف ومراوغة إثيوبية".. "شبانة": إثيوبيا تستنزف الوقت في مسائل فنية.. "اللاوندي": إسرائيل تلعب دورًا في تعقيد الأزمة
اجتمعت اللجنة الثلاثية لمفاوضات سد النهضة اليوم، في القاهرة، حيث عقد الوزراء الثلاثة المصري والإثيوبى والسوداني عدة اجتماعات تخللها الكثير من المبتحثات والمناقشات حول النقاط العالقة بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبى، وذلك في إطار انعقاد الجولة التاسعة للجنة الثلاثية لسد النهضة، ومن أبرز النقاط التي انتهت لها اجتماعات "الثلاثية"اليوم، تمسك الجانب المصرى بحقه وحصته من المياه في مقابل رفض إثيوبي التوقف عن أعمال بناء السد والإصرار على استمرارها، في حين لا تزال نقطة الخلاف قائمة حول الاتفاق وتحديد الشركة المنفذة للدراسات. تباينت آراء الخبراء وتنوعت تفسيراتهم حول ما تضمنته مفاوضات الجولة التاسعة للجنة الثلاثية، حيث قال الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية بمعهد العلوم الإفريقية، أن قضية مياه النيل أهملت منذ عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي لم يكن معنيا في العشرة سنوات الأخيرة من حكمه سوى بتوريث الحكم لابنه جمال، وبالتالي تم تسويف هذه القضية رغما عن أهميتها وكانت إثيوبيا في ذلك الوقت تخاف من الدخول في صدام مباشر مع مصر، إلا إنه في أعقاب ثورة 25 يناير استغلت إثيوبيا الفرصة وأعلنت عن إنشاء سد النهضة. وأضاف شبانة، في تصريحات خاصة "ل"البوابة نيوز""، أن مصر بقيادة المجلس العسكري في أعقاب الثورة لم تكن تريد الدخول في صراعات خارجية وعولت القيادة السياسية في ذلك الوقت على أن إثيوبيا لن تجد تمويل لإنشاء السد، لافتا إلى أن هذه كانت رؤية قاصرة من حكومة عصام شرف عندما وافقوا على إنشاء السد مبدئيا وتأجيل التفاوض على الشروط فيما بعد مما أكسب إثيوبيا أرضية، ومن ثم قامت بعمل اللجنة الثلاثية والتي كانت وسيلتها لخداع العالم وإقناعه بموافقة مصر على إنشاء السد ثم تطور الموقف إلى عمل اللجنة الفنية التي قامت بوضع خارطة طريق انتهت بإعلان مبادئ سد النهضة في مارس الماضي والتي وقع عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتم اختيار مكتبين فنيين هما المكتب الهولندي والمكتب الفرنسي الأقل خبرة لتولي الأمر إلا أنهم مارسوا ضغوطا على المكتب الهولندي دفعته للتهديد بالانسحاب. وأوضح شبانة أنه كان من المقرر عقد جولة مباحثات بين الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان في نهاية شهر سبتمبر الماضي إلا أنه تم تاجيلها إلى الرابع من أكتوبر ثم اعتذرت إثيوبيا مرة أخرى بدعوى الانشغال بتكوين الحكومة الائتلافية في الوقت الذي استمرت خلاله إثيوبيا في عملية إنشاء السد، لافتا إلى أن إعلان المبادئ لم يشترط وقف المشروع، وبالتالي استمرت الإنشاءات يوما بعد يوم والتي استغلتها إثيوبيا للضغط على المفاوض المصري. وأكد شبانة على أن كل هذه الخطوات التي قامت بها إثيوبيا استنزاف للوقت والجهد والتكاليف في مسائل فنية كما حدث مع كينيا، حيث استخدمت إثيوبيا نفس الأسلوب التفاوضي المارثوني من أجل بناء خمسة سدود احتجزت المياه عن كينيا. ومن جانبه، أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن أزمة سد النهضة لن تحل قريبًا لأنها أزمة كبرى، وتدخلت فيها أطراف كثيرة، لافتا إلى أن إسرائيل تلعب دورًا كبيرًا في تعقيد هذا الأمر. وأضاف اللاوندي، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أن العلاقة الشخصية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا هي التي دفعت إثيوبيا للموافقة على الجلوس على مائدة المفاوضات وعقد مشاورات ثلاثية بين وزراء الري في الثلاثة دول المعنية وهي مصر وإثيوبيا والسودان. وأشار اللاوندي إلى أن القضية ستستغرق وقتا طويلا وهناك مشاورات مستمرة، ولكن مصر لن تقدم على هدم السد، ولن تدخل في حرب مع إثيوبيا، كما شدد اللاوندي على أن التدويل لن يكون في صالح القضية. وعبر اللاوندي عن تفاؤله بحل الأزمة، مؤكدا على أن حل الأزمة يعتمد على الحجية بين الدول الثلاث.