نقلت وكالة نوفوستي للأنباء عن مشرع روسى كبير، قوله أمس الخميس، أن قرار بريطانيا إيقاف الرحلات الجوية من منتجع شرم الشيخ المصري إليها، نابع من معارضتها لتحركات روسيا فى سوريا. فيما أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء البريطاني، أنه من الضروري الاعتماد على معلومات من التحقيق الرسمي فى حادث الطائرة. وردا على سؤال بشأن قرار بريطانيا، قال قنسطنطين كوساتشيف، وهو عضو بارز فى مجلس الاتحاد الروسي: «هذه معارضة جيوسياسية لتحركات روسيا فى سوريا». وذكر مصدر فى إدارة الطيران الروسية الأربعاء، ل«نوفوستي» أن تحقيقًا فى تحطم طائرة روسية فى مصر يوم السبت الماضى، يتضمن دراسة احتمال دس شىء على متن الطائرة تسبب فى الكارثة». وأضاف المصدر: «يوجد تفسيران تجرى دراستهما: دس شىء بالداخل أو عطل فنى»، متابعًا: «ولكن لا يمكن للطائرة أن تنشطر ببساطة فى الجو.. لا بد من أن يكون هناك مسبب. ونظرية الإصابة بصاروخ مستبعدة لأنه ما من مؤشرات على ذلك». وقال متحدث باسم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس الخميس، إن الكرملين يرى أن أى نظريات عن سبب تحطم الطائرة الروسية فى سيناء بمصر، ما أدى الى مقتل 224 شخصا، هى «محض تكهنات» فى هذه المرحلة، وأن التحقيق هو الذى سيحدد ما حدث. وكان ديمترى بيسكوف المتحدث باسم بوتين، يعلق على ما قاله وزير الخارجية البريطانى فيليب هاموند عن وجود احتمال كبير أن جماعة «ولاية سيناء» التى بايعت تنظيم «داعش» هى وراء إسقاط الطائرة الروسية بقنبلة. وقال بيسكوف إن الطائرات الروسية ستواصل الطيران من وإلى شرم الشيخ، على رغم قرار بريطانيا وأيرلندا وقف الرحلات. وبدوره قال رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف، فى اجتماع حكومى أمس، إن «من السابق لأوانه استخلاص نتائج بشأن أسباب تحطم الطائرة الروسية فى مصر لكنه أمر باتخاذ إجراءات أمنية إضافية». واعتبرت وسائل إعلام روسية أن ما تروج إليه وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية، يأتى فى إطار الحرب النفسية ضد روسيا، بسبب ما تقوم به الأخيرة فى سوريا. وأكدت صحيفة موسكو تايمز، أن واشنطن وحلفاءها فى الغرب، يحاولون بكل الطرق الممكنة إحراج روسيا، والضغط عليها بحادث الطائرة التى سقطت فى سيناء، أملا فى إيقاف العمليات العسكرية الروسية فى سوريا. واعتبرت الصحيفة أن ما يجرى نوع من الحروب القذرة التى يشنها الغرب ضد روسيا، بعد أن فشلت كل مساعيه وتحركاته، من أجل تقويض دور روسيا فى الشرق الأوسط وفى أوكرانيا من قبل، بشكل يهدد المصالح الغربية. وكانت صحيفة «لوبوان» الفرنسية قد نشرت تقريرا بعنوان «إحراج بوتين»، أكدت خلاله أن حادث سقوط الطائرة يمثل إحراجا كبيرا للرئيس الروسى فلاديمير بوتين سواء كان عملا إرهابيا أو سقوطا بسبب خلل فني. وزعمت الصحيفة الفرنسية أنه لو كان عملا إرهابيا فإنه سيعكس خطورة موقف بوتين أمام شعبه، لأن المصالح الروسية ستكون مهددة فى كل مكان، وإذا كان خللا فنيا سيفضح المشكلات التى يعانيها قطاع النقل الجوى الروسي، والفساد المسيطر على الشركات. وكانت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية هى أول من فجرت الأزمة حول سقوط الطائرة الروسية، ونقلت عمن وصفته بمسئول فى المخابرات الأمريكية أن هناك شكوكا حول سقوط الطائرة بقنبلة زرعها إرهابيون فى مطار شرم الشيخ. وسريعا تحولت تلك الشكوك والافتراضات الأمريكية، إلى حقيقة تناقلتها وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية وروجت لها، واتخذ على إثرها قرارات رسمية. وشكت وزارة الخارجية الروسية من عدم تقديم بريطانيا معلومات بشأن حادث تحطم طائرة روسية فى مصر يوم السبت الماضى وذلك بعد أن قالت لندن إن هناك احتمالا كبيرا بأن يكون إسلاميون قد زرعوا قنبلة على متنها. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجى الروسية للصحفيين الحكومة البريطانية لم تقدم لنا أى معلومات عن حادث تحطم الطائرة. وأضافت فى حديث نقلته وكالة تاس للأنباء إذا كانت لديهم معلومات ولا يقدمونها فهذا أمر صادم، وقالت إن من المثير للدهشة أن ممثلا لحكومة أجنبية هو من يقدم نظريات عن مصير الطائرة وليس خبراء متخصين. ونقلت وكالة نوفوستى الروسية عنها قولها معرفة أن الحكومة البريطانية لديها قدر من المعلومات يمكن أن يلقى ضوءا على ما دحث فى أجواء مصر مسألة صادمة حقا. وجاءت هذه التصريحات بعد أن قالت بريطانيا إن هناك احتمالا كبيرا لأن يكون ذراع تنظيم الدولة الإسلامية فى مصر وراء هجوم بقنبلة على الطائرة الروسية. وقال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون فى وقت لاحق إن من المرجح أن قنبلة هى التى تسببت فى سقوط الطائرة.